طلبة نيوز- د. علي المستريحي
- هناك نصيحة، ولكني أحب بمن يطلب النصيحة أن يأخذ بها !، موجها طلبه للمجموعة كلها .. فردت المجموعة كلها بالموافقة بنغمة إصرار، فأجاب:
- نصيحتي لكم جميعا (وتناول قلما وكتب على اللوح الأبيض بخط كبير ..):
"ابتعدوا عن العلم ولا تتعلموا" !!
ثم أردف قائلا (وقد بدأ وقت المحاضرة ينفذ، وسط ذهولنا !):
- إن أخذتم بنصيحتي جميعا، لن أرَ أحدا منكم المحاضرة القادمة !!
* * *
في المحاضرة التالية، وقفنا جميعا أمام باب قاعتها قبل بدئها نتداول الأمر مترددين بالدخول، فدخل أمامنا، وجلس منتظرا دخولنا .. فتوجهت إليه وقلت:
- كلفني زملائي بأن أنقل إليك ما يرون: "أنظر! هم يقدرون نصيحتك ولكنهم يرجون منك تفسيرا لهذا الطلب والنصيحة كي يقررون !
فطلب دخولنا القاعة، فدخلنا .. فتحدث إلينا:
"العلم موجع والمعرفة مُرَة .. والتعمق بهما موجع أكثر .. ستتعبون بأنفسكم وتتعبون الناس .. كما سيتعبكم الناس حينا .. وسيكرهونكم أحيانا .. للمعرفة للعارف ثمن .. عليكم أن تستعدوا لدفعة مخيّرين لا مكرهين .. ستحملون رسالة والحمل ثقيل .. ستحلمون كثيرا وسيتبدد من أحلامكم الكثير ..
أنتم تحملون معولا أمام "أصنام معبودة" .. ستكونون أمام طريقين: إما تحطيمها ولن تسلموا من عبدتها .. وإما أن تعلّموا "عبدة الأصنام" كيف يستخدمون معولكم لنحت أصنام أكبر منها !! للطريقين ثمن ومقابل: فالأول يرفعكم درجات في عالم السمو والنبل (وربما) ضيق العيش، والثاني يرفعكم درجات في عالم المادة (وربما) رخاء العيش .. هذا المكان سينتهي بكم على مفترق للطريقين .. فاختاروا أي الطريقين ستسلكون؟!"
* * *
رعاك الله يا (آرثر)، كان درسا عميقا ربما أعمق بكثير مما تعلّمناه بمساق "الفلسفة ومناهج البحث" ذلك الفصل !!
اضف تعليقك