TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كل ساعة وانتم بخير
02/09/2017 - 9:30pm

تأتي الدعوة للمناسبات الاجتماعية شفهيا او مكتوبة محددة بزمان محدد ومصحوبة بمظاهر المحبة والاحترام الا زمن الدعوة فهو غير محترم.الدعوة للمناسبة الاجتماعية تحدد عادة بموعد واضح.تصل لمكان المناسبة وقد لا تجد الا المستقبلين.تنتظر نصف ساعة لتفاجأ ان معظم الحضور لم يصل ، تحاول ان تكسر الجمود بينك وبين من يجلسوا حولك لتجدهم غارقين في مايشبه احلام اليقضة او انهم يراقبون بجدية مبالغ بها القادمين الى المكان من المدعوين.بعد ساعة كاملة من الانتظار يزداد عدد الحضور ولكن راعي المناسبة لم يصل بعد لعدة أسباب اهمها ان تاخره اكثر يعطية هيبة اكثر او ان عدد الحضور قليل حسب تقارير الذين يتواصلوا معه او انه نسي المناسبة اصلا .تبدأ المراسم عند وصول راعي الحفل وخاصة في الجاهات وغالبا هم نفس الاشخاص ونفس الافكار التي تحدثوا بها بمناسبات مختلفة عشرات المرات، ولا ينسوا ان يسهبوا ويؤكدوا في حديثهم على اهمية هذه الجاهات،ناهيك عن احتمال نسيانهم لأجزاء من الايات القرانية والأحاديث النبوية وحتى الأمثال والشعر اثناء حديثهم .عندها يكون الحضور قد اجتاز مرحلة النعاس وقارب من النوم الخفيفف يكون قد مضى ساعة ونصف الى ساعتين على الأقل لتبدأ خدمات المناسبه (الهظمية) التي تاخذ احيانا طابع الفزعة فقد لا يصل شيئا للشرب او للاكل لقاء صمودك ساعتين من الجمود الفكري والجسمي مسبوقة بنصف ساعة لوصولك الى المكان ومتبوعة بنصف ساعة للمغادرة بعد ان تصافح طابور المودعين الذين استقبلوك اصلا مرة ثانية لتضمن انك اخذت جرعة كافية من الفيروسات والكلام المعاد وابتسامات المجاملة.اما المناسبات الأخرى مثل الاعراس فحدث ولاحرج وخاصة التي يقام منها في الفنادق .
ماذا بعد ؟. ثلاث الى 4 ساعات على الأقل من هدر الوقت الذي يمكن اختصاره الى النصف بسهولة لو تخلى الجميع عن هذا النمط الاجتماعي الذي حول هذه الظواهر الاجتماعية اللطيفة الجميلة المحببه الى ما يشبه التجارة المرهقة ماديا للشباب من أول المناسبة الى اخرها ،والى انفصام اجتماعي، وعنوسة متصاعدة في الجنسين وغالبية تمتعض وزعامات الجاهات والرعاية تتجلى وتتسلى بملل الحضور .
الى اين؟. نعرف ان هذا الموضوع ظاهرة اجتماعية بدأت ببطء ولن تنتهي بسرعة.يمكن ان نحول هذه الظاهرة الراقية النقية بالالتزام بتوقيتها ومناسبة مكانها ورشاقة خدماتها وان يقتصر عدد الحضورعلى الضروري منهم وان يقلل العتب على من لايستطيع الحضوروان تتعلم زعامات هذه المناسبات الايجاز والتجديد في حديثها. هناك استثناءات وظروف محدده لكل مناسبه على ان لا يتحول الاستثناء الى عرف وكل مناسبة اجتماعية الى عبء يعاني منها اصحاب المناسبة والحضور على حد سواء .يمكن ان نستمتع (او نرتاح على الأقل) بكل دقيقة من زمن المناسبة لو احترم الوقت حتى لو لم تكن مناسبة فرح، بأجواء يسودها الانس والاحترام والمحبة . كل دقيقة وانتم بخير في هذه الأيام المباركة.
أ.د.عبدالكريم القضاه
الجامعة الاردنية

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)