TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
عودة إلى رسائل البريد
30/04/2015 - 8:30am

طلبة نيوز- د. صلاح جرّار

لم أكن أتوقّع أن تحظى مقالتي «نكهة الرسائل» المنشورة في الرأي يوم الخميس (9/ 4 /2015) بهذا القدر من الاهتمام الذي حظيت به من قرّاء جريدة الرأي الكرام، ولا أن تتلقّى من التعليقات ما تلقّته كمّاً ونوعاً. فقد تلقيت اتّصالاً دافئاً وحميميّاً من الصديق العزيز والفنان التشكيلي الكبير الأستاذ رفيق اللحّام اشاد فيه بالمقالة، وذكر لي أنّها أثارت لديه شجوناً عذبة وذكريات، وحدّثني عن الطوابع البريدية الكثيرة جداً التي صمّمها وفاز بها في الداخل والخارج.
كانت مقالتي عن الرسائل التي تصل عبر البريد ومكتوبة بخطّ اليد وعليها طوابع وداخل غلاف أبيض على أطرافه خطوط زرقاء وحمراء، ولذلك وصلني تعليق مطوّل وجميل عبر الفيسبوك من الصديق إياد الخطيب الذي يعمل في البريد المركزي يذكر فيه أنّ الخدمات البريدية القديمة التاريخية ما زالت موجودة إلى الآن والصناديق البريدية التي تصل إليها المراسيل الجميلة ما زالت موجودة ومنتشرة في (230.000) صندوق في المملكة. ويضيف السيّد إياد قائلاً: لا أخفيك صدقاً نحن في البريد نجد متعة في عملنا غريبة جداً. وإنّ هناك شيئاً حسيّاً وشوقاً ولغة تخاطب مع الطابع البريدي والخطّ المكتوب عليها. ويدعوني في رسالته إلى زيارة مقرّ البريد الأردني و المتحف البريدي والاطّلاع على جميع الأقسام البريدية التاريخية الجميلة.
ووصلني تعليق رائع من الصديق الشاعر والمفكر الأستاذ عقل ربيع يربط فيه بين نكهة الرسائل وتجربته في السجون الإسرائيلية فيقول: في السجون الإسرائيلية كان للرسالة وقعها العذْبُ على نفوسنا، كنّا ننتظرها بجنون، وعلى الرغم من معرفتنا أن المخابرات الإسرائيلية تقرأ الرسائل، وأنها رسالة مجاملات حذرة ومحتشمة إلاّ أنّها كانت تزيل عن كاهل السجين جراح شهر إلى أن تصله الرسالة التالية، ولا سيّما عندما كنّا نعاقب بالحرمان من زيارات الأهل. وكنّا نردّ على الرسالة برسالة تفعل فعلها في الأهل، يقرأها أحدهم بينما يصمت الآخرون، ويمسحون دموعهم... لقد أفسدت التكنولوجيا تلك المتعة المرّة.
إلى غير ذلك من الردود التي تكشف عن الحنين إلى الماضي الجميل وتصف عبقه وجماله من خلال الرسائل التي ما زالوا يحتفظون بها، وكيف أنّ وسائل التواصل الاجتماعي قد حرمت الجيل الناشئ من معنى الرسائل الورقية بخطّ اليد والمغلّفات الجميلة.
ولولا الطول لاستعرضت الردود والتعليقات كلّها. وأتساءل في ختام هذه المقالة كما تساءل عددٌ من الأصدقاء: هل تملك الرسائل الإلكترونية ذلك الشوق والحنين والنكهة والمصداقية التي كانت تتمتع بها الرسائل الورقية؟!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)