TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
فرح وألم
06/09/2017 - 5:15am

 
في غمرة الاحتفاء بالعيد , المشهد المألوف ان ترى الفرح في عيون الاطفال متزينين بلباسهم المبهج , يلعبون ويمرحون ابتهاجاً بالعيد .
ولكن في هذه الايام العجاف بدأت مشاهد مؤلمة تتصدر هذه المناسبات الجميلة .
لقد شاهدت أول ايام العيد بأم عيني طفلة تقف على قطعة طوب , يتدلا نصفها في الحاوية , لعلها تحظى بالتقاط بقايا طعام , او العثور على دمية قديمه , او قطعة ملابس تتزين بها في العيد .
لقد ترك المشهد في نفسي الماً وأسىً وحسرة , ما ذنب هذه الطفلة ان تُنتهك طفولتها , وتحرم من فرحة العيد ويتصدر اولى اهتماماتها الحصول على لقمة تسد فيها رمقها هي وأسرتها المُعدمة .
اما كان من الاجدى ان تكون هذه الطفلة مع اقرانها تلبس الملابس الجديده , وتتأرجح فرحة ًبطفولتها بدل ان تتدلى للبحث عن بقايا طعام , او دمية محطمه .
قلت في نفسي ماذا يدور في خلد هذه الطفلة في تلك اللحظة ؟؟
هي لا تدرك ان امتها تزيد على مليار ونصف , وهي لا تدرك ان وطنها الكبير المقسم والمهشم من الصراعات يملك اكبر خامات العالم , ولا تدرك ان عائدات النفط لوحدها , لو وزعت بعدالة على هذه الامة البائسة للبست هي ومثيلاتها الحرير ولتزين جيدها بالياقوت . هي لا تعلم لو طبق الدين بحقيقته , ودفع كل من وجبت عليه الزكاة حقها , لما تدلت بالحاويه كالقطط الجوعى .
هي لا تعلم ان ثروات هذه الامة يتحكم بها زمرة , لا تراعي في الله إلاً ولا ذمة . 
تدفع هذه الزمرة الملايين لشراء المنتجعات والتي يسكنها ويستمتع بها الخدم والحشم .
لا تعلم ان مئات الملايين تُدفع في صالات القمار والدعارة .
هي لا تعلم ان مئات الملايين من اموال الامة تدفع للرفق بالحيوانات في لندن وغيرها .
هي لا تعلم ان مئات الملايين تهدر على الفنانيين والفنانات من عطايا وهبات .
هي لا تعلم ان ما تبقى من الملايين (هذا ان تبقى شئ ) تدفع لشراء الاسلحة الفتاكة لتُقتّل هذه الامة بعضها بعضاً .
نعم هي لا تعلم , والحمدلله انها لاتعلم !
لقد مسحت هذه الطفلة من ذاكرتي مقولة اننا امة واحده ذات رسالة خالده .
د. نزار شموط

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)