طلبة نيوز- يوسف غيشان

في ذات اليوم الذي دفعت فيه القسط الأخير لسيارتي ، بعد 6 سنوات مضنية- وصارت هذه الجحشة الميكانيكية ملك يميني تماما بالحلال والزلال، في ذات اليوم قامت بلدية مادبا بتسيير  قلاب ممتلئ بالزفتة المعدة كيفما اتفق، وبدون مواصفات، مع بضعة عمال ومدحلة، بتحديد ووضع مطبات في الكثير من الشوارع في حارتنا وما حولها .
«ليس» كما يقولون، فالمقصد طيب وحسن ، وهو الحد من ظاهرة السرعة والتشفيط بالسيارات داخل الحارات الآمنة، مما يوقع الضحايا أحيانا. لكن التطبيق يشوبه الخلل والزلل في الكثير من النواحي ، وهذه ظاهرة عامة عربيا ، اقترفتها الأحزاب المعارضة والأنظمة ، وحتى الشعوب.
نرجع لموضوعنا، فحسب علمي المتواضع ، فإن المطبات ينبغي ان توضع ضمن شروط هندسية محددة، مع اشارات تحذيرية قبل الوصول للمطب ، وينبغي ان يتم تثبيتها قبل وضع المطب أصلا ، ناهيك عن اللافتات، ولولا  الصدفة وقلّة الحيل والحيلة ، لكانت البلدية وضعت لافتة تقول (لطفا خلفك مطب).
مجرد(جعابيل) من الزفته يتم دحلها في وسط الشارع،  وفردها على الجانبين باطوال مختلفة في ذات المطب ، فكيف بين المطبات. ويضطر المواطن الى الوقوف التام لعبور المطب بدون (قصعات)، وقد مشيت بسرعة  لا تقل عن ال10 كيلو بالساعة فضربت سيارتي – التي صارت ملكي – بالمطب .... وأتمنى ان لا تتم مخالفتي على ذلك.
لا اتحدث هنا عن بلدية مادبا بالذات، فقد تصرفت بشكل طبيعي، كما تتصرف البلديات الأخرى في المملكة ، فمن الطبيعي عندنا الإستهانة بالمواصفات والمقاييس، وتمشاية الأمور بأقل قدر من الجهد، ولو على حساب المواطنين ، وبالتأكيد فإن معظم القراء الأردنيين والعرب سيقولون ، هذا ما حصل ايضا في شارعنا وحينا وحارتنا وقريتنا وعاصمتنا.
المشكلة ان هذه الطريقة في العمل ، هي طريقة حكومية بالتمام والكمال ، وتتم تمشاية أمور الرعية بذات الطريقة – وذات الرئة- في الإقتصاد والسياسة والتعليم والثفافة ..وفي كل شئ..بلا استثناء.
وعلى سبيل تغيير جو النكد في المقال ، أود تذكيركم بالحادثة التي حصلت في  احدى المشاريع الأردنية قبل عقود. فقد تم تكليف ثلاثة عمال بمد الأنابيب الى عمان، كانت مهمة الأول الحفر ، والثاني تثبيت الأنبوب ولحمه بالأنبوب السابق ، والعامل الثالث تكفل بعملية طمر الأنبوب وإعادة التراب الى مكانه. وكان ان حصل العامل الثاني على اجازة ، فاستمر الأول في الحفر واستمر الثاني في الطمر .
اعزائي
بعد مرور هذه العقود التي قد تزيد عن  الأربعين قبل هذه الحادثة ...اسالكم بجدية مطلقة ...هل تغيّر شيء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟