TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جامعة البلقاء التطبيقية خطوة في الاتجاه الصحيح أ.د.محمّـــــد القضاة
02/01/2017 - 7:45am

  في خطوة جريئة قامت جامعة البلقاء التطبيقية في كسر النمطية التي تعيشها الجامعات الاردنية، وفي بادرة تعدّ لها لمناقشة دور هذه المؤسسة الوطنية في خدمة محافظة البلقاء خاصةً والأردن عامةً، مع نخبة من رجالات السلط الذين يعرف عنهم تعلقهم الشديد وحنينهم الاكيد لمدينتهم العريقة، ويأتي هذا اللقاء ليسجل بحروف جادة ومضيئة الإنجازات التي قامت بها الجامعة على مدار عشرين سنة، وهي حاضرة في المشهد الاكاديمي والعملي والمجتمعي، لا تأبه للظروف القاهرة، ولا تتوانى عن خدمة مجتمعها وإنسانها وطلبتها، في سوية متوازنة؛ اساسها الإبداع، وهدفها الإنجاز، ويحسُن بِنَا ان نقول لرجالات السلط: لقد ابدعتم بحضوركم وآرائكم ومشاركتكم في الاطلاع على تجربة الجامعة وتبادل المشورة مع جامعتكم الفتية جامعة البلقاء التطبيقية، ويسجل للجامعة احترامها وتقديرها لمجتمعها ومهنيتها في تقديم نفسها للمجتمع لتوضيح طموحاتها ورغبتها في تجاوز ازمتها المالية بالتجديد والهيكلة من خلال خطة علمية وعملية بدأتها في حوارها مع هذه النخبة المختارة تحت عنوان " الواقع والتحديات والرؤى المستقبلية لجامعة البلقاء التطبيقية" ، وهذا الحوار يضع طرفي المعادلة في ميزان تحمل المسؤولية الأكاديمية والمجتمعية لمعرفة التوجهات المستقبلية بوعي اكاديمي ومجتمعي جاد يعرف فيه كل طرف ما له وما عليه.  جاء هذا الحوار استكمالا لما بدأته هذه الجامعة من خطط طموحة ورغبة صادقة في تبني الأفكار الطموحة ورغبة المجتمع المحلي لأحداث نقلة نوعية في العلاقة بين الجامعة ومحيطها الاجتماعي.

   تم الأعلان في هذا الحوار عن رؤية جديدة ونوعية للجامعة هي: "جامعة تطبيقية رائدة علميا ومنافسة عالميا متميزة في البحث العلمي التطبيقية والابداع والابتكار والريادة لبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة" برسالة جديدة ونوعية هي :"تقديم تعليم تطبيقي وتقني عالي الجودة وتوفير بيئة منافسة حاضنة ومحفزة للابداع والابتكار والبحث والتطوير والريادة لتحقيق التنمية المستدامة". أعلنه رئيس الجامعة وبين فيه عن قيم تعمل الجامعة على تجذيرها هي "الحرية الاكاديمية والعدالة والنزاهة وسيادة القانون والشفافية والمساءلة والحيادية والتشاركية".أكد فيه أن الجامعة ستعمل خلال المدة القادمة على توفير مناخ اكاديمي متميز يحقق رؤية الجامعة ورسالتها للوصول الى الاعتماد الوطني والدولي وتحقيق الجودة الشاملة اكاديميا واداريا وماليا والتميز في البرامج التطبيقية التي تؤدي الى الشهرة الوطنية والشراكة مع الأطراف المعنية على المستوى الوطني والدولي وربط برامج الدراسات العليا مع الاحتياجات الوطنية، وربطها ببرامج دولية في جامعات ذات سمعة عالية، للوصول بالجامعة الى مستوى مقبول على الساحة العالمية، لكي تصبح الجامعة من اول الف جامعة عالمية خلال السنوات الخمس القادمة.

  إن هذا الطموح والرؤية المستقبلية للجامعة تؤكد أهمية العقل العلمي في قيادة الجامعات لتحقيق الأهداف العلمية والاكاديمية والوصول بها الى مستوى الطموح والتنافس الدولي مع الجامعات العالمية المشابهة، وما اعلنه الرئيس من خطط لتطوير الخطط الدراسية والتركيز على البحث العلمي والابتكار والريادة والاهتمام بالحاضنات التكنولوجية والابتعاث الى جامعات عالمية عريقة في تخصصات تحتاجها الجامعة واختيار القيادات الاكاديمية بناء على الكفاءة والانجاز وتنفذ التعليم التقني والاعلان عن هيكلة الجامعة ومسمياتها الوظيفية والتخلص من الوحدات الادارية الزائدة وتأهيل الهيئة الادارية والحوسبة الكاملة لعمليات الجامعة وضبط كامل للإنفاق في الجامعة، كلها تؤكد طموحا مشروعا للجامعة تحتاجه للاستمرار والبناء وتحقيق الجودة الحقيقية في المخرجات العلمية، وهي تتوافق مع رغبة ملكية حقيقية في ان تكون الجامعات القائد العلمي في الكفاءة والجدارة والعدالة والشفافية والعمل الميداني ومحاربة التطرّف والعنف بالوعي وتطبيق القانون وسيادته على الجميع .

  ما يسجل لهذا الحوار البنّاء بين رجالات السلط  والمسؤولين والحضور وادارة الجامعة تجاوزه سقف المألوف في العلاقة بين الجامعة ومحيطها المجتمعي، الذي أخذ على عاتقه ان يسهم بفاعلية في دعم الجامعة بطاقاته وعلاقاته وروؤيته وخبراته كلها في سبيل الارتقاء بالجامعة وطلبتها؛ اقول هذا حوار مهم في زمن التحديات الحقيقية التي تعيشها المنطقة والجامعات، والجامعات بحاجة لمثل هذه المبادرات المهمة التي  تعيد للجامعة علاقتها الطبيعية مع بيئتها المحلية ومكانتها، والجميع يعول على الجامعات في أخذ زمام المبادرة في الإبداع والابتكار والانجاز والجودة العلمية، وعلينا ان نثمن الوعي الحقيقي لدور المجتمع المحلي في تبني رؤية الجامعة وحمل رسالتها والدفاع عنها في المحافل الوطنية المتنوعة، خاصة ان مساحة هذه الجامعة تمتد على رقعة الوطن كله، وإن كان من تحية صادقة فهي للجامعة ممثلة برئيسها الجاد الدكتور عبدالله سرور الزعبي الذي يمتلك رؤية واضحة وطموحة للجامعة وهذا ماعهدناه فيه في صندوق دعم البحث العلمي، ولفريقه الاكاديمي من النواب والعمداء والطلبة، ولرئيسها السابق الدكتور نبيل شواقفه الذي لا ينسى فضله. وتحية خالصة من القلب لرجالات السلط وشيوخها ومجلس الأمناء على هذا التناغم الحار مع جامعتهم، وهي دعوة جادة لجامعاتنا الاردنية ان تتحرك في هذا الاتجاه لتجسير العلاقة بين المجتمعات المحلية والجامعات الاردنية المنتشرة في ارجاء الوطن كله، لكي يشعر كل طرف بأهميته ودوره في خدمة الاردن بوعي وبصيرة ذكية تصل بِنَا الى بر الأمان، وتصل بجامعاتنا الى المستويات العلمية والعالمية التي يجب الا تغيب عن بال أحد.

mohamadq2002@yahoo.com

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)