TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
د. عمر الحضرمي يكتب ...جامعة الدول العربية... يرحمك الله !!
19/06/2014 - 8:45pm

طلبة نيوز--د. عمر الحضرمي

يوم الأحد 15/6 أصدر مجلس جامعة الدول العربيّة بياناً فيه من التدهور ما يندى له الجبين، إذ أنه عكَسَ ذلك الانهيار في المنظومة القوميّة العربية، بعد أن فقدنا حتى أبسط استحقاقات التنسيق والتوحد.

 يقول البيان إن اجتماع المجلس غير العادي على مستوى المندوبين "يُدين" جميع الأعمال الإرهابيّة التي يقوم بها التنظيم الإرهابي (داعش)، وجميع أشكال الإرهاب وصوره، وكل الممارسات الإرهابيّة من شأنها أنْ تُهدد السلامة الإقليمية للعراق ووئامة المجتمعي.

وأكد المجلس رفضه القاطع للتدخل في شؤون العراق الداخليّة والالتزام باحترام سيادة العراق ووحدة أراضيه واستقراره السياسي ووحدته الوطنية.

ودعا المجلس إلى ضرورة تحقيق الوئام والوفاق الوطني بين جميع القوى والفعاليات السياسية العراقية، عبر الانخراط  في حوار جدّي شامل يُفْضي إلى تحقيق توافق وطني، حول الخطوات المطلوبة لتجاوز الأزمة الراهنة، ومواجهة التهديدات الخطيرة التي يتعرض لها أمن العراق واستقراره ووحدة أراضيه.

واتفق أعضاء المجلس، على إبقاء هذا الموضوع قيد المتابعة لمواكبة المستجدات بما في ذلك مواصلة المشاورات لعقد اجتماع تشاوري لوزراء الخارجيّة العرب على هامش الدورة الحادية والأربعين لوزراء خارجيّة منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد مؤخراً في مدينة جّدة في المملكة العربية السعودية.

وعلى ضوء ذلك صرّح بن حِلّي مساعد الأمين العام  للجامعة بأنّ ما يجري في العراق، لا يهدد الجوار العربي إنما يصل ذلك إلى تهديد الإقليم.

إلى هنا والأمر يبدو كلاماً في كلام. فيه من الإنشاء والبلاغة اللفظيّة ما لا يُنْقذ العراق من تداعيات الأزمة. فلا الدول العربية تحركت، ولا الأنظمة السياسية فيها حزمت أمرها على التصدي لجماعات داعش وغيرها.

وفي المناسبة، وإثباتاً لحالة الانهدام  التي وصلت إليها نستعيد ما تعرّضت ، وتتعرض له سوريا هذه الأيام، بالرغم من ذلك التناغم القائم بين بغداد ودمشق الذي عكس وحدة الحال من الخطر والتهديد.

ألسنا هنا نتحدث عن ذات الجماعات التي دمّرت سوريا، وإلى حرص جماعات الشر على ربط عملها في العراق مع ما تقوم به في سوريا؟ ألم تدفع الزمرة المسلحة في العراق بالعديد من الأسلحة التي أخذتها من الجيش العراقي في الموصل ونينوى، إلى الأراضي السورية؟ بغض النظر عما إنْ كنا مع النظام السوري أم ضده، وبغض النظر عن ممارسات هذا النظام على أرضه وأهله، فأليس "داعش" هناك هي "داعش" هنا؟ إذن ما هوالمتوقع أكثر من تدمير العراق كما جرى في سوريا، خاصة وأن الممارسات هي هي، وأن القاتل هوهو؟ أليست سوريا دولة عربية كان يجدر بجامعتنا العتيدة أنْ تتعامل مع الأزمة في البلدين على ذات السويّة؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟  أليست تركيا وأمريكا وإسرائيل هي الدول المموّلة للإرهاب على جميع أطراف الجغرافيا؟

هناك دولة سوريا تم "طردها" من عضوية الجامعة، وهنا دولة العراق تدعو ذات الجامعة إلى سلامة أراضيها واستقرارها واستقلالها. الجدير بنا أن نحافظ على سلامة الأراضي العربية، ثم نحاسب بعضنا بعضاً بعد أنْ تنتهي الأزمة.

إنّ ما حدث أننا أُكلنا يوم أُكِل الثور الأبيض. هناك في سوريا تراكضت قادة الجامعة العربية بزعامة أمينها العام إلى دول العالم تستجدي منها أن تهجم على سوريا، وأن تضربها بكل قوّة،  مع أن مقاولي القتل والتدمير قد جاءوا من كل أطراف الأرض لحرق سوريا وإلْحاقِ الأذى الكبير بها. وما أنْ بدأت الأزمة تستفحل في سوريا حتى اندفعت السيّدة العجوز (جامعتنا العظيمة) تصب الزيت على النار، وتطالب كل الفاجرين أن يستلوا سيوفهم ليساعدوا أكلةٌ الأكباد والقلوب، ويذبّحوا كل أهل سوريا . واليوم نراها (رحمها الله) تتباكى على العراق الذي يعاني من نفس التهديد والخطر.

يا سيدي الأمين العام للجامعة، ويا تاج رأسي، أرجو أن تعيد قراءة أسْفَار تاريخنا، فستجد أنها كلّها قد كُتبت بالعربية، عندها ربما تعود إليك حميتك القوميّة، وتدرك أن لا أحد من خارج أرضنا يملك ذرة غِيْرةٍ على أمننا أو على استقرارنا أو على استقلالنا.

وعليك يا سيدي أنْ تعلم أنّ كل عربي، يَدُبُّ على وجه البسيطة، أصبح يدرك مدى عجز مؤسستك، بل أن الكثير منهم قد بدأ يتهمها بالتآمر على الأمة.

أخشى أيها الأمين العام أنّ سرادقات العزاء قد بدأ بناؤها لنلتقي التعازي بانتقال جامعتك إلى رحمة الله، مع خوفي، ولا اعتراض على حكم المولى، أنها ستنتقل إلى غضب الله!!

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)