TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
كلنا للأردن فداء ... إلى روح نسرنا البطل معاذ
07/02/2015 - 3:00am

طلبة نيوز- * الأستاذ الدكتور عدنان المساعده

 

ومضى شهيدنا البطل معاذ حبيب الأردنيين جميعا إلى رحاب الله الأوسع من رحابنا... مضى على درب رفاقه في السلاح فراس العجلوني وموفق السلطي... مضى على درب وصفي وهزاع وغيرهم من أبناء الاردن البرره الذين حملوا الأردن وطنا في ضمائرهم ولاقوا وجه الله غيرآبهين بالموت ليبقى وطننا عزيزا سيدا. مضى معاذ كالطود الشامخ وبإرادة الرجال الرجال المؤمنين دفاعا عن دينه وعقيدته السمحه ويحمل في وجدانه علم بلاده وفي قلبه وعقله الأردن الوطن الذي أحب... مضى إلى رحاب الله مع الصديقين والشهداء في عليين وهو يعلمنا أن التضحية من أجل الوطن ومحاربة العقول المتحجرة والقلوب السوداء التي شوهت صورة الاسلام بأفعالها الوحشية وفكرها الظلامي يعلمنا أن التضحية والفداء رسالة يحملها الأوفياء المخلصون وأن واجبنا الديني والوطني يحتمان علينا مواجهة هذه الفئة الضالة والمضللة التي تمثل فكر الخوارج الجدد والفكر التكفيري المليء حقدا ووحشية لحماية أبناء الوطن من خطرها السرطاني الذي لا يرحم، هذه الفئة التي تحمل إسم الإسلام والإسلام يرفضها ويمقت أفعالها التي عاثت في الأرض فسادا وتشويها للقيم الإنسانية النبيلة وتقتيلا لبني البشربأسلوب وحشي فاق شريعة الغاب.

 

نعم يا شهيدنا البطل القريب منا جميعا أن هؤلاء يعيشون كما تعيش الجرذان ويمارسون أفعالهم المخزية التي لا يقبلها عقل سوي يمشون على غير هدى كخفافيش الظلام... نعم ياشهيد الواجب والوطن أيها القريب منا جميعا إنك يا معاذ لم تحترق وكان جسدك نورا لنا جميعا ولكن هذه الفئة  الباغية هي التي احترقت بنار حقدها الأسود وعملها الإجرامي، وستبقى هذه الجرذان البشرية التي تلف روؤسها بالسواد تهاب جسدك الطاهر وتتذكر وقفة البطولة ورباطة جأشك أمامهم وهم يتملكهم الذعر والخوف رهبة من وقارك وإيمانك وإرادتك.  

لقد مضيت يامعاذ يا حبيبنا جميعا مرفوع الهامة عالي الجبين وستبقى ذكراك محفورة في عقول وقلوب كل الاردنيين ... لقد أقسم كل الشرفاء في وطنك ان دمك يامعاذ لن يذهب هدرا فأطفال وطنك رسموا إسمك في وجدانهم وهم سيكبرون وعلى درب التضحية والدفاع عن هذا الثرى سائرون وإخوانك من نسور سلاح الجو وقوات جيشنا العربي الباسل سيوجهون ضربات مزلزلة وموجعة لأوكار الخزي والعار والوحشية والهمجية ...

 

يكفيك فخرا يا معاذنا أنك مضيت إلى الله راضيا مرضيا ويكفيك أنك تربيت على البطولة ودافعت عن ثرى وطنك بطلا وواجهت هؤلاء المارقين كالطود الشامخ ببطولة وأنت بذلك  توجه رسالة لنا عنوانها "كونوا جميعا للأردن فداء" وإلتفوا حول وطننا وقيادتنا الهاشمية وحول جيشنا العربي ليبقى الأردن الصخرة القوية الراسخة والحصن المنيع  في وجه العاديات والتحديات... معاذ أيها الكركي الأردني الأبي أبيت إلا أن تلقى وجه ربك الاعلى ولم يفت من عضدك  وإرادتك هؤلاء الأقزام والمارقين والخوارج فضحيت بجسدك الطاهر ونفسك الأبية لتنام عيون الحرائر والشيوخ والأطفال ... لقد وضعت نفسك يا معاذ على مساحة خارطة الوطن من أقصاه الى أقصاه ... جباله وسهوله وشيحه وزيتونه وكنت من الأوفياء الأوفياء الذين كتبوا إسم وطنهم بدمهم الزكي دفاعا عن ثرى وحمى الوطن الذي أحببت... لقد أصبحت يامعاذ محور العالم أجمع الكل ينظر اليك البطل المقدام لما قدمت للإنسانية وانت تدك جحورهذه الفئة الباغية ... جحور دولة الشيطان بعزيمة الأبطال والرجال المؤمنين الصادقين وأنت تتلو كتاب الله تعالى: "من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلو تبديلا".

 

معاذ الخير ...ايها المسلم العربي الاردني الأبي لقد سجّلت لنا رغم الألم على فراقك أن الوطن له حماته وله نسوره التي لا تهاب الردى ... لقد بعثت أيها الأبي رسالة إلى  كل أب وأم على إمتداد الوطن ....رسالة إلى أبيك الشهم وأمك الصابرة إنني يا أبتاه بررت بالقسم الذي قطعته على نقسي رافعا علم وطني في العلى ومدافعا عن حياضه ورسالته حتى آخر رمق... وها أنذا يا ابتي امضي كما ربيتني وكما عاهدتك لأكون رمحا قويا من رماح الوطن لمقارعة قوى الشر وقوى الظلام. ها أنذا يا أماه قد مضيت ولن أخذلك أبدا فكوني صابرة مؤمنة كما ربيتني على الصبر والايمان لألقى الله راضيا مرضيا ... أما هؤلاء الشرذمة الاقزام الجبناء فسيعلمون اي منقلب ينقلبون ورفاق السلاح يا أماه ماضون على العهد والوعد ملتفون حول الوطن وقيادته كلهم أبناؤك وأهنأي يا أماه قريرة العين فكل ابناء وطني معاذ وغدا يا أماه ستلد الأمهات ألف ألف معاذ سينذرون أنفسهم لأردننا ليبقى وطنا سيد الأوطان ... نعم يا أماه رددي معي بلسان عربي مبين كلنا للأردن فداء وعلى درب أبي الحسين نسير بعزيمة ومضاء وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون...  نعم يا أماه رددي مع أبناء وطني الخزي والعار للخوارج الجدد والمارقين والعز والفخار لأردن العزم وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وسلام على الذين ضحوا بارواحهم ودمائهم رخيصة عن الأردن أرض الرسالات وليبقى سيد الأوطان. نعم يا  أماه لا تجزعي وإقرأي قول الله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".  

 

 * استاذ جامعي/ جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية                                                                  

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)