TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
سياسيون: القدس تدخل العلاقة الأردنية الأميركية بنفق
19/12/2017 - 6:30am

أجمع سياسيون ان السياسة الخارجية الاردنية تواجه امتحانا دقيقا في علاقتها مع الولايات المتحدة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب، خاصة فيما يتعلق بموضوع القدس، مع أهمية عدم الإخلال بالعلاقة الاستراتيحية مع الولايات المتحدة.
وفيما دخلت العلاقة بين المملكة والولايات المتحدة بعد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل نفقا وأزمة واضحة، يطرح محللون عددا من الخيارات السياسية والدبلوماسية أمام الاردن للمرحلة المقبلة، للدفاع عن مصالحه وثوابته، بما فيها التقدم نحو بعض الاستدارات المحسوبة في العلاقات والتحالفات الدولية والاقليمية، مع التأكيد على محورية العلاقة مع الولايات المتحدة، والتي يمتلك فيها الاردن تأييدا ودعما واسعا، تحديدا في مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين ومراكز صنع القرار الأخرى.
وكانت قيادات مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين قد جددت التأكيد، خلال استقبالها جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارته الاخيرة لواشنطن قبل أسابيع، على العلاقة الاستراتيجية مع الاردن، ودعمه واحة للأمن والاستقرار بالمنطقة، وحليفا معتدلا بوجه التطرف والإرهاب.
ورغم ما يشكله موقف إدارة ترامب في موضوع القدس من عدائية وإضرار بالمصالح والثوابت الأردنية، فإن المحللين يرون أن من الصعب ان تصل هذه الازمة الى حد القطيعة أو المس بالمساعدات الأميركية للمملكة.
سياسيون أردنيون يدعون، في هذا السياق، الى توحيد الجهود للخروج بحلول وردود مناسبة على القرار الأميركي الخاص بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وتبعاته، من خلال التنسيق مع المجتمع الدولي، واستناداً الى الأسس القانونية السياسية في التعاطي مع قضية القدس التي تقر الإدارات الاميركية المتعاقبة بالوصاية الأردنية على مقدساتها.
ويرى استاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية د.محمد مصالحة، أن الازمة الاخيرة "قلصت من هامش المناورة والتكتيك السياسي للدولة الأردنية ازاء العلاقة مع واشنطن، التي اتسمت دوماً بالشراكة الاستراتيجية والتشاور والتناصح في أي قرارات تخص الملف الفلسطيني والمدينة المقدسة".
وأشار بهذا الخصوص الى ان السياسة الخارجية الاردنية "تواجه موقفاً صعباً" بسبب تقاطع مصالحه الوطنية مع السياسات الإقليمية من جهة، وسياسات الولايات المتحدة تجاه القدس والقضية الفلسطينية في عهد الرئيس ترامب.
ويرى مصالحة ان الدوائر الاردنية تتطلع الى امكانية إحداث تعديل في الموقف الاميركي ليكون أقرب الى الأسس القانونية السياسية في التعاطي مع قضية القدس، التي درجت الادارات الاميركية المتعاقبة على الاقرار بالوصاية الاردنية على مقدساتها، متوقفا عند تأكيد القمة الاسلامية في اسطنبول، والاجتماع الوزاري للجامعة العربية على أن قرار ترامب مخالف للقانون الدولي ويقوض العملية السلمية في الشرق الأوسط، ويزيد من تأزيم الوضع والتطرف في المنطقة.
ويرى مصالحة أن الدبلوماسية الأردنية ستبقى محافظة على هدوئها واتزانها ازاء العلاقة مع واشنطن، لما تملكه الولايات المتحدة من دور عالمي في الشؤون الدولية من جهة، ولارتباط الاردن معها بعلاقة قوية على امتداد ستين عاماً تلقى خلالها مساعدات اقتصادية وعسكرية.
وأضاف "يتطلع الاردن الى ان تلتزم الدول العربية بما تم التوافق عليه في اجتماع الجامعة بالقاهرة، لنصره الموقفين الاردني والفلسطيني الرسمي والشعبي الرافضين لقرار ترامب، اذ أن من شأن ذلك أن يضغط باتجاه إعادة الحسابات الدولية والاميركية في تبني موقف قانوني وعادل تجاه القدس.
من جهته، يرى وزير الاعلام الاسبق الدكتور نبيل الشريف، ان الدبلوماسية الاردنية "تواجه الآن امتحانا دقيقا"، فهي مطالبة باستمرار الضغط للتعامل مع قرار الرئيس الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "دون الإخلال بالعلاقة الاستراتيحية مع الولايات المتحدة".
وقال الشريف إن لدى الاردن خيارات عديدة؛ اولها العمل من داخل الولايات المتحدة، فأميركا دولة مؤسسات مهما اختلفنا معها، مؤكدا اهمية التفكير بتشكيل وفد رفيع المستوى من الخبراء الاردنيين في المجالين السياسي والقانوني لزيارة أميركا والتحاور مع مراكز الدراسات ولجان الكونغرس ووسائل الإعلام لإظهار الخطر الذي يشكله قرار ترامب على المنطقة، وعلى مصالح أميركا وسلام العالم، وتوظيف نخب الساسة والإعلاميين المستقلين الأميركيين في المعركة ضد قرار ترامب.
وثاني هذه الخيارات، بحسب الشريف، التصدي لقرار ترامب في المحافل القانونية الدولية ومحاولة إسقاطه من خلال المحاكم الدولية والمنظمات الاممية، فضلا عن استثمار الموقف الاوروبي المعارض للقرار وتزويده بالأسس القانونية والسياسية بحيث تقوم دول ومنظمات اوروبية بالتصدي للقرار، دون أن يكون للأردن بالضرورة دور مباشر في هذه الحالة، واقتصاره على تقديم الأسانيد والحجج القانونية والسياسية.
وطالب الشريف بإرسال رسالة واضحة للإدارة الاميركية مفادها ان الاردن "حريص على علاقاته مع أميركا وأن معارضته لقرار القدس لا يعني انه غير معني بالمحافظة على علاقاته القوية والاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فالصداقة التاريخية بينهما يجب ان تتسع رغم تباين الرؤى حول قضايا مفصلية مع عدم اهتزاز الأسس التي تقوم عليها هذه الصداقة".
بدوره أشار السفير السابق احمد مبيضين، الى ان الاردن امام "خيار حشد دول العالم للاعتراض على القرار الأميركي لأنه سيعمل على تغذية الإرهاب والتطرف الذي يحاربه ويعاني منه العالم أجمع".
وبين مبيضين ان الاردن مطالب بتقديم حل متوازن للعالم تجاه القدس وعدم الاكتفاء بالاعتراض على القرار، وهو امر يتحقق من خلال دبلوماسية نشطة ومن خلفها خلية إعلامية تدعم هذه العملية الواسعة أمام العالم، داعيا الى "إعادة رسم السياسة الاردنية القادمة وفقاً لمصلحة المملكة، في ظل خلافات عربية غير مسبوقة".

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)