طلبة نيوز

قرار مجلس التعليم العالي بتشكيل لجنة لضبط جودة اطروحات الدكتوراة والماجستير في الجامعات الاردنية جاء بالوقت الذي أصبحت لهذه الرسائل الجامعية سوقا سوداء يتم فيها بيع القيم والاعراف والأخلاق الأكاديمية....فإن يلجأ طالب الدراسات العليا من مستوى الدكتوراه أو الماجستير والذي يعتبر كل منهما في العرف والأنظمة الأكاديمية من الباحثين إلى الاعتماد على الغير من أجل أعداد مخططات الدراسة أو أعداد الاطروحة باكملها إنما يدل وبشكل خطير على هبوط في جودة التعليم العالي ونتائج مدمرة على الاجيال القادمة التي قد يكون من اشترى رسالته الجامعية أستاذا أو موجها أو مشرفا لهم فاقد الشي حتما لا يعطيه وغير قادر على أداءه....

ان اقدام مجلس التعليم العالي على هذا القرار والذي يبدو انه توجيه مباشر للجامعات في تفاصيل الإدارة للملفات الأكاديمية جاء لتصويب خلل كبير في المدخلات ومن بعدها المخرجات الأكاديمية والتي هي من مسؤولية المجلس في وضع السياسات والاستراتيجيات لضبط الخطط وضمان جودتها ونوعيتها بما يكفل تخريج أجيال كفرة تحمل مشعل العلم والتنوير و تلبي الحاجات الوطنية والقومية من الكفاءات المدربة والمؤهلة لرفد أسواق العمل المحلية والعربية و تزويد الجامعات بكفاءات علمية وبحثية منافسة اقليميا ودوليا...

ان ترك جودة مخرجات برامج الدراسات العليا والاطروحات الجامعية على عواهنه سيكون لها آثار سلبية وخيمة على سمعة الجامعات وجودة التعليم العالي والبحث العلمي في الأردن بشكل عام وهو ما يستدعي ان تتعاون الإدارات الجامعية مع مجلس التعليم العالي خاصة أن اللجنة التي تم تشكيلها ضمت في عضويتها عمداء الدراسات العليا في الجامعات مما يدل على أن المجلس لا يفرد بعيدا عن واقع الجامعات وإنما هناك تلمس للقضايا والحقائق عن قرب ...

لقد تأخرت الجامعات عن اخذ المبادرة في استشعار القضايا الحساسة والمفصلية في جودة التعليم وجودة المخرجات البحثية والاكاديمية مما يجعل تدخل مجلس التعليم العالي لإعادة الامور إلى نصابها أمرا ملحا ..