نحن شعب بسيط وعاطفي واسمحوا لي ان اقول ساذجاً ، فحادثة النائب وابنته تعبر عن مدى هذه البساطة والسذاجة ، فعندما ظهر الخبر كان الهجوم على النائب ساحقاً على اعتبار انه مارس فعلاً لا يخلو من الفساد واستغلال السلطة ، ولكن في عشية وضحاها انقلب الرأي العام ليتعاطف مع النائب وابنته وأخيه عندما بدأت تتكشف بعض الأمور حول المسألة ، ورأى البعض ان الامر لا يعدو تصفية حسابات بين النائب وخصومة السياسيين ، فقد قيل ان النائب حجب الثقة عن معظم الحكومات -آشك بذلك فهو الذي أولم لرئيس الديوان الملكي فايز الطراونه عندما كان رئيساً للوزراء في عز الحراك الشعبي- كما قيل انه يقود حملة لحجب الثقة عن وزير الداخلية ، لتقصيره في حادثة قلعة الكرك ، كما ان أصل الخبر من جريدة الرأي ، ومن المعروف انها صوت الحكومة مما يعتقد البعض ان للحكومة ضلع في ذلك ان لم يكن كل الأضلاع ، كما قيل ان محرر الخبر في الصحيفة هو صهر بلديات النائب ، وهو رئيس وزراء اسبق ويبدو ان هناك صراع بين الاثنين.
قد يكون كل ذلك صحيح ، لكن الشيء المؤكد ان النائب ارتكب اخطاءاً يجب ان يحاسب عليها قانونياً واخلافياً ، فقد قام بفعل مخالف للشريعة أولاً آلا وهو (التبني) عندما نسب ابنته لاخيه وهذا مخالف شرعاً ، وكانت الحجة ان اخ النائب لَيس لديه ابناء اي انه لا ينجب ، وهذا ليس عذراً، فكان من الممكن ان يترك ابنته لدى أخيه لتربيتها بدون تثبيت ذلك بوثائق رسمية ، وهناك حالات كثيرة تشبه هذه الحالة ، وقد يقول البعض ان هذا امر شخصي ليس لنا علاقة فيه وهذا صحيح ، الا ان هذا الفعل ترتب عليه اعتداء على حقوق الآخرين في مسألة القبول الجامعي ، كما خالف القانون ثانياً من خلال آلتزوير بوثائق رسمية ، وأخيراً ان ابنته استفادت بالقبول الجامعي عندما قُبلت على الموازي لابناء العاملين ، فلِمن لا يعرف ؛ هناك أيضاً قبول خاص في الموازي لابناء العاملين مما لا تؤهلهم معدلاتهم القبول بتخصصات معينة كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها يدفع فيها الطالب نصف الرسوم ، اي نصف رسوم الموازي وبذلك استطاعت ان تُحصّل مقعد طب معدلها لا يؤهلها لهذا القبول إبتداءً كما انها تدفع نصف رسوم الموازي كونها ابنة عامل في الجامعة. 
ما فاجئني ان البعض برر للنائب هذه المخالفات زاعماً ان اي واحد منا سوف يعمل ما قام به النائب ان استطاع ، وهذا كلام غير دقيق بل غير صحيح ، فالوطن مليء بالشرفاء ومليء ممن يؤثرون على أنفسهم ولو بهم خصاصة.
نحن شعب لا تزال العاطفة والمجاملات تحكم تصرفاتنا وحكمنا على الآخرين وخاصة ممن هم في مواقع المسؤولية ، بحيث أغرت كثير من هؤلاء المسؤولين فتمادوا في غيهم وفسادهم.
ببساطة ان لم نكن قادرين على محاكمة الفاسدين امام القضاء فلنحاكمهم شعبياً.
د.معن علي المقابلة