TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
عندما يتحدث استاذ العلم والمعرفة الباكستاني "عطاء الرحمن " عن سر التطور والتقدم
26/10/2016 - 5:15am

طلبة نيوز

ا.د نضال يونس

عندما يتحدث استاذ العلم والمعرفة الباكستاني "عطاء الرحمن" عن سر التطور والتقدم...
الاستثمار فى التكنولوجيا هو سر التطور والتقدم كما قال العالم الباكستناني عطاء الرحمن فى حفل افتتاح أعمال المؤتمر الدولي الرابع لكلية الصيدلة، وهو نفس الاستراتيجية التى تتبعها الدول المتقدمة ، أو الساعية لأن تضع لها خطوات في الاستثمار المعرفي، وان الاستثمار الحقيقي ينبغي ان يكون باتجاه القوى البشرية المؤهله و المدربة التى أصبحت تأتي في أعلى سلالم الاهتمام في مقياس التقدم، ولهذا تحولت معركة صناعة العقول وتدريبها أو جذبها، واحتكارها، أخطر السباقات في جني أرباح ما تعطيه من بحوثٍ واختراعات، وتطويرٍ لقدرات الإنسان في مجال التوسع العلمي، وتحويل المعرفة إلى دورة جديدة في التطور والانتاج..

دولة صغيرة كسنغافورة لا يتجاوز عدد سكانها ربع سكان مدينة كراتشي، يقول الدكتور عطاء الرحمن، وتفتقر الى الكثير من الموارد الطبيعية، بلغت صادراتها فى عام 2015 ما يزيد عن 518 مليار دولار مقابل 23 مليار دولار صادرات باكستان فى نفس العام، ارقام مذهله وتطور غير طبيعي حققته سنغافوره من خلال الاقتصاد المعرفي المبني على الاستثمار فى مجال التكنولوجيا المتقدمة، ومثلها الصين وكوريا الجنوبية التى خرجت من العالم الثالث الى الثاني الى الاول بسرعة قياسية، لكن العبرة ليس بالنتيجة وانما بالاليات التى اتبعتها تلك الدول لتحقيق تلك النتائج، العبرة بالخطط والاستراتيجيات التى اتبعتها لاستثمار الكفاءات البشرية لتحقيق التنيمة المستدامة..

على طريق الاصلاح والتحول الديمقراطي الذى اطلق شرارته الملك عبد الله الثاني، ومخططه الطويل الذي ينتمي للمستقبل، لابد من التركيز على "الانسان الاردني" وهو الحلقة الأولى في خلق بيئة معرفية وعلمية تسهم فى بناء الوطن وخدمة الامة، ولعل الاستثمار فى مجال التعليم العالي وانشاء الجامعات التقنية والتطبيقية ياتي مكملا لمسيرة التعليم العالي الاردني التى انطلقت قبل ما يزيد عن نصف قرن، والموضوع هنا ليس تبديد الاموال على الجامعات أو البحث العلمي كما يتصور البعض، حتى لو كانت الكُلفة كبيرة، لأن بناء مجتمع المعرفة والصعود به إلى تحقيق كوادر متقدمة تسهم فى خلق مؤسسات صناعية منتجه، هو أحد تحديات العصر، ولعل مقارنة بسيطة بين تعداد من يملكون شهادات عليا متقدمة في علوم الحاسوب، والبحث العلمي، والهندسة والطب والاختصاصات الأخرى بين العرب وسنغافورة، نجد المعادلة تذهب لصالحها مع كل العرب، ولو قارنا ما تصرفه كوريا الجنوبية، أو تايوان على مراكز البحث العلمي، وكل ما تصرفه الدول العربيه على البحث العلمي لخجلنا من انفسنا، فالمقارنات قاسية وحادة في استلهام ثقافة الابداع والريادة، وقيمة الوقت، وترجمته لعائد اقتصادي، وسوف تجعلنا نرى أنفسنا خلف العالم..

الدكتور عطاء الرحمن يرى ان غلق الفجوة الحضارية بين دولنا والعالم المتقدم يبدا بالاستثمار الأمثل للطاقات البشرية، فالطاقات الشبابية التى تزخر بها مجتمعاتنا ينبغي ان تكون مصدر "قوة" وليس ضعف، فهذه الهند على سبيل المثال فى مقدمة الدول فى العالم من حيث كثرة المبرمجين والعاملين بالحاسب الآلي وفيها اكثر المراكز التي تدير خدمات شركات كبرى لأوروبا وأمريكا، ولم يمنع كثرة عدد سكانها أن تتحول إلى طاقات حيوية يحتاجها كل العالم، وبأعلى الاختصاصات وأكثرها استثماراً..

صحيح ان هذا التطور قد لا نجني ثماره خلال سنوات قريبة، لأن بدايات التأسيس هي الأصعب، وإذا كانت النية والقناعات متوفرة فإن رعاية الكفاءات وتوجيهها يعتبر الأصعب، لكن رؤية العالم الكبير التي تغطي كل العالم، وصلت إلى القناعة المتقدمة بأن الطريق لكسب معركة التطور والتقدم يبدأ بالاستثمار فى مجال التكنولوجيا لنضيء الطريق بأكثر من علامة تؤدي إلى الساحات الكبرى في ميادين نشاطاتنا الاقتصادية والعلمية..

الدخول الى نادي الدول المتقدمة يتطلب تخطيط ووعي بالضرورات القادمة، وحين نطمح لان نكون مركزاً متقدماً في البحث العلمي والتقني والتطبيقي، وميداناً لاستقطاب الكفاءات العليا، فإننا نحقق أهم ناتج وطني على مستوى الوطن، وهذا المنطق هو حافز المهمة الكبرى والصعبة فى بناء الاقتصاد المعرفي..

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)