أ.د هاشم العزام / جامعة البلقاء التطبيقية

لم يمض عام على تسلم الرئيس الجديد لمهامه وبدأنا نلمس ونرى مجموعة من الاجراءات التي تم اتخاذها منذ لحظة البدء لتسلم الرئيس وهي كثيرة جدا تصب في مصلحة الجامعة والعاملين فيها, تنم عن وعي منفتح يتبلور مبكرا, ويفتح مسلكا جديدا في ادارة الجامعة من شأنه خلق واقع جديد يرتبط ارتباطا وثيقا بفكرة الانجاز والتطور والنهوض بالجامعة ,بعيدا عن الارتهان للبيرقراطية والبرستيج وعن الشو الاعلامي الذي وقع به غيره من المسؤولين, وفي الوقت نفسه مسلك بعيد كل البعد عن الارتجاف والارباك الذي يصنعه البعض او يحاول ,هذا الوعي كشف عن نوايا جادة في تصويب الاختلالات التي شابت المرحلة السابقة بما فيها من تباينات حادة وصارخة واماطة اللثام عنها من مثل الجور الذي طال بعض الكليات من توزيع عوائد الموازي على المدرسين, والتباينات المؤلمة في الية التعامل مع نظام الترقيات ,وتسمر بعض القيادات في مواقعهم لسنوات طويلة ,اسوق هذا على سبيل المثال للحصر, وقد بدأ ان موئل اهتمام الرئاسة الجديدة ينصب على معالجة هذه الاختلالات وايجاد وضعية مشتركة يتساوى فيها جميع اعضاء الهيئة التدريسية وكذلك الادارية, هذا الوعي ناتج عن فهم يهتم بتكريس تجربة جديدة تخدم قضايا العاملين في الجامعة على حد سواء , لذلك من المتوقع ان اي اصلاح سيواجه بالمقاومة ,لان الاصلاح يواجه عقلية مضادة ولانه في الوقت نفسه تهديد لمصالح شخصية ضيقة, لذلك يحاول التيار المعاكس للاصلاح ان يؤسس لثقافة الرفض, ويأخذ اتجاه الاصلاح والتفكير به الى مسارات اخرى من اجل تشتيت اهتمام المسؤول ومحاولة ارباكه واشغاله لسد الثغرات التي يخلقونها امامه, وكأنهم يؤسسون لحاله من التصادم ,لذلك فان سؤال مركزيا يقفز الى الذهن , اي فوائد سيجنيها هاؤلاء اذا ما قيست بمصلحة الوطن ولم هذا الهجوم الشرس على منظومة الاجراءات الاصلاحية التي تقوم بها رئاسة الجامعة ,والتي نراهن عليها في اخذ الجامعة الى الامام ,وهو يتحرك على ارض صلبة , ولقد مللنا الاستدلالات الهشة على النجاحات الوهمية ومحاولة ربطها بفضاءات اكاديمية هي ايضا غاية في الضعف و الهشاشة ,عندما ينغمس المرء في مصالحه الشخصية ولا ينظر الى الامور الا من زاوية الذات ,يفقد القدرة على ابصار خصوصية الرؤية الاصلاحية وغاياتها, ان تخوف البعض من ضياع هذه المواقع بما فيها من ابعاد سلطوية كما – هم يفهمون هذه المواقع – هو الذي حدا بالبعض منهم الى خلق نتوءات هنا وهناك ضنا منهم انهم يعيقون قطار الاصلاح والتطوير , في افق هذا الفهم للمواقف الادارية بدا يترءى ويبدو هذا جليا ان موقف الريبة هو المسيطر على اذهانهم .