TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
زيارة ملكية سامية ومجلس وزراء في البترا ... هام جدا !
20/02/2014 - 2:45am

طلبة نيوز-
تساهم السياحة في الأردن بما نسبته 14% في الناتج القومي الاجمالي السنوي للمملكة (حوالي ثلاثة مليارات دينار)، وتشكل أهم موارد العملة الصعبة، كما وتوفر فرص عمل متنوعة لعشرات آلاف الشباب، وتحسن وتنعش سلسلة الفائدة الاقتصادية.

ولقد مرت الخارطة الاقليمية للسياحة منذ السنوات الاربع الماضية بعدة أطوار، وكان لتقلبات الربيع العربي السياسية الدور الأكبر في ذلك. كان الأردن يسوق سياحيا مع مصر واسرائيل وسوريا، فتزور معظم المجموعات السياحية العالمية المنطقة بدءا من مصر عبورا باسرائيل فالاردن وانتهاءا بسوريا، واليوم وبحكم التطورات على المشهد في طابا المصرية وقرب الانتخابات المصرية، بجانب استمرار أوضاع الصراع على الساحة السورية، فانه بات من المؤكد أن هذا المسار السياحي ما عاد جاذبا. قد يكون هذا ايجابيا لمن يعرف القراءة جيدا بين السطور، حيث أنه قد آن الأوان لنسوق المملكة كمقصد سياحي واحد ومباشر، نحو زيادة أعداد السياح وليالي المبيت، والتركيز على السياحة النوعية، ليس الا لأن السائح العالمي يبحث عن ضالته التي لا توفرها له نفسيا سوى بلادنا، بحكم مناخها وعلاقته بالناحية النفسية والمعنوية الروحانية.

وبالرغم من اعتلاء صهوة وزارة السياحة منذ السنوات الأربعة الماضية ما لا يقل عن ستة وزراء، فما استطاع أحدهم أن يفلح في ترويج المملكة كمقصد سياحي منفرد. فبجانب نعمة الأمن والاستقرار لدينا، والتي ترغبها المكاتب السياحية العالمية كمتطلب أساسي في عروضها، فمن المعلوم لدينا تنوع المنتج السياحي (آثار وتاريخ حضاري، سياحة ثقافة وتراث، استشفاء، سياحة دينية، استجمام ومناخ مرغوب، مسارات صحراوية، محميات طبيعية، سياحة بيئية وجيولوجية، السياحة التأملية وغيرها) بالاضافة الى رقي الخدمات السياحية (مكاتب سياحية، فنادق، مطاعم، نقل جوي وبري، الخ)، مع تنوع الجودة أمام السعر.

تبين على المخطط الشمولي الاستراتيجي الذي تم للبترا عام 2012م (خرائط واستراتيجيات الطريق للسياحة وصناعتها، الاستثمار، استعمالات الأراضي، التنمية المحلية واسقاطات تطوير البنى التحتية والخدمات، حماية المحمية الأثرية والبيئة الفيزيائية، التطوير الاقتصادي للاقليم) تبين بأنه وعلى مدى العشرين سنة القادمة، يمكن رفع دخل الاقليم (اقليم البترا الجغرافي) من السياحة من 82 مليون دينار سنويا الى 500 مليون دينار سنويا (أي ستة أضعاف)، عند تبني سيناريو رفع أعداد السياح من المعدل السنوي 750 ألف سائح الى 1.5 مليون سائح (ما يتفق مع الطاقة الاستيعابية) بجانب زيادة ليالي المبيت من 1.2 ليلة للفرد الى ليلتين.

في مطار الملكة علياء الدولي تم عمل استبيان في السنوات السابقة للسياح القادمين للمملكة، ليتبين بأن 85% منهم يأتون لزيارة البترا بالهدف الأول، يعني ذلك لو ضاعفنا عدد زوار البترا كما افترض سيناريو المخطط الشمولي الاستراتيجي للبترا الى الضعف، مع زيادة ليالي المبيت، سيرتفع دخل المملكة السنوي من السياحة من 14% بالناتج الاجمالي الى ما لا يقل عن 40%، أي نتحدث عن ما لا يقل عن سبعة مليارات دينار من العملة الصعبة، ناهيكم عن مساهمة ذلك بفرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

من أجل تحقيق رؤى واستراتيجيات المخطط الشمولي الاستراتيجي للبترا، فقد وردت عليه 52 رؤية لمنتج سياحي قابل للتشغيل، بجانب 18 فرصة استثمارية نوعية، ومجلس المفوضين الجديد بجانب الدعم المجتمعي سيوفر البنى التحتية الداعمة والاحكام التنظيمية المشجعة لأي مستثمر،،، اليوم المخطط الشمولي الاستراتيجي أصبح جاهزا للاطلاق (خاصة بعد تنقيحه واثراءه بكل ما ساهم المجتمع المحلي فيه من أفكار نيرة وكريمة)، والبترا ما زالت هناك، والمملكة اليوم تواجه فرصة لن تتكرر لمن يقرأ جيدا بين السطور في مجال صناعة السياحة الوطنية - العالمية، حتى نسوق الاردن كمقصد سياحي واحد ومباشر، ينعم فيه السائح بالأمن والاستقرار، بجانب ما لا يجده في كل دول العالم من مناخ ودفء.

الزيارة الملكية السامية بجانب عقد مجلس وزراء في البترا ... طريق هام ومطلوب من أجل "الأردن سياحة المقصد الواحد"، اضافة الى أمور جيوسياسية طارئة قد تعيد الى حيز التفكير مشروع "مطار البترا"، والذي أفشلته مكالمة هاتفية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)