TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
حادثة السفارة الإسرائيلية في الصحافة العبرية
26/07/2017 - 5:00pm

تطرقت الصحافة العبرية اليوم الأربعاء، إلى تداعيات حادثة السفارة الإسرائيلية في عمان، والتي أدت إلى مقتل أردنيين على يد حارس أمن السفارة.

والحادثة عملت على تأزم العلاقات بين الأردن وإسرائيل، على خلفية عودة القاتل إلى إسرائيل وهو ما استفز المواطنين الأردنيين.

ونورد هنا أبرز ما ورد في الصحافة العبرية، ونبدأها بمقالة حملت عنوان "هزيمة الغرور" في صحيفة "معاريف" كتبها المحلل السياسي بن كسبيت وهو المعروف دائما بانتقاده لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، رغم أنه كان ذات يوم بوقا له.

ويقول بن كسبيت في "هزيمة الغرور":

"لا يوجد هنا حدث على الاطلاق"، قال المستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت لنتنياهو في النقاش المتوتر حول حصار سفارة اسرائيل في عمان. "هم ملزمون باعادته. هو دبلوماسي، حصانته مطلقة.

الاردن هو دولة مرتبة، تحترم القانون الدولي". في هذه الحالة، يعرف مندلبليت جيدا عما يتحدث. فهو احد الخبراء الكبار في العالم في القانون الدولي. هذه المعطيات لم تمنع رجال نتنياهو من خلق عرض عابث في أن الحارس انقذ في حملة بطولية، على شفا الهوة حقا. اما الواقع كما يتبين فقد كان مختلفا. 

حسب هذا المنطق ايضا فان صفقة "الحارس مقابل البوابات الالكترونية لم تكن على الاطلاق، او على الاقل لم يكن لها مبرر على الارض. هنا، بات هذا معقدا جدا. لا يمكن ان نعرف ما الذي اتفق عليه نتنياهو مع جلالة الملك عبدالله الثاني ولعله كان مناسبا لرئيس الوزراء بالذات ان يخلق وضعا يطوي فيه البوابات الالكترونية كي ينقذ روح حارس في اسرائيل. فهذا افضل من أن يطويها هكذا. 

الاكثر ذهولا، هو أنه في مكتب رئيس الوزراء كانوا ينظمون ليلة اول أمس "صورة نصر" لمهزلة البوابات الالكترونية. "رئيس الوزراء يتحدث مع السفيرة في الاردن عينات شلاين"، كانت الكتابة على صورة الزعيم المغرور وهو يحمل سماعة الهاتف. بالفعل، هذه زعامة. الرجل يتحدث في الهاتف!

اما آخر الانباء التي تقول ان البوابات الالكترونية الشهيرة، رمز السيادة اليهودية الخالدة على جبل البيت او على اي جبل آخر كان، ستطوى بشرف وسيلقى بها الى سلة مهملات الغرور، لم تنشر في ذاك البيان الصادر عن المكتب.

كانت هذه هزيمة الوقاحة، التعالي،  الغرور وسكرة القوة. تركنا الفلسطينيين والعالم الاسلامي يجرنا الى ازقة لا مخرج معقول منها. وافقنا على الدخول الى حرب رموز غبية، يتميز بها اعدائنا بدلا من التركيز على الامر الاساس. نسينا أنه توجد قيود للقوة وانه يجب العمل بحكمة، بحساسية، في ظل معرفة الحقيقة وفهم القيود. 

أما عميرة هاس الكاتبة اليسارية ذات التوجهات اليسارية الفلسطينية والتي تقيم في رام الله وهي صحابة قلم مقروءة جدا ومن أكبر كتاب صحيفة هآرتس كتبت:

الاردنيون لا ينكرون أن العامل محمد جواودة (17 سنة)، قد هاجم زيف من الخلف بمفك. 

المواطنان الاردنيان اللذان كان يمكنهما تقديم شهادتهما حول الحادثة تم قتلهما.

ومن قتلهما عاد سليما الى البيت، وقد قال والد جواودة للصحافية لميس اندوني إن ابنه قام بالاتصال معه وأبلغه أن العمل قد انتهى وأنه سيعود الى البيت.

والرسومات التي تعيد تصوير الحادثة تشير الى أنه في مرحلة ما، بعد عملية الطعن، وقف جواودة وزيف، المصاب باصابة طفيفة، قبالة بعضهما. 

وأنا أجد صعوبة في تصديق أنه لم تكن هناك طريقة اخرى للسيطرة على الفتى، باستثناء قتله وقتل صاحب المبنى الدكتور بشار حمارنة.

رجل الأمن زيف هو نتاج الجهاز العسكري الامني الاسرائيلي، ففي العامين الاخيرين رأينا الجنود ورجال الشرطة والحراس الخاصين وهم يطلقون النار على الفتيات والنساء والفتيان الذين حملوا السكاكين، عندما لم يكن هناك خطر على الحياة، أو بعد أن قاموا بالطعن وأصيبوا، وأنه كان يمكن السيطرة عليهم بأيد فارغة.

خط الانتاج العسكري التعبوي يستخدم اربعة عناصر دائمة من اجل استنساخ الجنود.

العنصر الاول هو أن حياة العرب رخيصة في نظر الاسرائيليين، ليس فقط في المواجهات الفردية أو الجماعية، بل في الحياة اليومية ايضا، ضد اشخاص لديهم طموحات وأحلام وجذورهم مغروسة عميقا في ارضهم، اشخاص يقبعون تحت الاحتلال منذ خمسين سنة وهم مواطنون من الدرجة د استطاعوا النجاة من الطرد العرقي في العام 1948. 

والجنود مثلما هو كل اسرائيلي آخر، يتشربون هذا الاستخفاف من الواقع السيادي الذي نشأوا فيه.

بدوره وتحت عنوان "الجميع أرادوا الحل الوسط" في صحيفة "يسرائيل هوم" كتب آساف دافيد عن الأزمة بين عمان وتل أبيب على خلفية حادثة السفارة.

وقال دافيد "أول أمس توصلت اسرائيل والاردن الى صفقة بخصوص أزمتين تتعلقان بعلاقة الدولتين: الحادثة الصعبة في السفارة الاسرائيلية في عمان التي قتل فيها شاب اردني من اصل فلسطيني قام بمهاجمة رجل أمن اسرائيلي، والازمة في المسجد الاقصى، حيث أن الاردن هو الراعي لادارة المسجد الاقصى بناء على اتفاق السلام بينه وبين اسرائيل في العام 1994، وبناء على اتفاق رسمي بينه وبين السلطة الفلسطينية من العام 2013.

وقال "إن ما يحدث في الحرم بدأ في اشعال النار في المناطق وفي الاردن في الاسبوع الماضي. يمكن اعتبار هذه الصفقة، ليس فقط حلا سياسيا لازمة، بل خطوة تذكر بالطريقة التي يتم فيها حل الصراعات بين القبائل منذ مئات السنين. 

وتابع في مقاله "في اطار العطوة القبلية العربية التي تسبق الصلحة، يقوم ممثلو المتوفى وممثلو المعتدي باجراء المفاوضات حول حجم التعويض، والوسطاء من خلال مراسيم دقيقة يتحدثون مع عائلة القتيل ويقومون بتقليص حجم التعويض الكبير الى أن يصبح مبلغا منطقيا يمكن دفعه. واحيانا يذكرون اسم رئيس الدولة أو أحد من النخبة، ويطلبون باسمه تقليص المبلغ".

إلى ذلك قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، في مقال نشره أمس على موقع الصحيفة في الانترنت، "كعادته، نشر ديوان رئيس الوزراء شريط فيديو يظهر فيه نتنياهو متحادثا مع الحارس زيف، ولكن التجربة علمت، أنه مشكوك في ما إذا سيحقق نتنياهو نقاط لصالحه، بعد حل الأزمة سريعا، حتى وإن كان صحفيون، يسعون الى تبريد الأجواء (لصالح نتنياهو) بموجب ورقة رسائل للجمهور تسلموها من مكتب نتنياهو.

وتابع هارئيل كاتبا، إن إسرائيل هي التي أدخلت نفسها الى زاوية من دون مخرج، بقصد نصب الأبواب الالكترونية قبالة بوابات الاقصى. ثم انتقد تقلبات نتنياهو في رسائله للجمهور، مثل أن تجاهل توصيات الجيش والمخابرات بعدم نصب تلك الأبواب، و"الآن هم يخلون الأبواب ويقولون إن الأمر تم، ليس بموجب طلب أردني اطلاقا". واضاف، "هذه ليست المرّة الأولى التي يضطر فيها (نتنياهو) للتراجع، والخروج عن خطهم السياسي، الذي يفضل عرضه أمام جمهوره الخاص".

ونشرت صحيفة "هآرتس" على رأس موقعها الاخباري تحليلا للمحللة السياسية "رافيت هيخت" بعنوان كبير: "شكرا للملك عبد الله: فاليمين نفخ صدره، ثم اضطر للتراجع". وهاجم المحلل بحدة اليمين الإسرائيلي وقيادته بدءا من نتنياهو، وأسماهم أقزاما، لكونهم اتخذوا قرارات كان من شأنها أن تفجر الأوضاع أكثر، مثل وضع البوابات الالكترونية وغيرها.

وقالت هيخت، "إن كل أبو علي (المصطلح العربي يستخدمه بالعبرية)، من الوزراء، الذين يعرضون أنفسهم كمن يفهمون أكثر من جهاز المخبرات والجيش، بدأوا في البحث بأطراف عيونهم، مخرجا محترما لهم، أمام الواقع الضارب. والشكر للملك عبد الله الذي وضع انذارا، وأيضا الشكر للطاقة المنخفضة للفلسطينيين، التي لم تصمد لتتحول لانتفاضة".  

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)