TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قمة المنتصرين تؤكد التزامها بوحدة سورية
05/04/2018 - 6:00am

تعهد الرؤساء التركي والروسي والإيراني أمس خلال قمة في أنقرة بالتعاون من أجل التوصل إلى "وقف دائم لإطلاق النار" في سورية، بحسب بيان صدر في ختام القمة الثلاثية في أنقرة. فيما يرى محللون أن هدف هذه القمة هو إعادة تنظيم مناطق النفوذ في سورية وإعادة التفاوض حولها.
وأعلن الرؤساء الثلاثة التزامهم بتعزيز وحدة أراضي وسيادة سورية فيما تتنافس الدول الثلاث على تعزيز نفوذها في الأراضي السورية في الوقت الذي تتجه فيه الولايات المتحدة لسحب قواتها في القريب العاجل بحسب ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء.
إلا أن القمة تأتي في الوقت الذي تسعى كل دولة من الدول الثلاث لتأمين مصالحها في سورية، وسط تحرك على أكثر من جبهة لملء الفراغ الذي سيحدثه الانسحاب الأميركي.
وتعتبر القمة قمة تسويات بين الدول الثلاث المتدخلة في الصراع السوري والتي تقف في الوقت ذاته على طرف نقيض من الأزمة، حيث تدعم كل من موسكو وطهران نظام الرئيس السوري بينما تدعم أنقرة فصائل معارضة تعمل على الاطاحة بالأسد.
وكرر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيريه الروسي والإيراني فلاديمير بوتين وحسن روحاني "عزمهم على التعاون الكثيف في سورية بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين أطراف النزاع"، وفق البيان.
واتهم روحاني الولايات المتحدة بدعم تنظيم الدولة داعش في سورية ودعا كافة الدول إلى احترام استقلال سورية حليفتها العربية الرئيسية.
وقال في مؤتمر صحفي في أنقرة "بعض البلدان وبينها أميركا تساند جماعات إرهابية مثل داعش في سوريةالتي تخدم مصالح هذه الدول... إيران تعتقد بعدم وجود حل عسكري للأزمة السورية.. الحفاظ على استقلال سورية أولوية بالنسبة لطهران".
وقال بوتين في المؤتمر الصحفي المشترك للرؤساء الثلاثة في ختام القمة إن "المباحثات الثلاثية جرت بجو عملي وبناء. وبحثنا النواحي الرئيسية للوضع في سورية وتبادلنا الآراء حول الخطوات اللاحقة التي تهدف إلى ضمان تطبيع الأوضاع في هذا البلد لأمد طويل".
وأكد التزام روسيا وتركيا وإيران بالمساهمة في تعزيز سيادة واستقلال وسلامة أراضي سورية.
وقال إن "هذا الموقف المبدئي له أهمية خاصة على خلفية المحاولات المتزايدة لإشعال الخلافات الأثنية والطائفية في المجتمع السوري وتقسيم البلاد مع الحفاظ على مخاطر النزاعات في الشرق الأوسط لسنوات طويلة".
كما أعلن الرئيس الروسي أن الدول الثلاث اتفقت على توسيع التعاون بينها بشأن سورية ضمن اطار اتفاق عملية أستانا، في اشارة الى اللقاءات التي جرت في العاصم الكازاخية وانتهت باتفاق على مناطق لخفض التوتر في سورية.
واعتبر بوتين أن عملية استانا أثبتت فاعليتها، مضيفا أنها ساهمت في تراجع مستوى العنف في سورية بشكل جذري.
وأعلن أيضا أن الدول الثلاث وهي الدول الضامنة لاتفاق استانا، اتفقت على تنسيق الخطوات لمحاربة الإرهاب وتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين.
وأضاف أنه أطلع نظيريه التركي والإيراني على ما بذلته روسيا من جهود الجهود لانقاذ حياة آلاف المدنيين في الغوطة الشرقية.
وكان بوتين يشير إلى توصل موسكو لاتفاق على خروج المسلحين من المنطقة، لكن العملية التي استهدفت الغوطة الشرقية أسفرت في النهاية عن مقتل مئات المدنيين بغطاء جوي روسي وواجهت خلالها روسيا انتقادات غربية واتهامات بالمشاركة في حرب ابادة.
وقال الرئيس الروسي أيضا "اتفقنا على توحيد الجهود لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع في سورية. ويدور الحديث قبل كل شيء عن بناء منشآت البنية التحتية والمؤسسات العامة"، مشيرا إلى أن الشركات الروسية قد بدأت تشارك في هذا العمل، بما في ذلك في المناطق التي كانت تحت سيطرة المسلحين.
وتحدث بوتين عن مشاريع اعادة الاعمار داعيا جميع الدول للمساهمة في ذلك مؤكدا أنه إلى جانب التسوية السياسية فإنه "من الضروري أن يعيش السكان في ظروف طبيعية، ولن يتسنى ذلك دون مساهمة كبيرة من الخارج".
وقال ايضا إنه تم التأكيد خلال القمة الثلاثية على ضرورة عدم تسييس الملف الانساني وعلى ضرورة تنفيذ القرار الدولي رقم 2401 الرامي إلى تخفيف معاناة المدنيين على كامل الأراضي السورية.
من جهتها قالت جانا جبور المتخصصة بالشؤون التركية إن "هدف هذه القمة الثلاثية هو إعادة تنظيم مناطق النفوذ في سوريةوإعادة التفاوض حولها، وكذلك التفكير في مستقبل شمال سورية بعد الانسحاب الأميركي".
وكرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء رغبته في سحب القوات الأميركية من سورية، مؤكدا انه سيتم اتخاذ قرار "بسرعة".
وينتشر حوالي ألفي جندي أميركي في سورية في إطار مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
وسيسمح انسحاب أميركي بإطلاق يد تركيا وروسيا وإيران، الدول الثلاث التي تهيمن على الوضع الميداني.
وقال آرون لوند من المعهد الفكري الأميركي "سنتشري فاونديشن" إن "حجم تأثير روسيا وإيران على الحكومة السورية ليس واضحا في بعض النقاط، لكن أتصور أنهما إذا قررتا الضغط بشكل جماعي على الأسد فيمكنهما الذهاب بعيدا".
إلا انه أضاف أن الأسد "يحتاج إليهما لاستعادة الأراضي وتعويم الوضع الاقتصادي، لكن هذا لا يعني انه يمكن أن يوافق مثلا على طلب بالاستقالة".
وساعدت أنقرة التي تشكل مصدر الدعم الرئيسي لفصائل المعارضة، هذه الأخيرة على السيطرة على مناطق واسعة في شمال البلاد.
وبعد أن انتزعت القوات التركية بمساعدة فصائل مسلحة معارضة في 18 آذار(مارس) جيب عفرين من وحدات حماية الشعب الكردية، يؤكد أردوغان انه يريد توسيع نطاق الهجوم شرقا وخصوصا إلى منبج حيث يتمركز الجنود الأميركيون إلى جانب وحدات حماية الشعب حليفتهم في مكافحة المتطرفين.
وقالت جبور "في المقابل تنتظر روسيا وإيران أن تستخدم أنقرة نفوذها على مجموعات معارضة لإعادتها إلى طاولة المفاوضات".
الى ذلك ما زالت محافظة إدلب السورية قضية ساخنة أيضا، خصوصا إذا قرر النظام السوري الذي بات قاب قوسين من استعادة الغوطة الشرقية بأكملها من الفصائل المسلحة، مهاجمتها.
وهذه المنطقة الواقعة في شمال غرب سورية خارجة بالكامل تقريبا عن سيطرة النظام السوري ويسيطر عليها حاليا مسلحو الفرع السوري لتنظيم القاعدة.
لكنها أيضا واحدة من مناطق "خفض التصعيد" وأقامت فيها تركيا مركز مراقبة، لكن هذا لا يمنع النظام السوري من شن هجمات متقطعة.
وقالت إليزابيث تيومان المحللة في معهد دراسات الحرب (اينستيتيوت فور ستادي اوف وور) إن إدلب يمكن أن "تنسف" التعاون بين روسيا وإيران وتركيا. وأضافت أن "التوتر الروسي التركي قد يظهر مجددا عندما يركز التحالف المؤيد للنظام من جديد على محافظة إدلب".
أما آرون ستين المحلل في مركز "اتلانتيك كاونسل" فقد قال "اعتقد انه من الحكمة تخفيف الآمال في أن يتمكن أي بلد من فرض أي شيء على سورية".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)