TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جامعة العلوم و التكنولوجيا، خواطر على وقع الانجاز الكبير
10/09/2017 - 5:45am

الاستاذ الدكتور خالد السالم

ليست التصنيفات العالمية هدفا بحد ذاتها، ولا يجب ان تكون كذلك، و لكنها مؤشر يستفاد منه لمعرفة موقع الجامعة على الخارطة الأكاديمية العالمية بغية ادراك مواطن القوة و الضعف و الفرص المتاحة و العمل عليها من خلال المقارنة مع من كانت لهم سابقة في هذا المجال. شخصيا، ليس لدي ادنى شك ان معظم جامعاتنا تتوفر فيها الطاقات الكامنة لتزدهر و تتبوأ مواقع مرموقة عالميا.
و لا أحسب اني اجانب الصواب اذا قلت بأن معظم من كتبوا و ناقشوا شؤون التعليم العالي و الجامعات من كتابنا المحترمين من خارج الاطار الأكاديمي و احيانا من داخله، قلما تطرقوا لهذا الموضوع دون الاشارة الى انه (لا يوجد جامعة واحدة في الأردن ضمن قائمة أفضل 500 جامعة في العالم).
التصنيفات العالمية المعروفة للجامعات هي شنغهاي، التايمز، و QS. و هي تعتمد معايير تتشابه في جوانب و تختلف في اخرى، و لكن تركز جميعها على البحث العلمي و مخرجاته، بالاضافة الى التدريس و السمعة الاكاديمية و غيرها، فالمشكاة واحدة و ان تعددت الأسماء. وقد يطول النقاش في أيها أفضل و أيها أوسع انتشارا و ما الى ذلك، فكل ينتصر لقضيته. ولكن المؤكد انها جميعا تصنيفات عالمية معترف بها تصدرها هيئات دولية محترمة، شئنا أم ابينا.
ان ما انجزته جامعة الوطن، جامعة العلوم و التكنولوجيا الاردنية، بالدخول ضمن قائمة افضل 500 جامعة في العالم هو بلا شك انجاز وطني تاريخي يجب ان نفخر به جميعا، و هو انجاز تراكمي منذ تأسيس الجامعة (كما ورد في البيان الصحفي للجامعة و في اكثر من موقع) مرورا بكافة اداراتها و اعضاء هيئة التدريس فيها وان تفاوتت درجات المساهمة، انتهاء بيومنا هذا. و هو إنجاز لقطاع التعليم العالي في الاردن، بكل اطيافه، ساهم فيه الرواد الأوائل من مؤسسي التعليم العالي في الاردن ومن تلاهم، وتظهر ثماره الان. فكثير ممن عملوا في جامعة العلوم والتكنولوجيا سابقا يعملون الان في جامعات وطنية اخرى، و العكس صحيح. و كثير من الباحثين في الجامعة، ومنهم كاتب هذه السطور، يتعاونون بشكل شبه يومي مع باحثين في جامعات الوطن الاخرى. اذا فالجميع مشترك في هذا الشرف على حد سواء، وعلى الجميع ان يحتضن هذا الإنجاز و يتبناه. ولا تعني هذه التصنيفات بالضرورة ان جامعة أفضل من اخرى، وإنما هي مؤشرات فقط. والتحدي الأكبر للانجاز هو المحافظة عليه والانطلاق منه الى ما هو أفضل، وليس هذا بالأمر السهل كما لا يخفى على القارئ الكريم.

فرح الوطن وفرحت الجامعة و فرح المخلصون بهذا الانجاز الذي لن يضره غمز و لا لمز من قلة قليلة لا تكاد تذكر، ولا تكاد تبين. وتهنئة خالصة من القلب لقطاع التعليم العالي في الوطن، و العاملين فيه، والعاملين عليه.ومبروك لقائد الوطن، وللاردن هذا الانجاز الوطني. حفظ الله الأردن، و حفظ سيد البلاد جلالة الملك المعظم، وولي عهده الأمين.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)