TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حلـم الهـروب إلـى «العســل الأمـريكــي» يـوقــع مئـــات الأردنيين فريسة الاستغـلال
13/12/2017 - 9:00am

مكاتب خدمات وترجمة تتجاوز ترخيصها بتضليل طالبي تاشيرات.. والسفارة تكرر التحذير
*محتالون يروجون للتهريب للولايات المتحدة عبر المكسيك رغم تسجيل عشرات الضحايا برحلة التهريب المكسيكي

*فيزا مضمونة ودون مقابلة السفارة وامريكا بانتظارك .. مضمون اعلان ترويجي للراغبين
*السفارة الاميركية: بعض الذين يدعون أنهم وسطاء لتقديم التأشيرة يكسبون من جعل العملية تبدو أكثر تعقيدا
الدستور- تحقيق:جلال أبو صالح
في صبيحة الثالث من آذار الماضي، عند الثانية بعد الظهر، وبعد تفكير طويل، أدار شاب «27 عاماً» محرك البحث الشهير «جوجل»، بحثا عمن يؤمن له، تأشيرة «فيزا» مضمونة لأمريكا، مقابل مبلغ مالي، باقصى سرعة ممكنة!

الشاب وقتها، كان قد اتم 4 سنوات بالتمام والكمال، هو عاطل عن العمل منذ تخرجه بتخصص المحاسبة، واصطدم حينها بجدار البطالة، ليبدا رحلة مضنية عن عمل «محترم» دون أن يوفق «اللهم في بعض الاحيان، كنت اعمل وبعض اصحابي برفع الطوب مع مقاول قريب «، وفقا للشاب.

ولم يتوقع هذا الشاب ان مهمة البحث عن سفرة الى امريكا وتأمين الفيزا لها ستكون «سهلة للغاية» بوجود مكاتب كثيرة، وناس اقنعته بسهولة التسفير والعمل هناك.

ويشرح كيف تواصل بالهاتف مع مكتب خدمات عامة وترجمة في جبل الحسين بعمان، كان تحدث له عنه بعض اصدقائه: «بدي اشتغل .. بدي فلوس باي طريقة.. جيبلي الفيزا باية طريقة ممكنة، ولو كانت غير قانونية».

هل اجيب طلبه بالقبول؟ يقول: «نعم، وسريعا جدا، اوهمني المكتب ان طلبي مستجاب، مقابل 4 الاف دينار، شريطة الدفع مسبقا، وعن طريق المكتب، كما علي الذهاب وحدي عند تسليم الفلوس!».

«تريد السفر لامريكا بسهولة.. هل تريد الاقامة بامريكا بامر قانوني وبأوراق رسمية .. وتحصل على فيزا مضمونة ودون مقابلة .. امريكا بانتظارك.. ادفع ألفي دينار ترى الفيزا بين يديك»، اعلان ترويجي، وغيره العشرات من الاعلانات، التي تنتشر عبر صفحات البيع والشراء الاكترونية، ويقف خلفها، كما تبين لمعد التحقيق، سماسرة وبعض مكاتب الخدمات والترجمة، حيث تتقاضى الاف الدنانير، ويشهد عملها اقبالا من قبل افراد يحلمون بالسفر لامريكا.

وثق معد التحقيق عمليات تضليل بل واحتيالات متعددة، يلجأ إليها سماسرة وبعض المكاتب، على حد سواء، لاستقطاب افراد يحلمون بركوب الطائرة والسفر لامريكا، حيث تمثل تجارة مربحة لبعضهم، على الرغم من تحذيرات السفارة الامريكية مرارا من مخالفة بعض المكاتب وتقديمها لتأشيرات مزورة، ترجع حامليها من المطار، وتعرضهم لمساءلة قانونية.

بغطاء قانوني، وترخيص رسمي من هيئة الإعلام، ينشط عمل مكاتب الترجمة وخدمات واستشارات عامة، يستغل بعضها هذا العمل لاقناع مواطنين حالمين بالهروب من اوضاعهم السيئة اقتصاديا ومعيشيا الى اوروبا أو امريكا، ودون غطاء شرعي، فضلا عن تأكيدات أصحاب الاختصاص والجهات الرسمية بمخالفة ذلك قانونيا.

وفي بلد ترتفع فيه نسبة البطالة الى اكثر من 18% وتتسع فيه رقعة الفقر مع تآكل الدخول وتردي مستويات المعيشة، ينتشر حلم السفر والهجرة الى اميركا واوروبا بين الشباب الاردني، بحثا عن واقع اقتصادي ومعيشي مختلف ومستقر.

وحسب اخر احصاءات رسمية منشورة من قبل السفارة الاميركية في عمان، فقد استقبلت هذه السفارة خلال العام 2014 حوالي 48 ألف طلب تأشيرة زيارة للولايات المتحدة، تم قبول 60% منها.

وفيما حصل في العام 2015 نحو 374 أردنيا على الهجرة الى الولايات المتحدة من خلال برنامج القرعة السنوي، فقد حصل عليها في العام 2014 نحو 581 اردنيا.
«أمريكا في جيبك»
على مدى 5 سنوات وأكثر، يتخفّى رجل يلقب نفسه بـ«......»، وراء جدران مكتب بمنطقة صويلح في عمان ويزاول مهنة الاستشارات والترجمة . اعلانات ترويجية ومتكررة عبر مواقع «البيع والشراء» وصفحات «فيسبوك» تقودك الى هذا المكتب بحثا عن تحقيق الحلم لبلاد الفرص، فمعه فان «امريكا في جيبك».

يعرف صاحب المكتب» بقدرته على تامين فيز للولايات المتحدة، حيث يوهم الحالمين بطريق سهلة للسفر، بتأمينه طريقة مضمونة للحصول على الفيزا، بل وتحريك طلباتهم في السفارة عن طريق معارفه، مقابل ألفي دينار أردني.

«السوق المحلي يعمل بشكل تجاري والاخطاء كثيرة جدا.. تواصلك معنا للحصول على الاستشارة المناسبة يمنع وقوع الاخطاء وخسران الفيزا لك ولاسرتك .. نحن لا يوجد لدينا إلغاء لاية فيزا تصدر لأشخاص حصلوا عليها عن طريقنا لا من الأردن، ولا من المطارات الامريكية .. لأننا أعطيناك الخدمة كاملة من البداية»، بهذه الكلمات يفتتح صاحب المكتب حديثه لـ«الدستور».

ويتابع:«نوجهك بطريقة صحيحة لتجنب حدوث المفاجآت غير المتوقعة في السفارة أثناء المقابلة.. أو لتفادي إلغاء الفيزا بعد الحصول عليها .. أو حتى إلغاءها من المطارات الأمريكية وإرجاعك على نفس الطائرة».

وحول كلفة الاستشارة عن طريقه، يقول: «الدفع مسبقا .. 150 دينارا كبداية .. ومن ثم نحدد موعدا للقاء ..والكلف المتبقية على دفعات.. المهم التكلفة كلها ألفا دينار .. وسيتم التواصل معك بعد استلام الحوالة .. لإرسال المستندات والصور عن طريق الايميل».

ويحاجج بتميز عمله عن باقي المكاتب التي تعمل بذات المجال، يقول: «تعاملك مع صاحب الخبرة يضمن لك عدم حصول اية اخطاء في الطلب؛ ما يسبب رفض طلبك حتى ولو تم اختيارك من الفائزين».

«فكر بالموضوع وتلفوني عندك.. رنّلي ..القصة سهلة وبنطلع الفيزا مثل ما بنطلع الفلوس من المحفظة.. احنا سيد من يسفر الى امريكا.. جيب فلوسك وجهز حالك بعد يومين للسفر .. شو قلت؟»، بهذه الكلمات رد مكتب التسفير على طلب الشاب.

لم يدر هذا الشاب حينها، كيف يؤمن مبلغ الـ 4 آلاف دينار، لكنه، قرر اخيرا استدانته من اخوته ومعارفه، للسفر عن طريق مكتب، وتحقيق احلامه وبناء مستقبله، هناك في امريكا.

تبخر حلم الشاب في الهواء، بعد ان وجد نفسه اخيرا قد خسر جواز السفر، ومبلغ الـ 4 آلاف دينار، باختفاء صاحب المكتب.

نقدم لك مواصفات السفارة
«لماذا تتعامل معنا للتقديم على الهجرة عن طريق القرعة «اللوتري»؟ نحن نجيبك.. تواصلك معنا كخبرة نعطيك ما هو المناسب ونوجهك بطريقة صحيحة .. هناك اصحاب ملايين الدنانير تم رفضهم وعندهم شركات.. واشخاص عاديون حصلوا على الفيزا.. نرسم لك طريقك للفيزا ضمن مواصفات السفارة»، يقول صاحب مكتب صويلح.

ويشرح ان بعض انواع الفيزا البديلة للملغية تتطلب معاملة خاصة يتم تجهيزها في الولايات المتحدة، تكلفتها 1700 دينار، لتصحيح الوضع والسماح بدخول أمريكا مرة اخرى.

وردا على سؤال، يجيب صاحب المكتب «: «لا نجامل احدا واذا كنت غير مؤهل لا نكذب عليك ونرفض طلبك.. نتعامل معك بشكل صحيح وليس تجاريا، ولا نقبل كل من هب ودب، كما في المكاتب التجارية الاخرى».

ويزيد: «لهذا نعطيك من ضمن خدماتنا من البداية تعبئة الطلب بشكل صحيح .. جلسة خاصة للتحضير للمقابلة مع القنصل .. والنصائح والإرشادات.. نضمن لك عدم تكرار تقديم الطلب بسبب الأخطاء .. وهو ما يؤدي الى عدم اختيارك.. لأن امامك فرصة واحدة فقط للتقديم .. ولا مجال للمغامرة».

المكسيك طريقك لامريكا
تخفّى معد التحقيق بثوب مواطن يرغب بالسفر إلى الولايات المتحدة، بطريقة غير شرعية، ومضمونة بذات الوقت، حيث تتبع خلالها إجراءات السفر عن طريق سمسار اردني يعمل على تأمين الفيزا لامريكا، بـ8 الاف دولار، ويتبع السمسار، كما لوحظ، لمكتب يطلق على نفسه «خدمات ترجمة»، مقره بوسط البلد.

«أمريكا ما في مضمون.. اكون معك واضح، من الممكن أن تذهب الى المكسيك ومن هناك تدخل امريكا .. فيزا المكسيك تكلف 4500 دولار، مدتها 6 شهور، وهناك جماعتي تدخلك أمريكا بـ5 آلاف دولار، الهدف دخول أمريكا باية طريقة .. المكسيك في أنتظارك»، يقول السمسار.

وحول قانونية وشرعية الدخول الى الولايات المتحدة من المكسيك، يجيب السمسار: «لحد دخول المكسيك قانونيا، لأنك داخل بفيزا، أمريكا لا، وفي ناس طلعتهم بهاي الطريقة ومشت امورهم .. هذه الطريقة على الطلب اخوي لأنها من جديد فتحت اكثر من خط».

كم تستغرق مدة الوصول للمكسيك، ومن ثم إلى امريكا؟ يقول السمسار: «فيزا المكسيك 45 يوما لتصدر، لأن إصدارها يكون من خارج الأردن .. وبالمكسيك راح تنزل بالعاصمة مكسيكو سيتي .. وجماعتي ينتظروك هناك لحتى يساعدوك بدخول امريكا».

ويكشف السمسار، في حديثه لـ «الدستور» وجود خطوط متعددة للدخول إلى أمريكا من المكسيك: «الدخول لامريكا من المكسيك دائما بكون من اكثر من جهة.. رتب امورك وكل شي بكون مرتبلك .. ما عليك ان شاء الله بترتبلك كل شي اللي توصل امريكا وتكون مطمئن»، وفقا للسمسار.

يشار الى ان المكسيك لا تملك سفارة لها في المملكة الاردنية الهاشمية، وتقوم السفارة المكسيكية في القاهرة بخدمة مصالح المكسيك في المملكة.

وتفتح عمليات التهريب الى الولايات المتحدة عبر المكسيك المجاورة الباب واسعا لوقوع الالاف من المكسيكيين والاجانب ضحايا استغلال شبكات تهريب مكسيكية ودولية سنويا، فيما يدفع العشرات من البشر حيواتهم خلال عمليات التهريب عبر الحدود الصحراوية الواسعة بين البلدين.

وهذه الطريقة وغيرها من طرق التسفير غير الشرعية، التي تعرض صاحبها لمخاطر واسعة ومشاكل قانونية كثيرة، تجدها مديرة مركز تمكين للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، ليندا كلش «طريقة بشعة»، وغير شرعية، والتي تصل حد الاتجار بالبشر وهي جريمة دولية ومحلية.

فيما يرى رئيس نقابة الخدمات والمهن الحرة خالد أبو مرجوب بأن عملية استغلال مواطنين و»إيهامهم» من قبل بعض اصحاب مكاتب الخدمات باستخراج فيز لاميركا، مقابل مبالغ باهظة «احتيال صريح وتعد على القانون».

ودعا ابو مرجوب، في تصريح لـ»الدستور»، المواطنين الى الانتباه من اعمال مثل هذه المراكز والمكاتب «غير المخولة باصدار التاشيرات»، لافتا الى وجود مكاتب تحمل صفات متعددة كتقديم خدمات الترجمة، او تسهيل وايصال تقديم الطلبات للسفارة «تضلل المواطنين لكسب ربح مادي».

وردا على سؤال حول تسجيل شكاوى قدمت للنقابة او علمت بها في هذا الاطار، يقول ابو مرجوب: «لغاية اللحظة لم تردنا شكاوى حول الموضوع»، مستدركا «نحن كنقابات عمالية دورنا ينحصر في اية شكوى تصدر من عمال او من موظفين في هذه المكاتب».

احتيال بغطاء قانوني!
من يمنح ترخيصا لهذه المكاتب؟ بحث معد التحقيق عن الجهات التي تمنح تراخيص رسمية لهذه المكاتب التي تدعي القدرة على تامين الفيزا للولايات المتحدة مقابل مبالغ مالية، حيث تبين، ان مثل هذه المكاتب المخالفة تغطي عمليات احتيالها وراء أسماء متعددة، في مقدمتها «مكاتب ترجمة».

مديرة مديرية التراخيص في هيئة الإعلام مجد العمد، نفت علمها بوجود مثل هذه المكاتب التي تلجا الى الاحتيال والتضليل بعملها مقابل الحصول على مبالغ مالية ضخمة، وقالت العمد: «لا علم لنا بوجود مثل هذه المكاتب.. وعن ما تشغله من وراء الهيئة».

واشارت، في حديثها لـ»الدستور»، إلى أن الهيئة تمنح تراخيص لمكاتب «ترجمة/دراسات وابحاث، او مكاتب دعاية واعلان» فقط، حيث تقدم هذه المكاتب خدماتها وفق ما هو مسموح به وقانوني، ولا يندرج تحت عملها استخراج الفيز للمواطنين، او حتى تقديم الخدمات المتعلقة بهذا الشأن، وفقا للعمد.

وحسب العمد، فأن الهيئة قدمت للأفراد 331 ترخيصا رسميا، منها 24 ترخيصا خلال العام 2017، لمكاتب تحمل صفة «الترجمة».

عرض حصري.. «وفيزا مضمونة»
النصب والاحتيال في ايهام الحالمين بالحصول على فيزا للولايات المتحدة بطرق ملتوية، لا تقتصر –كما يبدو- على ممارسيها في داخل المملكة، بل تتعداها الى الخارج.

معد التحقيق استطاع التواصل مع سمسار اردني مقيم في السعودية، يقنع الناس بتامين الفيزا لامريكا، مقابل خمسة آلاف دولار.
«الفيزا تكلف خمسة الاف دولار .. ألفا دولار مقدم والباقي بعد الاستلام .. الفيزا مضمونة 100% حاليا عامل عرض.. ولحّق حالك اخي»، يقول السمسار خلال تواصل معد التحقيق معه عبر البريد الالكرتوني.

كيف هي الطريقة؟ يشرح السمسار: «نقوم باستخراج الفيزا بدون مقابلة بالواسطة.. يعني تستلم فيزتك جاهزة .. العرض لفترة قصيرة جدا .. الفيزا مدتها أسبوع فقط».

وحول طريقة استلام المبلغ، يقول: «الدفع مقدما عن طريق «ويسترن يونيون»، ترسل الفلوس على هذا العنوان (...... ) ومعلوماتك معاها .. الفيزا تستلمها من عمان.. أنا بعطيك أوراق مهمة تروح تعطيها السفارة ويسلمك الفيزا بنفس اليوم».

ومن غير ان يتم توجيه السؤال المعتاد في هذه الحالة، يجيب السمسار: «ضمانتك موجودة.. أنت بعد ما تدفع والسفارة تستلم الفلوس ..ارسل لك وصل أمانة بالمبلغ وإيصال وسند بدفعك المبلغ عن طريق معارفي بعمان .. إذا اخلفت وعدي تقدر تشتكيني وتأخذ حقك بالكامل وزيادة كمان .. ايش قلت؟».
لم يقتنع المعد بحديث السمسار، وبدا الاخير متخوفا بعض الشيء، لكنه، حتى يتجنب الوقوع في (سين وجيم)، نطق اخيرا: «أنا أدلك على واحد شغال معي في عمان .. هو بياخذ الأوراق ..وبيوديك السفارة ويطلعلك الفيزا.. كيفني معاك».

اقرار وتحذير
السفارة الاميركية في عمان سبق وان حذرت في تصريحات صحفية سابقة عديدة، من استغلال بعض المتقدمين بطلب تاشيرة للولايات المتحدة، وأقرت بوجود مكاتب تأتي تحت مسميات مختلفة، مثل «مكاتب خدمات ترجمة» أو «مكاتب سفر»، وبينت ان الناس أحيانا يجدون هذه الخدمات مفيدة لناحية تعبئة الطلب.

لكنها حذرت، خلال تصاريح سابقة ان «هذه المكاتب احيانا تستوفي مبالغ كبيرة، اعلى من الرسوم الحقيقية لطلب التأشيرة، والبالغة 160 دولارا»، لافتة إلى «انهم يدفعون مقابل خدمة على الأغلب هم ليسوا بحاجة لها، وان هناك بعض المكاتب التي تقوم بتوفير وثائق مزورة».

وأشارت السفارة ايضا إلى حالات اخرى، «تقوم فيها هذه المكاتب «احيانا» بتعبئة الطلب بطريقة غير صحيحة، وهو ما تحذرالسفارة الناس منه، لأن صاحب الطلب «عندما يأتي لإجراء المقابلة، فهو مسؤول عن كل المعلومات الواردة في الطلب، لذا ان كانت المعلومات غير صحيحة، فقد ينتهي به الأمر الى ان يتحمل عقوبة ذلك.

ونصحت السفارة الأشخاص الراغبين بتقديم طلب ويواجهون صعوبة في تعبئته، بأن يطلبوا المساعدة ، و»بإمكانهم استخدام مركز الاتصال وشبكة الدعم، والبريد إلكتروني هو«Support-Jordan@ustraveldocs.com»، وهو مصمم للمساعدة بالطلبات، باللغة العربية أو الإنجليزية».

«مسافة صفر»
لا تختلف قصة «اربعيني «كثيرا عن قصص من سبقوه، خاصة بعد ان جازف بماله وسيارته، بل وبمصلحته التي يعتاش منها واهله، بغية الحصول على الفيزا لامريكا بأية طريقة، وخسرها وقتها جميعها، ناهيك عن تعرضه لعمليات احتيال متكررة ومن شخوص مختلفة.

الاربعيني كان همه الوحيد حينها الحصول على الفيزا، وبحث عن من يؤمنها له بالثمن الذي يطلب منه، لكنه، وبعد محاولات دامت 3 سنوات، وجد نفسه صفرا «وايد ورا وأيد قدام»، غير انه ايضا خسر 12 الف دينار،حسبما يقول.

كيف تعرض هذا الاربعيني للاحتيال، يرد: «كل مرة اقنع نفسي ان محاولاتي في الحصول على الفيزا قريبة.. وادفع من كل قلبي لسماسرة حلفوا لي بالانبياء والكتب السماوية انهم سيضعون امريكا بيدي .. واصدقهم رغما عني .. والمشكلة ان اكثر من 10 سماسرة اعطيهم فلوس ويختفون بعدها .. نصب واحتيال عيني عينك .. وخسرت كل ما املك».

حلم هذا الشخص وقتها بالذهاب إلى امريكا، بددته عمليات احتيال متكررة وواسعة تعرض لها، بل وحولته من صاحب مصلحة ميسورة الحال، لعامل (باطون) يعتاش على يوميات يقدمها متعهد بناء له كل نهاية يوم.

ويروي هذا الاربعيني لـ «الدستور»، في رسالة له عبر الايميل، ما يزعم انها طريقته بالحصول على الفيزا في نهاية الامر، غير مصدق لهذه اللحظة بان حلم السفر الى امريكا تحقق اخيرا، فضلا عن انه بات يمتلك مصلحة خاصة فيه، يقول:» كل شيء توقعته في الحياة الا ان يكون بيني وبين الفيزا مسافة صفر .. نعم صفر.. وبعد ما خسرت كل فلوسي .. دق باب بيتي جاري ..بابي على بابه.. واقنعني انه بالف دينار الفيزا بتكون معي.. وبشرط ان ادفع له بعد استلامها والتاكد منها من السفارة.. وبالفعل امن لي تاشيرة امريكا .. انا الان بامريكا .. تخيل!».

تائه في أمريكا
لكن للمأساة وجوه أخرى، فالحصول على الفيزا بصورة قانونية او غير قانونية، قد لا تعني انتهاء المشاكل مع الحالمين بالهروب الى اميركا.

«اللي صار فيّ ما صار بابطال فيلم»امريكا شيكا بيكا»،.. نمت في الشوارع.. على الرصيف قضيت معظم وقتي ..ابحث عن ملجأ اسكنه.. ما في .. سكرت بوجهي ..ما بعرف حد بامريكا ولا في الاردن حتى .. كل هذا صار معي من تحت راس ناس اخذوا مني 5 الاف دينار ووصلوني امريكا وتركوني عظما من دون لحم»، يقول ثلاثيني لـ «الدستور».

ويشرح كيف اقنعه سمسار بالسفر عن طريقه الى امريكا. «اقنعني بالسفر والعمل بامريكا .. مش لحالي مع 15 غيري ..جابلنا الفيزا بسرعة قياسية.. حكالنا العسل بانتظاركم .. وراح تلعبوا بالمصاري لعب».

لم يدرك هذا الشاب، الذي قضى شهرا في شوارع امريكا من غير مسكن ومأمن، بل ومتشردا، ولا يملك من حطام الدنيا قشة واحدة، ان حياته في امريكا ستكون بهذا الشكل، وانه خسر جميع ما يملك من مال بداعي السفر، ويعود في النهاية «بخفي حُنين»، كما يقول.

كيف عاد الى الاردن؟ يقول:»تواصلت مع عرب بامريكا ..وامنوا لي تذكرة سفر الى الاردن واعطوني فلوسا اشتري حاجياتي ..والان انا اعمل في محطة بنزين بعمان ووضعي ميسور .. وخابت ظنوني بامريكا!».

السفارة الاميركية في عمان اكتفت في ردها على استفسارات «الدستور» حول تعرض البعض لعمليات نصب واحتيال للحصول على فيزا للولايات المتحدة، بالقول «ينصح المتقدمون بطلبات التاشيرات الحذر في جميع التعاملات مع الشركات التي تدعي تقديم أي مساعدة للحصول على تأشيرات للولايات المتحدة» بحسب تصريح مكتوب للمتحدث باسم السفارة اريك باربي.

ويضيف باربي «تعمل حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بجد لضمان أن تكون عملية طلب التأشيرة متاحة وسهلة للجميع. يجب أن يكون كل مسافر قادرا على إكمال طلب تأشيرة الزيارة، ونحن نقدم المساعدة عندما تكون هناك أسئلة».

ويستدرك باربي بالقول «ولا تؤيد السفارة الأمريكية أي منظمة خارجية تدعي أنها تقدم المساعدة في عملية تقديم طلبات الحصول على التأشيرة. وبعض الذين يدعون أنهم «وسطاء لتقديم التأشيرة» يكسبون من جعل العملية تبدو أكثر تعقيدا مما هو عليه حقا».

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)