TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
سياسيون وأكاديميون: حديث الملك حمل رسائل سياسية عديدة
25/03/2014 - 2:00am

طلبة نيوز-
قال سياسيون واكاديميون ان حديث جلالة الملك عبدالله الثاني في المقابلة التي اجرتها معه صحيفة الحياة اللندنية جاء في ظروف سياسية دقيقة وديناميكية, مبينين ان جلالته قدم خلالها موقف الأردن حيال عدد واسع من القضايا الوطنية والعربية والعالمية.
واضافوا في تصريح لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان حديث جلالة الملك جاء قبيل انعقاد مؤتمر القمة العربية في الكويت ليحمل رسائل عديدة ركزت في اغلبها على ابعاد ومخاطر تسييس البعد الطائفي والتقسيم في المشهد العربي والنتائج والانعكاسات السلبية الكبيرة التي تنتج عنه, مشيرون الى ان تأكيدات جلالته بأهمية استعادة الدور الكبير للدول العربية الشقيقة: سوريا والعراق ومصر هو مطلب عربي مهم في هذه المرحلة.

وأكد السياسيون ان الطريقة الثالثة التي يتخذها الاردن في عملية الاصلاح السياسي والتي اشار اليها جلالته اثناء المقابلة هي الطريقة الفضلى والمناسبة لتداعيات المرحلة, مؤكدين ان التدرج في الاصلاح وتطوير الحياة السياسية بناء والتوافق والحوار هو الطريقة السليمة في الوصول للاهداف المنشودة.
عضو مجلس الاعيان يوسف الجازي قال ان مواقف الاردن بقيادة جلالة الملك واضحة وصريحة في عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول, الامر الذي جعل الاردن يقف على مسافة واحدة من الجميع بما في ذلك المكونات السياسية داخل الدول, مبينا ان الاردن تربطه مصالح كبيرة مع العراق بكافة مكوناته, وان العنوان الرئيس في العلاقة معه هو مصالح مشتركة بعيدا عن الانحياز الى طرف دون آخر.
واوضح ان مصر دولة قوية وفاعلة، مطلب عربي تحتاجه المنطقة برمتها، الامر الذي اكد عليه جلالته خلال المقابلة لأن جلالته يرى ان غياب الدور المحوري للدول العربية الكبيرة ادى الى زيادة التعقيد في التحديات التي تواجه المنطقة وصعوبة في حلها.
واضاف ان الطريقة الثالثة في الاصلاح والتي اشار اليها جلالة الملك خلال المقابلة نتج عنها ارتياح شعبي كبير بما تم تعديله من قوانين وتشريعات ناظمة للحياة السياسية حيث يمكن ايضا ان تعدل وفقا للمتطلبات, مبينا ان التدرج في الاصلاح هو النهج السليم الذي يفضي الى نتائج ايجابية منسجمة مع رؤية جلالة الملك.
واشار الى ان الاردن كان قد سبق العديد من دول المنطقة في عملية اصلاح سياسي بُني على اساس الانفتاح على جميع الاطراف السياسية والشعبية, الامر الذي جعل الاردن يتجاوز مرحلة حرجة عصفت بالمنطقة.
وعن التهويل والمبالغة في الحديث عن الفساد قال: «ان ابراز الفساد كعنوان رئيس واعطاء مساحة كبيرة لهذا الموضوع وتناوله بشكل غير دقيق, تخلله مبالغة كبيرة اثرت على سمعة الاردن, وكان طاردا في كثير من الاوقات للاستثمار, كما ان هذا التهويل يعد عائقا امام المسؤول في اتخاذ القرار».
الامين الاول لحزب الشعب الاردني الديموقراطي (حشد) عبلة ابوعلبة قالت ان جلالة الملك عبدالله الثاني وخلال المقابلة الصحفية قدم موقف الأردن الرسمي حيال عدد واسع من القضايا الوطنية والعربية والعالمية وذلك قبيل صدور قرارات مؤتمر القمة العربية الذي سينعقد في الكويت في ظروف سياسية دقيقة.
واضافت: ان جلالة الملك اكد على الدوام أهمية الإصلاح والتطوير باليات سلمية وديمقراطية وبعقل سياسي منفتح على المستجدات ومستحقات التغيير, وهو موقف سليم يستحق التثمين.
كما اكد جلالته على الانفتاح والتغيير نحو الافضل بطرق متدرجة مناسبة, وسليمة, الأمر الذي يترتب عليه فعليا, اتخاذ إجراءات ملموسة فيما يتصل بكل منظومة الإصلاح السياسي والاقتصادي, مشيرة الى انه لا مجال لتكرار الأخطاء الحكومية السابقة بإنتاج قوانين مقيدة للحريات العامة. ودعت الى «ترجمة التوجهات الإصلاحية بقوانين وسياسات ملموسة, وان التطرق الى دحض أوهام الوطن البديل, يعتبر ضرورة ايضاً بسبب ما أحدثته التصريحات الإسرائيلية العدوانية تجاه الأردن وتجاه الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة الى الوطن والديار».
اما عربياً فتقول ابوعلبة: ان التوجهات الأردنية الرسمية كما عبر عنها جلالة الملك, تؤكد حرصها الشديد على حل الصراعات القائمة سلمياً, بعيدا عن استهدافات التقسيم والفتن الداخلية بكل أشكالها وضرورة استعادة الدور الكبير للدول العربية الشقيقة، في كل من سوريا والعراق ومصر. واوضحت ان حديث جلالة الملك خلال المقابلة اشار الى الاختلال القائم في التوازنات الدولية التقليدية, وهو ما تؤكده الوقائع والصراعات الجارية الآن في أكثر من بقعة في العالم, الامر الذي يؤكد أهمية اشتقاق سياسات وطنية أردنية أكثر انفتاحاً على الأقطاب الدولية واقل انحيازاً للقطب الواحد.
استاذ العلوم السياسية في جامعة العلوم الاسلامية العالمية الدكتور رضوان المجالي قال أن حديث جلالته يعد خطابا إقليميا شاملا، ورسالة لكل العرب قبيل انعقاد الدورة 25 لمؤتمر القمة العربية في الكويت تتضمن ضرورة خروج القادة العرب بقرارات قوية إزاء الاحداث الدائرة على الارض في المنطقة العربية, مبينا ان فشل المؤتمر سيؤدي لمزيد من الخلافات العربية ويقود المنطقة إلى سيناريوهات أكثر تعقيداً في حل الصراع وإدارة الأزمات القائمة.
واضاف ان جلالته ركز على أبعاد ومخاطر تسيس البعد الطائفي في المشهد العربي، وانعكاساته السلبية على الدور المعتدل للدين الاسلامي, مبينا ان القراءة الواضحة والمتعمقة لأدبيات الصراع وحل الأزمات تستلزم عدم ربط ما يحدث في سوريا وتأثيراته مع العراق ولبنان, محذرا من خطر استمرار الصراع في سوريا واتجاهه نحو الطائفية الدينية سيقود إلى طرح خيار التقسيم الذي سينتج مكونات هشّة تقود إلى تأثيرات امنية كبيرة على دول الجوار لا سيما الاردن.
وتابع المجالي: ان تأكيد جلالة الملك على وحدة لبنان وتحقيق التوافق الوطني فيها، يتطلب ان يكون بعيدا عن التدخلات في الشأن السوري لما يؤدي من تأثيرات كبيرة ودخولها في صراع بين الفرقاء السياسيين قد يولد سيناريو تقسيما خطيرا للبنان, مبينا ان وقوف الأردن على مسافة واحدة من كافة الاطراف في العراق دون التحيز لفئة عن الأخرى مع ضرورة تحقيق وحدة العراق ونبذ الطائفية والعنف والإرهاب فيه تُعد جميعها مصلحة وطنية عليا للاردن.
لمحلل السياسي والباحث الحقوقي الدكتور فوزي السمهوري قال ان حديث جلالة الملك خلال المقابلة مع الحياة اللندنية تضمن نقاطا مهمة على رأسها حق العودة للاجئين الفلسطينيين وفقا للقرارات الدولية وان حق العودة لا يلغي حقوق المواطنة وهذا به رسالة تفيد «ان كافة مكونات المجتمع الاردني تجمعهم الهوية الاردنية الجامعة بغض النظر عن الاصول والمنابت الامر الذي يعزز الجبهة الداخلية ويعد جدارا منيعا في مواجهة المؤامرات الخارجية».
واضاف ان التدرج في عملية الاصلاح السياسي هو الخطوة السليمة التي تسير الدولة الاردنية عليها، مبينا ان هذا التدرج بحاجة الى خطوات تنفيذ سريعة ومواجهة العقبات والعراقيل بما يعزز الى الوصول للنظم الديموقراطية بمبادئها الدولية بعيدا عن المصالح الضيقة.
واشار الى ان التأخير في الاصلاح او التباطؤ به لا يصب بمصلحة الوطن في ظل تحديات كبيرة تواجهها المنطقة.
واوضح الدكتور السمهوري ان المبالغة في الحديث عن الفساد يأتي من غياب المعلومات عن المواطنين وعدم اطلاعهم على حقيقة الامور في بعض القضايا ما يؤدي الى انتشار الشائعات وتهويلها، مطالبا بارسال المزيد من رسائل الثقة للمواطنين من خلال التوضيحات والتصريحات والاجراءات التي يتم اتخاذها في مكافحة الفساد.
واشار الى ان جلالة الملك ارسل من خلال حديثه مع صحيفة الحياة اللندنية رسائل عدة لكافة الفعاليات السياسية العربية مفادها ان الصراع على النفوذ وتقسيم الدول هو خسارة للجميع وان لا رابح في اي معادلة تقسيم, اضافة الى ان تعزيز وحدة التراب الوطني في الدول يستدعي من الجميع الاحتكام الى الاساليب الديموقراطية السلمية في الوصول الى حل الخلافات.
استاذ الدراسات الدولية في الجامعة الاردنية الدكتور حسن المومني قال ان الاصلاح في الاردن اتسم بخطاب قائم على الاعتدال والحوار ومنفتح على كافة الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ساهمت في صياغته بطريقة تدريجية توافقية تمثلت باتخاذ عدة خطوات ارست عملية الاصلاح ووضعتها على المسار الصحيح.
واضاف ان الخطاب المعتدل في الاصلاح مكّن الاردن من تجاوز تداعيات الربيع العربي التي كان لها اثرا كبيرا على الدول المجاورة، مبينا ان النهج الاردني الذي يسمى بالنهج الثالث هو الطريقة الفضلى التي تؤدي الى التمكين السياسي والديموقراطي الصحيح والمواكب لمتطلبات العصر.
واشار الى ان الحديث عن الفساد كان قد اتسم بكثير من التهويل والترويج الذي اثر بشكل سلبي وكبير على الاستثمار والنمو الاقتصادي في الاردن الذي يعد بيئة جاذبة للاستثمار بما ينعم به من أمن وأمان، موضحا ان مقارنة الاردن من ناحية الفساد مع دول المنطقة يحتل مرتبة متقدمة جدا في مكافحته والسيطرة عليه.
وقال المومني ان جلالة الملك عبدالله الثاني حذر من تقسيم سوريا لما له من آثار سلبية كبيرة جدا على النسيج الاجتماعي السوري, وايضا على دول الجوار مبينا ان اي دعم باتجاه التقسيم هو فعل خطير ستعاني منه المنطقة لا سيما الاردن وقربه الجغرافي والاجتماعي من سوريا.
وبين ان ما يحكم العلاقة الاردنية العراقية هو مصالح مشتركة ثابتة، وان الخطاب السياسي الاردني تجاه العراق هو خطاب عقلاني ينظر الى العراق كدولة واحدة موضحا ان الاردن يسعى الى التصالح والتوافق بين جميع الاطراف في العراق وليس الوقوف مع طرف دون آخر، مؤكدا المومني ان جلالة الملك تطرق الى لبنان في حديثه للصحيفة اللندنية كون انزلاق لبنان في الاحداث الحاصلة في سوريا سيؤدي الى انقسام لبناني كبير جدا نتائجه صعبة على كافة الاطياف اللبنانية.
وقال استاذ ادارة الاعمال في جامعة عجلون الوطنية الدكتور بدر القعيد ان جلالة الملك ارسل بحديثه للصحيفة اللندنية رسائل مهمة الى مؤتمر القمة العربية مفادها ان التقسيم هو خطر كبير على المنطقة العربية, وان الجميع خاسرون, مشيرا الى ان الاصلاح السياسي في الاردن يسير وفقا لمنهجية معتدلة ومتدرجة مواكبة لتداعيات المرحلة, موضحا ان تمتين الجبهة الداخلية هو الحاجز القوي الذي ينأى بالاردن عن المؤامرات الخارجية ويعد سدا منيعا امام التحديات.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)