سن السبعين ....إنه سن التقاعد الإلزامي لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات الأردنية ، أشعر أنه قريب جدا ، كأنه "يأتي غدا أو بعد غد " مع أنني في أوائل عقدي السادس ، من يدري ! ربما توافيني المنية قبل أن أبلغ غدا أو بعد غد ! ومع هذا اسمحوا لي أن أعبر عن قلقي من هذا القادم لا محالة " سواء أكنت حيّا أم على قيد الموت " منذ سنوات قليلة فقط بدأت أستشعر وحشة السبعين ، صحيح أن رئيس وزرائنا السابق جاوز الثمانين حين أصبح رئيسا للوزراء ، وأن الرئيس التونسي السبسي جاوز الثمانين وما زال يتشوق للرئاسة ولقب الفخامة ، غير أن رؤيتي لأساتذتي وهم يحالون على التقاعد في الجامعة الأردنية وجامعة اليرموك جعل التقاعد هاجسا يؤرقني ، ماذا عساني فاعل إن امتد بي العمر إلى سن التقاعد ؟ لم يفكروا في ذلك، ولأنهم لم يفكروا في ذلك لم يؤسسوا بنى مؤسسية، نوادي وروابط يلتقون فيها ليمارسوا بعض الهوايات ، لم يضعوا برنامجا للسفر واكتشاف ما هو أبعد من أسوار الجامعة ، ربما لا يقع اللوم على عليهم ، ربما هي الدنيا التي سحقتهم وجعلتهم يكدون من أجل لقمة العيش وتأمين حياة كريمة للأبناء ، حياة أقل وطأة من التي عاشوها، ربما ! لقد جاوز والدي- رحمه الله- المئة ، كان له من الأصدقاء ستة لم يتغيب منهم واحد يوما عن مجالسته والتحدث معه إلى أن وافته المنية ، هذه البيئة المعيشية ليست متاحة للأسف لمن جاوزوا السبعين من أساتذة الجامعات ، هل نفكر بما يشبه مؤسسة المتقاعدين العسكريين ؟ أظن أنه من حق هؤلاء على جامعاتهم أن تلتفت إليهم ، لا بإعادة تعيينهم بعقود ولكن بالتفكير في بنية مؤسسية تجمعهم .