TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
في زحمة الحديث عن المناهج .. لماذا تغفلون عن الأنشطة اللامنهجية؟
08/10/2016 - 6:15am

طلبة نيوز- الدستور - كتبت: امان السائح

الثقافة الحقيقية التي يمكن ان تضيف لابنائنا وبناتنا الطلبة القيمة الفعلية للاخلاق والسلوك، هي تلك المنظومة المتكاملة التي تتعامل بها المدارس مع هذا النشء، وليس المنهاج المدرسي فقط، وخير ما يمكن ان يوحد هذه الحالة ويمنحها شرعية ملموسة على ارض الواقع هي ما يتم تسميته عرفا وواقعا بالانشطة اللامنهجية، كالذي حدث اول امس في بعض مدارسنا، حينما اقامت احتفالا باليوم الوطني واليوم العربي.
فقد ازدانت احدى المدارس الخاصة التي نرفع لها القبعات احتراما، يوم الاحتفال باليوم العربي الذي كان مثالا حيا يشار له بالبنان على الثقافة التي تمنح للنشء، وهي التي تتعدى حقيقة لغة المناهج ولغة الارقام والاعراب والقراءة داخل الكراسات والكتب، لنطلق الى يوم نشاط لا منهجي جمعت فيه الاباء بالابناء في حالة تصالح مع الواقع وزرع المفاهيم المرتبطة بالقيم والتقاليد والدين من خلال هذه السلوكيات المحترمة.
 كان الاحتفال حالة من الفخر التي تشهد لها حياتنا ومدارسنا وهي الدالة على ان المنهاج لا يمثل الا جزءا يسيرا من بث الثقافة في عقول ابنائنا وعلينا الترفع والتذكر دوما بان هذا السلوك يجب ان يعزز وينتشر في مدارسنا بدلا من ان ننجر وراء بعض التفاصيل المتعلقة بامور لا يجب ذكرها حول بعض الجمل والاسماء داخل المناهج المدرسية التي لا يمكن ان تحدث فرقا باي شيء.
 بالامس، كان الطالب يرتدي الزي الاردني والعراقي والاماراتي والفلسطيني والسوداني والبحريني، والكل يتحدث عن ثقافته وعن سلوك ابناء شعبه وكلٌّ يحمل في يده طبقا شعبيا من منطقته التي يعيش فيها، وهي تلك التي تعزز تقبل الرأي وثقافة الآخر، وليس تغيير الاسماء هي التي تصنع حالة تقبل الاخر.
السلوك الذي انتهجته هذه المدرسة الخاصة الدولية هو سلوك غاية بالحضارة والتفهم، وكانت الحياة تعج بارجاء المدرسة، حيث طغت المأكولات الشعبية الاردنية في ساحة المدارس واعتلت الدبكات الشعبية لكافة الشعوب العربية تلك الساحة، وتحولت المدرسة لما يشبه ساحة مهرجان تعج بالثقافات التي تتسم بالطابع العربي رغم اختلاف الازياء والعادات.
فطالب الصف الاول كان يتحدث باللغة ذاتها التي يتحدث بها طالب الصف الثاني عشر، وهي ذات اللغة التي ازدانت به المدرسة من معلمين ومعلمات واداريين جميعهم كانوا يرتدون ازياء عربية مختلفة، فالطلبة ارتدوا ازياءهم الوطنية، وهذا بحد ذاته سر التطور والتفهم وتقبل الاخر، والجميع كان يغني موطني ويرفع علم بلده وبلد زميله في مشهد يعكس ما ينبغي ان يكون عليه واقعنا، ذلك ان الجميع ينضوي تحت راية واحدة وهي العروبة بصرف النظر عما اذا كان الطالب مسيحيا او مسلما، فهنالك وتحت سقف تلك المدرسة وعلى ساحاتها اختفت كل الملامح وبقيت الهوية الاوحد هي العروبة، وثقافة الاخر.
القصة لا ترتبط فقط بهذا اليوم بل تتعدى كل ذلك وترتبط بالحالة التي نعيشها الان وبحالة فقدان الثقة التي تعيش بها عقولنا وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي وساحات الوطن على ابعاده الجغرافية المختلفة، وحرب الحديث عن المناهج.
فلنتجاوز كل ذلك ولنفكر بطريقة مختلفة، وننظر الى تلك القيم والمفاهيم ونتطلع الى مثل تلك الانشطة اللامنهجية الرائعة، ولنعمل على تعميم مفاهيمها والحالة المرتبطة بها، باعتبارها الاكثر وقعا على حياة الطالب وثقافته.
فالثقافة التي نبحث عنها موجودة هنا في عقولنا وافكارنا وحضارتنا، وفي نفوس ابناء تربوا على الخير وعلى العادات السمحة وعلى تقبل الاخر باخوة وتسامح، وان الدين هو هويتنا وهو سر بقائنا، والسلوك يجب ان يتجاوز في طلبتنا كل ما هو تخريبي ومرفوض، فحرق الكراسات العلمية سلوك غير حضاري واثارة الاشاعات سلوك غير مقبول، ولا تناقل الاخبار دون وجه حق هو حياتنا، ولا السكوت عن الخطأ ديدننا.
فلنستفد من تلك التجربة المدرسية « وهي ليست بجديدة «، ولنعزز وجودها سنويا ولنبتكر حالات مشابهة، ولننظر للجيل بعد سنوات لنتبين مواطن الخلل ولندحض عقليات ونظريات المؤامرة، لان الجيل سريع التاثر بما يدور حوله، وعلينا التعامل معه بسوية عالية .. والنتائج بلا ادنى شك ستكون مختلفة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)