TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
عن أي أسفار تتحدث مناهجنا
05/11/2016 - 6:30pm

طلبة نيوز

د. اروى الحمايده

لست خبيرة تربويه. أفتح كتب أبنائي, فأجد فيها دروسا عن أنهار وبحيرات. عن غابات وعن أناس أعتادوا السفر في إجازاتهم للتزلج! عن الهالوين! عن القطارات والقوارب...عن الحيوانات الأليفة والمفترسه...عن عزل النفايات الصلبه وإعادة التدوير....أجد بها قطرات من ثقافات العالم ولا أشتم فيها رائحة الأردن....
كيف لأبنائنا الصغار الصغار أن يفهموا التنوع الحيوي الذي يعيه تماما طفل أوروبي مثلا, كون هذا جزء من حياته اليوميه ومن بيئته. فهو غالبا ما يشق غابة او يماشي نهرا في طريقه لبيته يوميا. يركب القطار ويعرف التلفريك والترام والمركب...يعلم اسماء الأشجار والنباتات والطيور. يعيش تقلب الفصول ويشهد تلون اوراق الخريف وعودة إزهارها. فحين تحدثه عن قناة مائيه أو بحيره, فأنت تتحدث له عن اشياء راها وبيئة يعرف تضاريسها ويعايش طقوس فصولها وأعيادها!
أما ابنائنا فماذا عساهم يرون غير ضجيج السيارات, وحاويات قمامة تجمع نفاياتها حول بابها الخلوع. وقطط ضاله تحوم حولها!أو يصدف شجرا يئن عطشا وإهمالا...
عن أية أسفار تتحدث هذي المناهج, والاباء منغمسون بسفرهم لتأمين لقمة العيش الصعبه؟ أية واحات أو بحيرات ترى على خيال هذا الطيف ان يراها ويفهمها؟
حدثوهم يا سادتي الخبراء عن الزعتر والصحراء. عن الجمل والصبار. عن حقوق الطفل. عن العمارة الأسلاميه. عن تاريخ الفن والعلوم. خذوهم الى الاثار والمزارع. اصنعوا معهم بركانا من الكرتون وأروهم فلما عن الغابات في الامازون!
ساعدوا عقولهم الغضة بوسائل تفتح مداركههم تعلمهم أنواع الاسماك والمسطحات المائيه وكيف يعزلون النفايات في بقاع اخر...
إن صورة باهتة في كتاب وبعض الجمل لن تبني فكرا...
ساعدوا هذا الجيل ليعرف أن لا بحيرة لدينا, غير أننا قد نجمع قطرات الشتاء لنصنع نحن بحيرتنا.
علموهم السفر بفكرهم لأنهم لا يعرفونه. علموهم كيف من الممكن لبيئتنا أن تخلق جيلا يخلق ويبدع ويغير ويلون..
أرفقوا باحلام الصغار في وطني....
FB: Arwa Hamaideh

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)