طلبة نيوز: عن الرأي، أحبتي الطلبة وانتم تتوجهون الى صناديق الاقتراع لانتخاب مجلسكم الجديد، اتمنى ان تتذكروا أنكم في بيتكم الجامعي العريق الذي يحتضنكم بالحب والرعاية والعناية وانكم ترنون الى المستقبل وكل جديد، وهذا حقكم الذي يكفله المنطق والمجتمع ووقائع الحياة، وحتى تصلون أهدافكم عليكم ان تقرأوا بوعي كيف تصوغون القادم! وكيف تعلون القيم الجامعية وأعرافها الجميلة، وتحافظون عليها بما تعلمتموه واكتسبتموه وسعيتم إليه.
الانتخابات فرصة للحوار والاختبار وحُسن الاختيار، وجامعتكم التي توفر لكم زادها المعرفي في قاعاتها ومختبراتها ومدرجاتها تحتاجكم ان تعمّروها بالجد والانتظام والاستقرار والأمن والآمان والحوار العقلاني الذي يعطي كل ذي حق حقه، بعيدا عن الإقليمية الضيقة والعصبية المقيته والأفكار السيئة والآراء المتشنجة والأعمال الرديئة، وتفعيل القيم النبيلة والحفاظ على الأيام الجامعية التي لا تتكرر مهما تقادم الزمان وتغيرت الأحوال؛ لأنها تبقى محفورة في الذاكرة وتؤكد للجميع ان هذه المرحلة هي اجمل مراحل العمر، فلتختموها بالتميّز والعلم والمحبة والمودة واحترام الرأي والرأي الاخر لتكون جسر الحياة الى مستقبل ينتظركم بشغف واحتراف وتنافسية عالية.
وحين نتحدثُ إليكم نتحدثُ عن أنفسِنا عن بيتِنا عن جامعتِنا عن ماضٍ حافلٍ بالبذل والعطاء عن تفاصيل كثيرة، هكذا الأردنية تحتضنكم اليوم وقد احتضنتا طلبة وشبابا وأساتذة، نعيش معكم وعيوننا ترنو إلى مستقبلكم المشرق باذن الله بالإبداع والانجاز، وحين نتحدث عن الانتخابات وديمقراطية الطلبة، نرفع أيدينا اجلالا وتكرمة للبعد الحضاري الذي توفره الجامعة لكم، وهو بعد يجب ان ينعكس بردا وسلاماً على تجربة يجب ان تبقى ناضجة وجادة وديمقراطية بامتياز لا يشوبها شائبة، ولذلك الكل يراهن عليكم في هذا اليوم الديمقراطي كي يخرج بأزهى حلة، ونرجو ان يبقى شعاركم أنّ الجامعة وطنكم الجميل الذي يزرع فيكم بذور الخير والحب والمعرفة، ويغدق عليكم العلم والبحث والاستقصاء والانتماء والعطاء والافتخار، وديدنكم هذا الصرح العلمي الذي خرّج العلماء والرجال الأوفياء، والجامعة مذ أُنشئت وهي الحاضنة الحقيقية للعمل الطالبي، وكانت وستبقى المنارة الحقيقية للمجتمع الأردني الذي ينتظر نتائج انتخاباتها لما تعكسه من مزاج عام قد يكون مؤشرا مهما لمعرفة القادم، والمطلوب ان نقرأ بعناية وعمق انجازات هذه الانتخابات لكي ندرك أن الجامعات اذا امتلكت الإرادة والتصميم تصنع المعجزات، وهذا ما تقوم به الجامعة الاردنية بكل كوادرها لكي تصل الى الصورة التي نحبها ونطمح إليها.
وما نطمح إليه في هذه الانتخابات أن تسود الروح الرياضية العالية بين التيارات الطلابية على قاعدة أنهم أبناء جامعة واحدة، ولينظر الاحبة الطلبة الى السنوات السابقة وانتخاباتها كيف سجلت في ذاكرة الأردنيين قصص نجاح عظيمة شاركت فيها أجيال عبر عقودها المتتالية، وما نتمناه أن تدركوا أهمية هذه التجربة، وأن تعرفوا أن الجامعة يجب أن تبقى بيتكم العلمي تدفعون به إلى العالمية والتميز والإبداع.
وهذا اليوم يتطلب من اساتذة الجامعة كافة ان يساندوا طلبتهم وجامعتهم بخبراتهم وتجاربهم وحضورهم البهي حتى يفوتوا الفرصة على المتربصين بجامعتنا ممن لا هُم لهم غير النعيب والخراب، والأساتذة ليست مهمتهم على عظمتها تأسيس المعرفة وغرسها حسب؛ وإنماء بناء منظومة اخلاقية وسلوكية تعكس وجه الجامعة الحضاري، ولذلك يجب ان يساند الجميع ادارة الجامعة في هذا اليوم الديمقراطي الذي يتنافس فيه احبتنا الطلبة، والامل بالجميع اساتذة وطلبة ولجان انتخابية ان يسجلوا انهم شركاء في البناء والعطاء والانتماء للجامعة العريقة في حضورها وعلمها وأساتذتها وخريجيها وانتخاباتها.
أما الناجحون فمطلوب منهم ان يكونوا نواة حقيقية للفكر الجامعي النظيف ولطموحات المجتمع الجامعي، والأمل أن يكون هدفهم البحث عن آفاق العلم والمعرفة والتكنولوجيا وأثرها في حياتهم وعصرهم؛ عصر التقنية والبحث والمنافسة والعولمة، والحلم بالإبداع والتميز والتنافس، وان يحملوا رماحهم إلى العمل التطوعي البناء الذي يرفع من سوية جامعتهم ووطنهم.وفي الختام إذا كان من تحية نزجيها في هذا اليوم العزيز فهي لكم كي تكونوا بمستوى المسؤولية وللجامعة الأردنية بكل كوادرها كافة. عن الرأي 5/4/2017
اضف تعليقك