طلبة نيوز:

رعى رئيس الجامعة الهاشمية الأستاذ الدكتور كمال الدين بني هاني، المحاضرة الثقافية التي ألقاها المفكر العربي الأستاذ الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة المصري الأسبق، ونظمتها دائرة العلاقات الثقافية والعامة بالجامعة ضمن موسومها الثقافي الدائم بالتعاون مع مؤسسة عبدالحميد شومان، وأدارها مساعد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور مصلح النجار.
وقال المفكر العربي الأستاذ الدكتور جابر عصفور في محاضرته أن المنطقة العربية تشهد تنافس عدة مشاريع ثقافية عربية والتي تتوزع ما بين مشروع الدولة المدنية، ومشروع الإسلام الوسطي المعتدل، ومشروع الدولة المدنية الليبرالية الغربية وفق النهج الأوروبي، ومشروع الاشتراكية الديمقراطية بالإضافة إلى فوضى العنف والتطرف، مبينا أن نجاح أي مشروع منها يعتمد على مدى قبول الجماهير له، ودرجة التعليم ونوعيته. وأكد أن الخروج من الأزمة الثقافية العربية يتم من خلال الانفتاح على الآخر دون تغييب الهوية الوطنية، وبالتعليم النوعي والشامل الذي لا يستثني أحداً.
وأضاف أن التعليم الجيد يسهم في محاربة الفكر المتطرف والمتعصب ويسهم في النهضة والتقدم، وقال: "كلما قدمنا تعليما "صحيا" أبعدنا شبابنا العربي عن التطرف والتعصب" وصرفناه إلى المستقبل والعلم، ووضعناه على طريق التقدم والنهضة. وأضاف إن الهوية الثقافية هي هوية نسبية فيها عناصر ثابتة ومتغيرة، ولا يكتمل وعيها بذاتها إلا إذا اكتمل وعيها بغيرها، فلا تبرز الهويات الثقافية إلى من خلال تفاعلها النشط مع الهويات الثقافية الأخرى.
وقال إن الهوية الثقافية لأي شعب هي هوية متغيرة بالضرورة‏,‏ لا تعرف الثبات ما ظل تاريخها يمر بمراحل من التحول والتغير اللذين ينتجان عن عوامل محلية وعالمية في آن، وأن الهوية ليست كيانا ثابتا‏,‏ منغلقا علي نفسه‏,‏ وإنما هي كيان فعال‏,‏ أي فاعل ومنفعل معا‏,‏ وأن هوية الشيء هي ما يميزه عن غيره‏,‏ ويجعله مختلفا عما عداه‏,‏ فالهوية هي الخصائص النوعية التي تحدد ثقافة عن غيرها‏,‏ وتجعلها تتمايز وتختلف بالقياس إلي بقية الثقافات.
وكان الدكتور عصفور قد بدأ محاضرته برسالة مفتوحة لطلبة الجامعة من خلال عرض سيرته الذاتية، واقتدائه بالأديب طه حسين عندما قرأ سيرته الذاتية في كتاب "الأيام" وتمثله سلوكه في السؤال الدائم لأنه مفتاح العلم، والبحث المستمر، ونهم القراءة، وتحدي كل ما يحول دون الطموح. ووجه الدكتور عصفور حديثه إلى الطلبة داعيا إياهم إلى :"البحث عن النموذج، والقدوة، والمُثل العُليا داخل الجامعة وخارجها التي تتحلى بالاستقامة، والنزاهة، والوطنية، والعلم".
وقدم الأستاذ الدكتور مصلح النجار مساعد رئيس الجامعة الدكتور عصفور قائلاً إن الدكتور جابر عصفور واسطةُ عِقدٍ بين الأكاديميين العرب، وعِلْقٌ نفيس بين المفكرين، ووريث سلالةٍ من النهضويين والتنويرين أَغْنَتْ الجامعاتِ العربية والثقافةَ العربية.
وأضاف أن: "الدكتور عصفور عَلَمٌ بين وجهاء الفكر التنويريّ، فهو ابن البيئة المصريةِ التي أنتجت طه حسين، وأحمد لطفي السيد، وعلي عبد الرازق، ومحمد عبده".
وقال الدكتور النجار في تقديمه إن "متحدّثُنا قد كتب مجموعة من التآليف لا يمكن للمتخصصين في الأدب العربيّ، وفي النظرية النقدية، وفي الفكرِ أن يتجاوزوها. فمنها ما كان في النظرية النقدية العربية القديمة، ومنها ما تناول الشعرَ العربيَّ الحديث، أو الرواية، أو الفكرَ والفكرَ التنويريّ، هذا فضلاً عن أنّه من البقيّة الباقية من سَدَنةِ العملِ الجامعيّ، صفوةِ الأساتيذ الشاملين، العارفين، الذين يتجاوزون حدود تخصّصهم، أربابِ الأصول، الذين يشكلّون مدارسَ ولهم مريدون، وتلاميذ، ولتلاميذهم امتدادات".
وفي نهاية المحاضرة قدم رئيس الجامعة درع الجامعة للدكتور جابر عصفور، كما قدم درع الجامعة إلى ممثل مؤسسة عبدالحميد شومان السيد مهند الرطروط.