طلبه نيوز

الكاتب: عبدالهادي راجي المجالي

غالبا حين تدخل زواريب القرى , والأحياء الشعبية , وفي منتصف الظهر غالبا ما تسمع (طرطشة زيت) وبعدها تنطلق رائحة (الباذنجان) ...والغريب أنه اصبح صوتا معروفا , وليس بحاجة للتدقيق فيه ...ومن الممكن مثلا إستعماله , ضمن مؤثرات حسية في مشهد درامي أو سينمائي ...القصة ليست مرتبطة بأحياء عمان الشرقية , حتى في الأحياء الغربية يداهمك هذا الصوت ....في دبي مثلا حين تتجول في الأحياء , من المستحيل أن تسمع صوت (الطرطشة) لأنها مدينة مبنية بالاصل ضد (الطرطشة) , ولا يوجد فيها أحياء شعبية ...ومن المستحيل مثلا أن تسمع (أم علي) تصرخ على صغيرها مباشرة وبعد إنطلاق صوت (الطرطشة) , قائلة :- ( ولك إبعد عن الزيت ....بلاش تنحرق)...في ليدز أقصى الشمال الإنجليزي , لايستعملون الزيوت , ولو ظهر هذا الصوت فسيفكر الإنجليزي , مليا فيه ..لأنهم شعب , غير مغرم في مقلوبة الباذنجان أو الزهرة أو البطاطا ..ولا يعرفونها بالأصل ...وفي عاصمة , مثل موسكو ...من المستحيل أن تسمع صوت( الطرطشة) ذاك أن الطعام هنالك بسيط جدا , والبرد يمنع السيدات من (قلي) البطاطا .نحن العاصمة الوحيدة في العالم والتي إذا مررت في أحيائها ساعات الظهيرة وفي يوم مشمس , تداهمك على الفور أصوات الزيوت .ويداهمك صوت بالضرورة أن يكون مرافقا لعملية (القلي ) وهو :- ( حسونه إبعد عن الزيت بلاش تنحرق ) ...العاشق تعرف أنه عاشق... إذا إعتنى بتفاصيل الحبيبة , بل أدق التفاصيل ..وعمان لدى الأردني , معشوقة غالية ...ونعشق حتى (طرطشة الزيت) في أحيائها وصراخ الأمهات ...وأنا في لحظة , لا اسمع صوت (طرطشة) , بل هو اشبه بصوت خلخال في قدم حبيبة , مشت على عجل ..(فخشخش) الخلخال .