TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
خاروف وزرب وخرفنة
28/09/2016 - 6:15pm

طلبة نيوز-

ا.د. نجيب ابو كركي *

لندعه " ابو الراجح " ! سائق سيارتنا الميدانية اللاند روفر القديمة اثناء العمل في ميدان مشاش حدرج ( اقصى نقطة جنوب شرق المملكة والمميزة حد علمي بمغفر بادية اردني يقابله مغفر سعودي). ابو الراجح كان سائقا على البركة، شقفة وحده ! واظنه غير صالح للاستعمال على الطرق المعبدة يمكن ان يجمط لتقطيع الوقت الطويل الممل في الفيافي الميدانية وحملات العشرة ايام دون اي اتصال مع العالم الخارجي بتلك المنطقة وتلك الايام قبل عشرات قليلة من السنين، ممتاز للنهفات الطبيعية الناجمة عن مزيج من الطيبة و البساطة المعقدة و الانانية البسيطة وقد اتحفنا رغم انفه وعن غير قصد بعدد من النهفات كانت تفاجئنا ويعبر عنها ابو الراجح باشارة صوتية تخرج عن مستوى الديسبيلات المعهودة وتطفو فوق سقف الصوت من طراز "هيه! هي سبير" "هيه! وين القير؟" كناية عن حادثة رؤيته لاطار كوشوك في الصحراء تبين فيما بعد انه اطار سيارته الاحتياطي وقد فلت وضاع دون ان ينتبه هو لذلك ولانه مال حلال ( عهدة و ملك الدولة ذلك الوقت) وجده مرة اخرى دون ان يعلم انه نفس اطار سيارته الضال او عندما ينخلع القير تحت يده الثقيلة التي عاملت القير كمحراث او كمبريسة دون ان ينتبه ايضا وعندما يحتاج لتغيير السرعة يكتشف ان لا قير بمتناول يمينه ويصرخ متعجبا هيه! وين القير ؟!! من احدى "الهيهات" المميزة "هيه! هي خروف!" اوقف السيارة ببريك فجائي حاد نزل منها بعد ان كاد يقذف خارجها وذهب متدحرجا يطارد الخروف الذي لم يبد اية مقاومة وترك ابو الراجح يلقي القبض عليه معلنا بداية مشكلة مع مرافقيه في السيارة اذ بدأت حلقة لمن يعود الخروف في رأي ابو الراجح انه له حسب القاعدة المستقرة "اللقية بالفين ومية" ( هي اصلا بألف و مية لكن ابو الراجح يبهرها قليلا كالعادة) وحسب المرافقين من الموظفين انه للجميع وكلهم نفسهم فيه ! وجاء الجميع وهم قافلة من حمولة اربع مركبات يحتكمون لدى الدكتور رئيس الفريق "حضرتي" استجمعت كل ما سمعت عن حكمة المرحوم "خشمان ابو كركي" من اعلام شيوخ مشايخ معان على امتداد النصف الاول من القرن الماضي والمواضبين على الحضور دوما في مؤتمرات الحفاظ على فلسطين وبيت المقدس النشطة في عشرينات ذلك القرن، وقررت القضاء ان الخاروف لكل الفريق بعد مرور فترة تكفل عدم مطالبة احد به ولم يطالب به احد فقد تبين انه خاروف أخوث كصندوق بوليستير ضائع بدوامة في مهب الريح يدور دوما حول نفسة وهو من الفئة التي يخلي الرعاة سبيلها كونه مريض يثير فيهم التشاؤم ويصفونه بأنه " طخه النجم" . وافق ابو الراجح على المشاركة بالخاروف على مضض و طلب ان يكون "خروفه الأخوث" موضوعا لعملية زرب بعنايته ! استحسن الجميع هذا الرأي الدسم على مضض وحدد الجمعة يوما للزرب الموعود، وهكذا كان . الا انه سرعان ما اتضح ان خبرة "ابو الراجح" في مجال الزرب كانت على الارجح قريبة من الصفر المطلق فكانت النتيجة قطعا من اللحم المشحبر النيئ عمليا مخلوطة بتراب الحفرة القريبة من مكب نفايات المخيم ! قررت لجنة متابعة مصغرة والتي اتخذت قرارا سابقا بتأجيل استخدام ما لدينا من ارزاق من لحم الدجاج لوجود الخروف ضيف شرف على مائدتنا قررت وقف الزرب و بربحة لحم الخروف وجليه واعادة تأهيله ليطبخ منسفا زي كل الناس. عندما علمت وبقية اعضاء الفريق وعددهم زهاء ثلاثين فردا بالتطورات قرر معظمنا العودة للاكتفاء بالدجاج كمشروع بديل . مشروع بديل فشل فشلا ذريعا لان فترة الانتظار اتلفت لحوم الدجاج بحوزتنا واكتفينا بطرقوع مخيض كان من المفروض ان يستخدم للمنسف. حمد الجميع الله على نعمائة لان الخروف كان بالتأكيد منفوسا ومضروب عين اضافية من ابو الراجح ومنذ البداية.

* ا.د. نجيب ابو كركي / استاذ الجيوفيزياء وعلم الزلازل - كلية العلوم - الجامعة الاردنية.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)