TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
فوضى بالبرلمان العراقي وتظاهرات في بغداد
27/04/2016 - 4:30am

طلبة نيوز-

عقب تعليق النواب المعتصمين مفاوضاتهم مع رئيس المجلس سليم الجبوري بعد تمسكه بإدارة جلسة الثلاثاء، وصل زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر إلى بغداد للمشاركة في التظاهرات المليونية.
جاء ذلك بعد المفاوضات التي انطلقت في الساعات الماضية داخل مجلس النواب بين الفريقين. وكان الحوار الذي جرى، أمس الثلاثاء، بين وفد النواب المعتصمين وسليم الجبوري، قد فشل لتمسك الجبوري برئاسة الجلسة وتمسك المعتصمين بضرورة تقديم الجبوري استقالته من رئاسة البرلمان. ليعلن المعتصمون بعدها عن مقاطعتهم الجلسة الموحدة التي دعا إليها الجبوري، مؤكدين عدم مشاركتهم في جلسة لا تنتخب فيها رئاسة جديدة للبرلمان.
وكان قد تقرر أن يعقد مجلس النواب أمس  جلسته الـ25 من الفصل التشريعي الثاني للسنة التشريعية الثانية، لمناقشة إقالة هيئة رئاسة البرلمان واستضافة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي بشأن التعديل الوزاري. غير أن أسباب النزاع بين الطرفين ما تزال كثيرة، وسط رفض "التحالف الكردستاني" حضور جلسة البرلمان إذا لم تكن موحدة، وصمت المحكمة الاتحادية عن التدخل في الأمر إلا بعد استلامها دعوى بذلك.
في هذه الأثناء، توافد الآلاف من أنصار "التيار الصدري"، أمس ، إلى ساحة التحرير وسط بغداد، للمطالبة بالتصويت على الكابينة (التشكيلة) الحكومية الجديدة خلال جلسة البرلمان، وقد امتدت التظاهرات من ساحة ‫‏الطيران إلى بوابات المنطقة ‫‏الخضراء، في مشهد قد يكون الأكثر عددا منذ انطلاق الاحتجاجات؛ فيما قطعت القوات الأمنية الطرق والجسور المؤدية إليها.
وواضح أن هدف تظاهرات الصدريين أمس، هو الضغط على بقية النواب المعتصمين الذين يعوقون مجلس النواب عن الانعقاد برئاسة الجبوري، ويفشلون في تحقيق نصاب برلماني لانتخاب رئاسة جديدة، خصوصا بعد سحب الصدر كتلته من اعتصام البرلمان.
ويبدو أن مراهنات خصوم الصدر قد فشلت في تحقيق أهدافها - سواء في إقالة الرئاسات الثلاث، أو في  ركوب موجة الإصلاحات، تمهيدا لعودة نوري المالكي رئيسا للوزراء من جديد. وها هو الصدر يمسك بتلابيب العملية السياسية، فتغيب عن الوعي حين يعتصم، ويعود إليها الوعي حين ينسحب!
فقد راهنوا ‫‏الصدر على أن تظاهراته غير منضبطة.. لكنه أثبت في الاعتصام والانسحاب أكثر من مرة أن جمهوره العريض ملتزم "حد الشعرة" بتوجيهاته. ويقول أنصار الصدر، نقلا عن المتحدثين في ساحة التحرير وسط جموع المتظاهرين، إن تفجيرات بغداد الجديدة، أمس (25 04 2016)، واشتباكات طوزخورماتو، هي عراقيل يضعها خصومهم أمام مطالب المتظاهرين، لكنهم لن ينجحوا، "فقد نذرنا أرواحنا للوطن ونادينا بوحدته".
ومن أجل ضبط حركة الجماهير وفق توجهات بوصلة الصدر، وصل هو بنفسه إلى بغداد وأصدر سبع وصايا للمتظاهرين، أبرزها: "الابتعاد عن نصب المشانق، وترك المهاترات السياسية، ودعوة العشائر والمثقفين والموظفين والتيارات المدنية والأقليات إلى المشاركة، ليكون العراق من دون قائد ضرورة أو فساد. وواضح أنه يقصد  المالكي حين يصفه بالقائد الضرورة.
واعتبر مراقبون ان توصيات الصدر،  توجه البوصلة بعيدا عن أجندة النواب المعتصمين. وهو يحرجهم حين يضعهم  في معادلة تقول "إن من يعتصم بدعوى إلغاء ‫المحاصصة عليه أن يتنازل عن مناصب كتلته أولا".
وهكذا وقف النواب المعتصمون أمام مفترق طرق، وهم يرفضون الخضوع لإرادة الصدر والجبوري والعبادي ورئيس الجمهورية فؤاد معصوم. وقد فشلوا في انتخاب رئاسة جديدة، فضلا عن إقالة الرئاسات الثلاث، ولم يبق إلا أن يشكلوا ثلثا معطلا، يستطيعون بواسطته تعطيل أي خطوة يقدم عليها خصومهم في حال عودة الجبوري إلى رئاسة البرلمان من جديد. وبغير ذلك، فإن بقاء الوضع على ما هو عليه يعني تعطيل العملية السياسية تماما تشريعيا وتنفيذيا.
وهذا بالضبط، ما صرحت به أمس نائبة مفوض حقوق الإنسان في الأمم المتحدة كيت جيلمور، قائلة: إن العراق تديره حكومة فاشلة.
وأضافت جيلمور، بعد رحلة دامت أسبوعا إلى العراق، "يقع على عاتق المجتمع الدولي الذي يركز بشكل كامل على العمل العسكري أن يولي جهدا مماثلا في المساعدات غير العسكرية.
ودعت المجتمع الدولي إلى عدم السماح لنفسه بالتورط مع القيادة العراقية الفاشلة".
وحثت السياسيين العراقيين على مكافحة الفساد وإصلاح الهيئة القضائية وتعزيز المصالحة. وتابعت "أول شيء يتعين على السياسيين العراقيين القيام به هو تنحية خلافاتهم جانبا، والتحرك سريعا لتشكيل حكومة وحدة وطنية متماسكة وذات كفاءة".
ويعد ذلك أوضح وأقوى تصريح أممي بصدد الأزمة السياسية في العراق حتى الآن. ولا شك في أن هذا التصريح يصب في بوصلة العبادي والصدر والجبوري المتجهة إلى تشكيل حكومة جديدة، ويأتي معاكسا تماما لتوجه النواب المعتصمين.
وقد تدفع مجمل الضغوط السياسية الحالية وانسداد الأفق بقية النواب المعتصمين إلى التوجه إلى المحكمة الاتحادية لكي تقول الكلمة الفصل، أو إلى أن يقرروا إنهاء اعتصامهم، والتوجه نحو تشكيل الثلث المعطل. وهذا ما دعا إليه عدد من النواب المعتصمين واقترحه أمس القيادي في "حزب الدعوة" وليد الحلي، الذي قال إن على النواب المعتصمين تأسيس كتلة برلمانية متجاوزة للمحاصصة. وقال الحلي في بيان له: لو كنت نائبا معتصما لتعاونت مع زملائي النواب لتأسيس كتلة برلمانية فاعلة. ورأى أن هذه الكتلة يجب أن تكون ملتزمة بتطبيق الدستور والقوانين، ومتجاوزة للمحاصصة والطائفية والمنافع الشخصية.
 ورغم أن كل الاحتمالات تبقى واردة، فإن الواقع يشير إلى أن الأزمة السياسية في العراق وصلت إلى طريق مسدود، وتحتاج إلى طرف ثالث للفصل، ليس بين المتنازعين داخل العملية السياسية، بل بينهم وبين من عارض العملية السياسية التي
 جاء به المحتل الأميركي قبل 13 عاما.
ولفت المراقبون إلى انه لو أصغت حكومة إبراهيم الجعفري في العام 2005 لنداء الجامعة العربية، لخرج العراق بمصالحة وطنية أغنته عن كل هذا الثمن الباهظ الذي دفعه العراق والعراقيون في السنوات العشر العجاف الماضية.
وأمس، احتج عدد من النواب المعتصمين في البرلمان على حضور رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى جلسة البرلمان، وطالبوا من خلال الهتافات بإخراج العبادي من جلسة البرلمان المنعقدة برئاسة سليم الجبوري، والتي حضرها رئيس الوزراء بهدف تمرير الكابينة الوزارية الجديدة.
وهتف النواب لدى دخول العبادي بعدم شرعية الجلسة ورددوا "باطل.. باطل". وحاول عدد من النواب عرقلة قراءة العبادي لخطة التغيير الوزاري.
وكان مجلس النواب عقد جلسته بحضور 179 نائبا، فيما استقبل النواب المعتصمون رئيس البرلمان سليم الجبوري بهتافات بـ"عدم شرعية" الجلسة التي دعا إليها.
وأكد مصدر مطلع عن مقاطعة نواب كتلتي "بدر" و"الفضيلة" لجلسة البرلمان، فيما أعلن التحالف الكردستاني استعداده لحضور نواب كتلته الجلسة، بشرط اكتمال النصاب القانوني لافتتاح الجلسة.
وأعلنت كتلة "الأحرار" التابعة للتيار الصدري موافقتها على حضور الجلسة، مشترطة حضور العبادي وعرض كابينته الوزارية الجديدة للدخول إلى الجلسة، كما هددت باللجوء إلى "الشارع العراقي والجماهير" في حال عدم حضور العبادي.
من جانبه، دعا رئيس ائتلاف الوطنية في مجلس النواب العراقي اياد علاوي امس الثلاثاء، النواب "المؤمنين" بالنهج الوطني الى تشكيل الكتلة الاوسع في البرلمان لتحقيق الإصلاح المنشود من قبل العراقيين.
وقال علاوي الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية قبل اقالته في آب(اغسطس) الماضي، "ان التحديات التي يعاني منها العراق وحالة التشرذم تجعلنا نبحث عن خيار ينقذ البلد من هذه المحنة الحرجة".
ودعا علاوي في بيان النواب الذين اسماهم بـ "المؤمنين بالنهج الوطني وبناء دولة قوية بمؤسسات وطنية مهنية قادرة على تقديم الخدمات والأمن" الى تشكيل الكتلة الأوسع في مجلس النواب.
واضاف، ان هذه الكتلة ستدعم المشروع الوطني وتحقيق الإصلاح الحقيقي الذي يستجيب لمطالب العراقيين ويصب في سلامة مستقبلهم وأمنهم ووحدتهم.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)