TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حتى لا نتوقف عن السعي
30/12/2017 - 5:30am

رقية القضاة
بما أن الدوام والإستمرارية على نفس الحال من القوة او الضعف،من المحال ،فإن ما يعتري الأمة المسلمة اليوم من التراجع الحضاري،أمر طبيعي ناجم عن عدة عوامل ،لعل أبرزها تهميش دور الدين في حياتنا العامة والخاصة،وانشغالنا بالفرعيات والجزئيات والمسائل الخلافية ،إضافة إلى تكالب الأمم علينا ،وإشغالنا بحروب دائمة منهكة ومتتابعة ،ممّا جعل جهد الأمة موزّعا على أكثر من صعيد،إلا أنّ هذا لا يستدعي التوقف المتهاون عن العمل الدائب في مشروع الأمة النهضوي، والسعي إلى استرجاع كرسي الاستاذية، الذي ظل ولقرون طوال ملكا لها تتوارثه جيلا بعد جيل ،كما انه لا يعني ابدا أن نتيح المجال للمحبطين والناعبين على الخراب،أولئك الذين يبثون في اجيالنا ثقافة الإنهزام،وروح اليأس،والاستسلام لثقافة ومنهجية شرعة الآخر، وهو ما يسعى إليه ويبتغيه كل أعداء الأمة ، وهو ما نلمسه ايضا من تكالب الأمم على امة الإسلام لإيهانها وإفناء فكرها ومقومات نهضتها

وإنه لمن الخطأ الشنيع ،أن ترتفع هنا وهناك أصوات تندب حضارتنا ،وتنعى وجودنا ،وتضعنا جنبا إلى جنب مع الحضارات البائدة والأمم المندثرة، وهي دعوات تتباين أهدافها وتتعدد مصادرها ،فمنها تلك الأصوات المشفقة التي ظنّت أن الأمة في طريقها إلى الفناء الحضاري،كنتيجة حتمية لبعدنا عن تعاليم الله،وعدم اخذنا بأسباب التقدم ،وضعف التاثير في الآخر،بل ومسارعتنا إلى السير في ركابه ،وهي معطيات من وجهة نظر المشفقين تنذر بالضياع إن لم تكن ضياعا حقيقيا،وهنا تبدا الآراء المتشائمة والتفسيرات المحبطة ، والدعوات المستسلمة، لتصل إلى أجيال الأمة جيلا فجيلا،وتتناقل الأمة الفكر الإنهزامي كواقع لا مفر منه، ووضع يصعب التخلّص منه ،وتنطلق الأفكار الإستسلامية،في دعوة صريحة للأمة أنه ليس بالإمكان ابدع مما كان فلنجلس وننتظر ما ياتي به المستقبل ،والذي هو أيضا من نفس وجهة النظر،قاتم ولا يبشر بخيرومن هناك تنطلق اصوات الظلام تفح وتنفث سمومها في أوساط الامة التي تعرف أنها ضعفت وتدرك أنها تراجعت ،وتعي أنّ واقعها لا يسرّ ولا يرضي،فتسمع أصواتا هنا تلقي باللائمة على الدين ككلّ،لكي يتسنّى لها الوصول إلى نقطة إتهام الإسلام بالتحديد ،كعقيدة وشريعة ،بالتخلف الحضاري الذي وصلت إليه الأمة،فالدين هنا أفيون الشعوب حينا،ومشاعر صبيانية حينا آخر، وايديولوجيا متحجرة تتلاعب بمشاعر الناس،وتحجر على أفكارهم،وهو في احسن حالاته قيد اضطهادي يحجم دور المرأة ،ويقيد مشاعرها، ويجعلها جارية مملوكة للرجل ،وهو ايضا سبب الحروب ،ومثير الفتن بين بني آدم كلّهم في الشرق والغرب،وهذا كلّه،يتم وفق برامج محددة الهدف خبيثته،واسعة الأساليب متعددتها ومتطورتها ،بل لربما وضعت كل الإمكانات في خدمة برنامجها المدمّر للأمة،وفي حرب ناعمة حينا،، وشرسة أحيانا يهاجم الإسلام ،ويغزى في قلوب أبناءه وافكارهم، ويسعى أعداؤه إلى تدميره بكل قيمه ورقيّه وواقعيته وإيجابياته ،فالحرب الحقود لا تتوقف،والوسائل المؤثرة لا تنفك ّتسفر عن كل ّ جديد وخبيث ،كل هذا ونحن نسهم في مسح أدمغة أبنائنا،ولا نضع لأنفسنا منهجا يساعدهم على التعرف إلى مقوّمات حضارتهم وروعة تاريخ أمتهم،ورحابة دينهم وقدرته على استيعاب الكون بما فيه ومن فيه ،كل ذلك في نسق إنساني وحضاري وعقائدي راق وبنّاء ومتفهّم .

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)