TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قراءة أولية لتفوق الإناث في التوجيهي
12/08/2017 - 7:15pm

د. معن مقابلة
حافظت الإناث على تفوقهن لسنوات متتالية في الثانوية العامة ولم تكن هذه السنة مختلفةً عمن سبقها فقد تصدرت ثمانية إناث قائمة العشرة الأوائل في الفرع العلمي ، والثمانية جائن من التعليم الخاص، بينما ابين الإناث في الفرع الأدبي ان يكون بينهن في قائمة العشرة الأوائل ذكراً واحداً فالعشرة الأوائل أدبي جميعهن إناث.
القراءة الأولية لهذه النتائج ان الإناث تفوقن على الذكور ، ليس هذا العام فحسب بل بالأعوام الماضية أيضاً ، وهذا لا يعود لتفوقهن الفطري او الجندري ، بل لان مدارس الإناث ، نستطيع ان نطلق عليها مدارس فعلاً ، سواء من حيث البناء او الانضباط المدرسي ، وعوامل اخرى ليس هنا مجال ذكرها ، مرتبطة بالموروث الاجتماعي في مجتمعاتنا كمجتمعات محافظة وتظهر هذه المحافظة اكثر في الجانب الذي يتعلق بالمرأة ، بيننا اذا نظرنا الى او دخلنا الى مدارس الذكور فإننا نعتقد للوهلة الاولى انها وكر عصابة او مبنى خارج لتوه من حرب ، ابواب وشبابيك شبه محطمة ، جدران متسخة ، دورات مياه لا تصلح للاستخدام البشري ، مدرسين اصيبوا بالاحباط نتيجة انفلات الطلاب الاخلاقي لعوامل عديدة ، لا مجال لذكرها هنا أيضاً ، بل ان المدرس لا يجد كرسياً يستريح عليه من نصاب حصص يكاد يكون طيلة اليوم الدراسي ، وهذه من بركات الوزير السابق ، فيما عرف بتذويب الزوائد بحيث وصل نصاب المعلم في البوم الواحد خمس او ستة حصص ، كما لا يجد المعلم مكتباً او خزانة يضع بها أدواته.
وكل هذا الحديث عن إصلاح التعليم ما هو الا غثاء كغثاء السيل ، وبعيداً عن التنظير وعقد مؤتمرات لاصلاح التعليم بمئات الآلاف من الدنانير والخطط الخمسية والعشرية ، وتدخل من هب ودب من المنظمات الدولية لفرض رؤيته علينا لانها تدفع ، ولا نعرف هذه الأموال أين تذهب.
اقول قرار جريء من الدولة يُلزم كل من يتسلم منصب في الدولة من رئيس وزراء الى الوزراء والأمناء العامين والمدراء العامين والرتب العسكرية العليا يلزمهم بتعليم ابنائهم في المدارس الحكومية والعلاج في المستشفيات الحكومية ، فإنني اضمن ان التعليم والخدمات الصحية في بلدنا ستنتقل نقلة نوعية في غضون بضعة أعوام.
اما ان يتفاخر رئيس وزراء سابق بتسجيل حفيده في مدرسة خاصة ودولية امام الاعلام ، فهو دعاية لهذه المدارس ، وسبة للمدارس الحكومية.
اما مسألة ان تتقدم المدارس الخاصة على الحكومية ، فهي أيضاً مؤشر ان التعليم في بلدنا اصبح ينقسم الى تعليم شعبي وآخر نخبوي او بمعنى اخر تعليماً طبقياً ، وهذه قصة اخرى سنأتي عليها لاحقاً.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)