TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
في يوم الطفل
22/11/2017 - 11:00pm

يحتفل العالم في العشرين من شهر تشرين الثاني كل عام بيوم الطفل العالمي , هذا اليوم الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة قانون حقوق الطفل . ويحتفى بهذا اليوم في جميع البلدان بأعتباره يوماً عالمياً للطفل وتسخيره يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال . ويمر هذا اليوم كل عام مرور الكرام كما الايام الاحتفالية لكثير من المناسبات , واعتقد انه من الاجدى ان يكون في هذا اليوم وقفة عالمية لمناقشة الانتهاكات التي تحدث بحق الطفل ومراجعة وضع الطفولة في العالم وحقوقها وواقعها , بأن يسلط الضوء على احتياجاتها ومشكلاتها وضرورة احترام حقوق هذه الشريحة التي باتت تشكل الغالبية العظمى من سكان الارض وبالاخص حقهم في الحياة وحرية الرأي والدين والتعليم والحماية من العنف الجسدي والنفسي الذي يتعرض له الكثير من الاطفال .
فالاطفال هم عدة المستقبل وعماده , ولكن ما يتعرض له الاطفال في العالم من انتهاكات تفوق الوصف لا ينبأ بخير , اذا علمنا ان عدد المهجّرين والمشردين والمتسولين والمعنّفين والمُساء اليهم جسمياً ونفسياً وجنسياً من الاطفال يتزايد عاماً بعد عام على مستوى العالم .
اما عندنا في الاردن فقد كشفت وزارة التنمية الاجتماعية ان مكاتب الخدمة الاجتماعية في إدارة حماية الأسرة تعاملت مع 2719 حالة عنف، ليشكل ذلك ارتفاعا عما كان عليه في أعوام سابقة، ليصل هذا الارتفاع الى 700 حالة من المعدل السنوي وقدره ألفا حالة , وتعاملت مع 4614 حالة عنف أسري ضد امرأة وطفل ، منها 2719 حالة ضد اطفال ، غالبيتها عنف جسدي , وارتفاع اجمالي هذه الاعداد حتى نهاية العام الى 3000 حالة ضد الاطفال.
وعزت الوزارة ان اسباب الزياده ترتبط بارتفاع عدد السكان، جراء استضافة نحو 1.5 مليون لاجئ سوري، وارتفاع الوعي العام بأهمية التبليغ عن قضايا العنف ضد الاطفال.
وبينت الاحصائيات أن 90 % من أطفال الاردن، تعرض لأحد أشكال التأديب العنيف في المنزل ، بينما يتعرض 66 % من الفئة العمرية بين عامين إلى 14 عاما للعقاب الجسدي في المنزل، 1.2 مليون من الفئة العمرية بين 7 اعوام إلى 18للعنف الجسدي داخل أو خارج المدرسة ، بينما يتعرض واحد من كل 4 أطفال, لنوع من انواع التحرش الجنسي، أكان في المنزل أو خارجه , وشهدت الاعوام الثلاثة الماضية؛ جرائم قاسية، ذهب ضحيتها أطفال على أيدي ذويهم , واعتقد ان هذه الاحصائيات تستدعي منا وقفة لمراجعة الاجراءات الوقائية والنمائية والعلاجية .
ولا يسعنا في اليوم العالمي للطفل الا ان نرفع اسمى ايات الاعتذار للاطفال الذين استبيحت طفولتهم في كل مكان , وخاصة الذين قتّلوا وقطّعت اشلائهم وشردوا في سوريا والعراق واليمن , هؤلاء الذين قُدمِوا قرابين لتبقى الزعامات المأفونه على عروشها , وسيلعن التاريخ من تسبب في عذابهم , اما اطفال فلسطين الابطال نقول لهم انتم طيور الابابيل التي ستبقى ترجم ابناء صهيون الاراذل الى ان يتحقق النصر على ايديكم بحول الله .
وندعوا الله لكل اطفال العالم في يومهم هذا ان يكون مستقبلهم اجمل , وان ينعموا بطفولتهم بعيداً عن كل الانتهاكات التي تمارس بحقهم , انه ولي ذلك والقادر عليه .
د. نزار شموط

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)