TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
قتلى عيد العمال (تأخرنا في فهمكم)!
05/05/2014 - 5:45am

طلبة نيوز
كتبت الدكتورة أمل نصير
مؤسفة ومحزنة الحوداث الكثيرة التي وقعت في يوم العمال، فمن المتوقع أن يكون يوم راحة للعمال بعد سنة من الكدح، والأجر القليل الذي لا يسمن ولا يغني من جوع لكثيرين منهم!
وإذا كان يجوز تسميته بالعيد مع ما انغرس في الثقافة الجمعية من ارتباط العيد بالفرح، فمن حقنا أن نسأل لماذا تحولت أعياد الأردنيين إلى أيام حمراء قانية؟!
ولعل الملفت في الحوادث ليس كثرتها فحسب، ولكن نوعيتها أيضا، فمن تهشيم أب لرأس ابنته بالحجر، إلى ضرب آخر بالفأس، إلى قتل شاب بعد تعذيبه...
منذ سنوات قليلة والجريمة تزداد في الأردن بشكل ملحوظ ومتسارع، والأغلبية الهامسة في المجتمع تحذر من تراجع الأمن، الذي أسبغه الله علينا بهمة مؤسساتنا الأمنية، والتزام المواطنين بالعقلانية والتهدئة.
لكن ما هي الأسباب المحتملة وراء تزايد الجريمة، وحوادث السير؟
هل هو تراجع هيبة الدولة بصورة كبيرة أدى إلى التقليل من احترام المواطن لمؤسسات الدولة بشكل عام، وبالتالي قلّ تأثيرها عما كان عليه في السابق، ولم يعد بعض الناس يحسب حسابا لحساب أو عقاب.
أم أن إنهاك المواطن، وسرقة ما تبقى في جيبة المخرومة أصلا بحجة إصلاح أوضاع اقتصادية لا نلمس منه شيئا سوى زيادة المديونية 3 مليار وربع المليار، بعد رفع الأسعار؟
وهل ارتفاع نسبة البطالة المطرد بسبب مزاحمة اللاجئين لفرص عمل الأردنيين الشحيحة أصلا زاد في شقاء الأردني، ومن ثم زيادة نسبة الجريمة، وحوادث السير؟
أم هو الفساد الإداري الذي غلب على مؤسساتنا لاسيما التعليمية منها، فباتت هي الأخرى تبتعد عن المأمول فيها، وقد غلب عليها المحاصصة، والجهوية، والإقليمية على حساب الكفاءات، وتراجع التعليم لصالح الجهل، والأمية، والعنف الجامعي.
أم حالة الغضب التي يعيشها المواطن نتيجة الظروف المحلية من رفع الأسعار، وتفشي الفقر، وطوابير الدعم الطويلة والمهينة، وغياب العدالة الاجتماعية جعل كثيرين منهم يعيشون حالة من التوتر الدائم، واحتقان مقلق، لا يفهمه إلا من يعيش بين الطلبة والشباب بشكل عام.
أم أنها حالة المزاج السيئ الذي بات يميز الأردننين بسب الظروف الداخلية السالفة الذكر، والخارجية الحرجة المحيطة بالوطن؟

أم هذه الأمور مجتمعة هي التي تدفع الأردنيين إلى قتل بعضهم بعضا لاسيما في العائلة الواحدة، حتى في أعيادهم؛ ردة فعل على تعاستهم( احتل الأردن المركز22 في البؤس والتعاسة حسب تقرير أمريكي نشر قبل أيام ) أو لعدم إحساسهم بنتائج تضحيتهم، وسكوتهم على كثير من قصص الفساد، وغياب العدالة الاجتماعية، وارتفاع الأسعار.
لقد بات كثير من الناس غير قادر على تحمّل ضغوطات الحياة مع النمو غير الطبيعي لسكان المملكة، وما يتبع ذلك من ضغط على الخدمات، وحالة الفوضى، والازدحامات المرورية، وكثرة التجاوزات.... فأصابهم الإحباط، وتراجع الانتماء للوطن، وغابت قدسية العمل؛ إحساسا منهم بأن الفاسدين سرقوا الوطن، واللاجئين غيبوا شخصيته، وتسابقوا على ما بقي من مقدراته.
إن جمر معان وشقيقاتها المحافظات الأخرى ما زال يتقد تحت طبقة واهية من الرماد، وإن الظروف المعيشة الصعبة قد تفعل فيه فعل الوقود.
فأين هي الحكومة من هذا كله؟ هل هي غافلة أم عاجزة، وعلى الحالين هل تعرف إلى إين تأخذ الوطن؟!
وهل هي مطمئنة إلى أن مثل هذه الظروف مجتمعة لن تحدث انفلاتا، أو ثورة عارمة في أي لحظة، ومن ثم يصعب إيجاد الحلول، ويخرج علينا من يقول تأخرنا كثيرا في فهمكم؟!

التعليقات

اخ وزميل (.) الاثنين, 05/05/2014 - 10:27

احسنت د امل دائما رافعة راسنا وين ما تروحي اشتقنالك كثيييييييييييييييييييييير

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)