TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جامعة الحسين التقنية خطوة في الاتجاه الصحيح
28/09/2017 - 12:00am

بقلم طارق زياد الناصر
قبل يومين حضرت ندوةً تعريفيةً عن جامعة الحسين التقنية التي أنشئت بقانون خاص وبمبادرةٍ من سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله لتحتضنها مؤسسة ولي العهد التي تعتبر حاضنة إبداعية وشبابية مميزة تمثل رؤية الملك للتنمية والإصلاح بجهد وطني تشاركي يقوده الأمير الشاب، ولست أبالغ إذ أقول إن مشروع الجامعة ابهرني في الكثير من جوانبه التي لا يمكن لباحث في الشأن العام أو عامل في السلك الأكاديمي أن يتجاهلها، وأولى هذه الجوانب الخروج من تقليدية القبول الموحد قبولًا وتناقسًا ومن التخصصات والخطط الدراسية دراسةً وتخريجًا، ففكرة استقطاب الطلبة الحاصلين على معدلات دون الثمانين وتأهيلهم ليكونوا مهندسين تقنيين أمر ذو عائد وطني كبير، خاصة أن أمامهم فرصة لاختيار تخصص هندسي دقيق يحتاجه سوق العمل ويتوافق مع رغباتهم وطموحهم، مع إمكانية استكمال الدراسة والحصول على شهادة البكالوريس في الهندسة إذا حصل على درجة تقييم تؤهله للانتقال من المسار التقني إلى الأكاديمي مع الإشارة إلى انه هناك اتصالات بين نقابة المهندسين والجامعة لاستحداث شعبة خاصة في النقابة للهندسة التقنية.
جانب أخر يتعلق بنظام السنوات في الدراسة حيث تحتوي السنة الأولى على برنامج تأهيلي عام يستطيع الطالب بعده اختيار التخصص الذي يريده دون خسارة ساعات دراسية، وربما ستتفوق الجامعة على نظيراتها الأردنيات في التقليل من سنوات الدراسة وإيجاد بيئة دراسية تحاكي العمل المؤسسي وتستفيد من وقت الطالب في بناء قدراته علميا ومهنيا من خلال ساعات دراسية مكثفة ومختبرات هندسية مجهزة تجهيزا عالي المستوى يتناسب مع ما يحتاجه الطالب في الجانب العملي لتطبيق ما يدرسه نظريا.
إن صناعة الفرص للعقل الأردني هي الهدف الظاهر لهذه الجامعة الجديدة، فالبدء باختصاصات الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والربط بين الجامعة وكبرى شركات القطاع الخاص على مستوى العالم في هذه المجالات يعني انك تدخل الجامعة لتتخرج موظفا في شركة تقدر قيمة المعرفة شريطة أن تتمتع بالإصرار والمثابرة والاهتمام وحب التعلم، وهي طريق واضح المعالم لتسويق الكفاءات الأردنية في أهم المجالات المهنية.
وتجدر الإشارة إلى أن المعايير الأكاديمية الاحترافية التي تحاكي النماذج العالمية للجامعات العريقة والتي تعمل بها الجامعة لم تجعلها تحتكر القبول على فئة دون أخرى بل منحت طلبة المحافظات خصومات خاصة ومنحا دراسية كاملة، وأولت أبناء العاملين في القوات المسلحة والتربية والتعليم ذات درجة الاهتمام بل وأعطتهم نسبا خاصة ضمن أعداد المقبولين لتعزيز البيئة الجامعية الايجابية والمتنوعة والتي تخدم معرفة الطلبة وتعزز ثقافتهم، وربما يكون ذلك نهجا يسمح للخريجين إفادة محافظاتهم من خلال انعكاس تجاربهم وخبراتهم على مجتمعاتهم المحلية.
إن المسيرة الهاشمية كانت ولا زالت تؤمن بأن الإنسان اغلي ما على الأرض الأردنية وان الأردنيين أهل عزم وعزيمة، ومضى الأردنيون في ارجاء العالم عقولا ناضجة وهمما مرفوعة وها هي جامعة الحسين التقنية تعزز الحضور الإبداعي لفرسان المستقبل ويحدونا الأمل أن يكون نجاح المرحلة الأولى فرصة للتوسع باتجاه تخصصات جديدة ترفد السوق الأردني والعالمي بخيرة الشباب الأردني وان يعمم نموذجها ليكون خطوة في إصلاح المؤسسات التعليمية الأردنية وتحسين مخرجاتها.
طارق زياد الناصر
قسم الصحافة – كلية الإعلام 
جامعة اليرموك
tareq@yu. edu. jo

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)