TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قصة في رسالة الى هاشم الخالدي
07/02/2015 - 3:15am

طلبة نيوز- عبدالهادي شنيكات

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسوله الكريم

(رحم الله شهيدنا البطل معاذ الكساسبة واسكنه فسيح جنانه , ولعن الله الفئة الباغية)

بعد التحية وقبل القصة:
مع تَحفُّظي الشديد على بعضٍ من مقالاتكَ التي قَرأتُها هنا وهناك منذُ فترةٍ لابأس بها الّأ انّ شعوراً يختلجُني هذه الايام بأنّ صوتا اعلامياً حراً قد فُقِدَ... لقد دفعتني انْ أرسِل هذه الرِّسالة المتواضعة اليكم نَخْوتي الاردنية وعرفاني القادمُ من نفحاتِ انتماءٍ وولاءٍ سطرتموها أنتم بخفة ظلاً اعلامياً صادقا وطرحاً حراً متزناً لكثير من القضايا الوطنية على صفحات سرايكم النبيلة. في الوقت الذي تمنيت والكثيرين ان تشاركنا قلمك النشمي وان نرى عبرات كلماتك ترسم درباً غاضباً نحو عنوانٍ وطنيٍ تُزيّن به ميادين الرجولة وصدور الصحافة في حرية سقفها السماء....
***
تَدورُ القصة ابَّانَ الحُكْم التركي في المنطقة , وتبدأُ عندما ذهب أَحَدُ الرعاةِ الى المخفر التركي يشكو اليهم الوحوش المفترسة (الضباع) التي تهاجم مراراً وتكراراً قطعان الماشية التي يرعى لصاحبها حيث طَلَبَ من رئيس الدّرك التركي انْ يُخلّصه من هذه الضِباع والتي كانت أيضاً سبباّ في اتّهامِ مالك القطيع له بالسَّرقة بعدَ انْ أطاح بالقطيع نقصاً واضحاً,,,,
وحيثُ انَّ سُمعة الراعي الشعبية الطيبة بالاضافة الى بياض سجلات المخفر التركي من اية جرائم سابقة له فقد أُخِذتْ شكواهُ على مَحمل الجَدّ , فتمّ ارسالُ دركي تركي مع بندقيته الرسمية ليُرافِقَ الراعي لمدة اسبوع ليتَحَقَّقَ مدى صحة الشكوى وليقضي على تلك الضباع ان وجِدتْ...
تأتي بقيّةُ القصة الغريبة على لسانِ الراعي فيقول: بقيتُ أنا والدركي التركي معاَ ولم تظهر تلك الضباع في اي ليلةٍ منذ قدومهِ ولحين ما أنقضى اسبوعاً كاملاً, بعدها استَعَدّ الدّركي التركي للرحيل وهمّ بأخذي معه للسجن بحجة انّ الشكوى باطلة وأنّني لا محال قد سرقتُ من القطيع وتصرّفت به...رَجوته ان يبقى ليومين أخرين فرفض وبعد محاولات أشفق عليّ و وافق ان يبقى لليلة واحدة لا غير ....
يقول الراعي في مذكراتهِ الشخصية : لم أنم في تلك الليلة وكنتُ اترقب في الخارج وادعو الله بِكُلِ ما اوتيتُ من عزمِ من كلمات بأنْ يرسل اليّ ولو ضبعاً واحداً أتخلص به من ذلك الدّركي اللعين , وكنتُ في صراعٍ مرير فلقد كانت شكواي صحيحة ودفاعي عن نفسي صادق أمين لا يشوبه شك ,,, فما اللذي حدث؟... لماذا توقفت الذئاب والضباع عن القدوم في هذه الفترة ؟...وفي حواري مع نفسي سمعت صوت نفسٍ قادمٍ من بعيد وكان الوقت يقرب على الفجر والدّركي يشخر نائماً...وبعد أنْ تَيقنّتُ أنّه ليس ضبعاً أصابني الاحبَاطُ والفتور ...ولكنني صرخت من القادم؟ ... واذا به الرَّجُل صاحبُ الماشية متخيّلاً فرسه ...وبعد انْ سلّمَ ... جلس وشرب القهوة.. وسردت له ما حصل بعد انْ سالني عن سبب وجود الدركي التركي..... بعدها بدقائق أفاق الدّركي ....وتبادلا أطراف الحديث مع بعضهما ثم قال للدّركي : هذا الولد مخبول (وكان يقصدني) ليس هناك نقص في القطيع , هذا الراعي يتوهم وأرجوا معذرته, ثُمَّ رجاهُ انْ لا تُأخَذُ شكواي بشكل الرسمي... في البداية تردّد الدّركي لكن صاحبُنا نظر اللي بحدّة وخاطبني على مرأى ومسمع الدركي :(هل ذبحتَ للضيف يا ولد) فقلت: لا فقال: (توقعت ذلك) ,اذهب واجْلب أدْسم الخراف فلا بُدَّ أنّ ضيفنا قد تَضوَّر جوعاً من افعالك المشينة ,,, بعدها شعرتُ ان الدركي قد لانَ واستسلم ... وانه لن يصحبني معه بعد ان سمع أنّ غداءاً فاخراً بأنتظاره,,, وفعلا جاء الموعد وجَهّز الدركي التركي بعد وجبةٍ من العيار الثقيل نفسه للرحيل ممتناَ من صاحب القطيع بعد أنْ دعاهُ لزيارات أخرى.... بقيتُ واقفاً مذهولاً لا أفهم ما يجرى حولي وكنت انتظر اللحظة التي أستطيعُ انْ أنفرد و اتحدّث مع الدّركي قبل مغادرته..ونلت فعلاً مرادي, فبعيداً عن أعيُنِ صاحب القطيع : أسْرعتُ الى الدّركي وسألته : ماذا سيقول لرئيس المخفر بعد هذا الغياب ؟ نَظَر الدّركي التركي اليَّ نظرةِ استهزاءٍ وقال لي : فِعلاً أنك مخبول...ومَسَكَ بُندُقيتُهُ وَأطلقَ عدة رصاصات في السماء ثم قال : هل ترى لقد قتلت كل الضباع! وغادر المنطقة بضحكاتٍ دوّت عالياً أكثر مما دوّت رصاصاته.....
رَجعتُ الى صاحب القطيع مستغربا تغييراً جذرياً في موقفه تجاهي, حين توقعتُ انْ يحصل عكس ما حدث, وخشيتُ أن أسأله في البداية عن هذا الموقف, و بعد ان رافقني الى القطيع وقام بِعَدِّهِ عشرات المرات ....قال لي: انّي مغادر هل تريد شيئاً ؟ فقلت لا...ثم أعاد السؤال فأجبته بلا مرة اخرى ... ثم قال (أنْتَ وشأنك)....فشعرت انّه أراد مني ان أسأله.... وفعلاً تجرأت وأسرعتُ بسؤاله : لماذا فَعَلَ ما فَعل أمام الدّركي مع اتهاماته الكثيرة لي بالسرقة بل وضحّى بخاروف من أجل أنْ يخلصني من هذه الورطة؟ ....مسكَ يدي ومشينا معاً باتجاهِ فرسه ثم أخرج بندقيته المخبأة وقال لي : هل ترى هذه البندقية ؟ فقلت : نعم ....: فأخْرَجَ بضع رصاصات من جيبهِ ووضَعَها في البندقية وأطلقها في السماء, ثم ضحك قائلاً : هل ترى ! وحوش الليل مقدور عليها.. ...
انتهت القصة
الدروس المستفادة :
بعض الأوادم حكيها سم أفاعي
وبعض الأوادم حكيها للوجع طب

والبعض في ضيق المواقف دفاعي
والبعض يصبح ضدك ألعن من الصرب

والناس عندي مثل مركب شراعي
يقودهم ريح الردى وقت ما هب

ومايرسي الا منهو بالعقل واعي
يبقى بوجه الريح مثل الجبل صلب

والشهم مايتبع خبيث المساعي
حتى ولو حطوا على عنقه الحدب

الشهم ياطا فوق رووس الأفاعي
يمشي دروب العز مايضيع الدرب

واللي يسابق للردى بإندفاعي
حرام والله ينبض بصدره القلب

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)