TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
جامعاتنا .. شبابنا..معقول الذي يجري ؟
26/12/2016 - 11:30pm

طلبة نيوز

جامعاتنا...مدارسنا...شبابنا...معقول الذي يجري ؟!
الاستاذ الدكتور هاشم الطويل – جامعة الحسين بن طلال

يقف المتابع مدهوشا وفي حيرة من أمره لما يشاهده من أحداث دامية في منطقتنا العربية ؛ لأن ما يجري يؤدي إلى الإحباط والألم، فالمجتمع مُتخن بنتائج الفقر، والبطالة، وغياب العدالة الاجتماعية، وينجم عن ذلك معاناة المواطن من الضغوط النفسية، (وتواهانه) من كل ما يسمع ويُشاهد ويُعايش، حتى بات المواطن (مسبقاً) يُجهز الكلمات (وبأنواع مختلفة) من الاحتجاجات الكلامية على القرارات الحكومية (التي ستصدر !) والمتعلقة بقوت يومه، فالسياسات المتبعة في رفع الأسعار، والتفنن بأنواع الضرائب، وسياسات الجباية(أحياناً)...يصطدم بها المواطن في الوقت الذي تتحدث به الجهات الرسمية المختصه، ووسائل الإعلام المختلفة عن المخالفات المالية والإدارية. وفي معظم أجهزة الدولة ينتشر (الفساد) ، دون التصدي له، بل يُترك هؤلاء(من وجهة نظر المواطن)، يمرحون ويسرحون بإغلاق الأدراج على تقارير ديوان المحاسبة(بلا محاسبة).
ان التغير الاجتماعي حاصل لا محالة، ولا يستطيع شعب أو حكومة الحيلولة دون حصوله، لكن بالطبع يمكن التخطيط المُسبق للتخفيف من نتائجه السلبية، وهذا يتطلب جهداً مشتركاً وتشاركياً في الوقت نفسه، ومن جميع مؤسسات المجتمع الرسمية وغير الرسمية، حتى لا تكون التغيرات النفسية، والنتائج العقلية، والأعمال السلوكية خارجة عن المالوف !، فالزيادة المضطردة بالجرائم وأنواعها (الوحشية)، وانتشار الأسلحة واستخدامها وبمختلف أصنافها، والتي تزداد يوماً بعد يوم في مجتمعنا الأردني، بات يُقلق الجميع، وهذا القلق يجب أن يدفعنا إلى الوقوف جدياً على الأسباب، والبحث عن الحلول حماية لمجتمعنا وعائلاتنا وأطفالنا.
ان معظم الجرائم التي نسمع عنها ونشاهدها أحياناً، تنحو نحو( الفضاعة )، وبتنا نخاف أن تصيبنا (ولنا في ذلك حق)، وما يُعطينا ذلك الحق أن جميع التحليلات الاجتماعية، والنفسية، والأمنية، دائماً ما تُشير إلى الأمراض النفسية والعقلية التي يرافقها حالات الانفصام والاكتئاب، والتي تحول الشخص المريض الى وحش بشري بلحظة، بحيث ينعكس مرضه على أقرب الناس عليه (عائلته)، وهنا يظهر التساؤل : هل علينا وفي ظل هذا التغير الاجتماعي تغيير مفاهيمنا في ما يتعلق بضرورة زيارة الطبيب النفسي !؟، وهل بناؤنا الاجتماعي (الفوقي والتحتي) جاهز ومجهز ومستعد لمثل هكذا تغير !، وقد أشار المختصون أكثر من مرة إلى نسب مُرعبة بمستويات تفشي هذه الأمراض في المجتمع، فماذا فعلنا !؟ سؤال يبقى مفتوحاً أمام الجميع وعلى وجه الخصوص أمام الجهات المسؤولة عن الحالة الصحية للمواطن الأردني.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)