طلبة نيوز:

من واشنطن - يبدو ان الادارة الامريكية الجديدة لم تحظ بأكثر من يومين من الراحة بعد خطاب ترامب امام الكونجرس والذي كان يامل الجمهوريون من خلاله بتهدئة الأجواء في واشنطن لإعادة تركيز جهودهم على اجندة ترامب الحافلة بالملفات الجدلية والتي يحتاج فيها توافقا بين الديمقراطيين والجمهوريين.

فبعد خطاب نال الإعجاب في العاصمة واشنطن بحضور مجلسي الشيوخ والنواب، نشرت صحيفتا النيويورك تايمز واليو اس توداي تقريرين مفادهما ان المزيد من كبار مستشاري ترامب قد التقوا فعلا بالسفير الروسي في واشنطن سيرجي كيسلاف ايفانوفيش.

من بين ابرز هؤلاء المسؤولين المدعي العام الامريكي وهو ارفع وأعلى رتبة عدلية تنفيذية في النظام السياسي الأمريكي، وايضاً زوج ابنة ترامب جاريد كوشنر وعدة مساعدين اخرين في فريق ترامب الرئاسي والوزاري، الامر الذي زاد من لهيب الجدل الدائر في واشنطن حول طبيعة هذه اللقاءات مع سفير الدولة التي ما زالت تعتبرها الدولة العميقة في واشنطن دولة غير صديقة.

المدعي العام الامريكي السيناتور جيف سيشنز والذي كان من ابرز وأول من دعموا ترشيح ترامب كان قد سئل اثناء جلسة التصويت على ترشيحه كمدعي عام ان كان قد التقى اي مسؤول روسي قبل او اثناء انتخابات الرئاسة الامريكية ولكنه نفى ذلك وهو تحت القسم، الامر الذي دعى عديد من قيادات الحزب الديمقراطي لدعوته اما لتحييد نفسه عن التحقيقات الخاصة بعلاقات روسيا بحملة ترامب الانتخابية او الاستقاله، سيشنز أعلن في البداية انه لم يلتقي اي مسؤول روسي ولكنه تراجع بعد ظهور اخبار تناقض روايته ثم أعلن تحت الضغوط بانه قد حيد نفسه عن اي تحقيق خاص بحملة ترامب،

في نفس الْيَوْمَ سئل ترامب ان كان يعتقد ان على سيشنز تحييد نفسه ولكن ترامب رد بانه لا يعتقد ذلك وان سيشنز لم يفعل اي خطأ لكن سيشنز حيد نفسه بعد ساعتين من تصريح الرئيس ترامب وهو ما يعطي انطباعا بعدم تنسيق المواقف بين كبار أعضاء الادارة والرئيس.

وسائل الاعلام الامريكية الكبرى ومنها سي ان ان والنيويورك تايمز ركزت في الأيام الاخيرة على طبيعة عمل السفير الروسي وعلى سر اللقاءات المتعددة له مع معظم مفاتيح الادارة الجديدة في واشنطن العام الماضي وفِي نفس الوقت تقريبا الذي أكدت فيه اجهزة الاستخبارات الامريكية بان روسيا تدخلت بشكل مباشر في عمليات قرصنة اجتماعات الحزب الديمقراطي وتسريب الإيميلات الخاصة بجون باديستا مدير حملة كلينتون آنذاك ومدير المخابرات الامريكية سابقا، وسائل الاعلام في واشنطن اشارت الى ان السفير الروسي مقرب من اجهزة التجسس الروسية ويعمل بإمرة بوتين بشكل مباشر لجمع المعلومات الخاصة بتحركات وتوجهات الادارة الجديدة.

ما زاد من حدة الضغط والتوتر في اجواء العاصمة واشنطن هو امتناع ترامب حتى اللحظة عن ابداء اي شدة في تعامله مع ما تسميه واشنطن تجاوزات الادارة الروسية وبوتين في عدة ملفات ومنها تهديداته لحلفاء واشنطن في أوكرانيا وجورجيا وتدخل روسيا في سوريا، حيث عبر ترامب في اكثر من مرة عن اعجابه ببوتين ورغبته في العمل معه، وهو امر غير تقليدي بالنسبة لرئيس أمريكي ويظهر ضعفا أمريكيا بحسب خبراء امام روسيا.

السفير الروسي والذي يبدو وانه فعلا التقى بالعديد من أعضاء فريق ترامب اثناء الاجتماع السنوي للحزب الجمهوري في أوهايو العام الماضي ما زال صامتا ولَم يرد على اي من تلك التقارير في وقت قالت قناة سي ان ان ان هذا الرجل قد التقى تقريبا معظم الشخصيات الهامة في ادارة ترامب العام الماضي اثناء ظهور تقارير استخباراتية أمريكية تؤكد ان بوتين هو من أعطى أمرا مباشرا بالتدخل في الانتخابات الامريكية لصالح ترامب ومحاولة زعزعة ثقة الناخبين بالنظام الانتخابي الامريكي. حتى الان تشهد واشنطن مزيدا من الغليان في قلب العاصمة واشنطن.

الْيَوْمَ وفِي اخر تطورات المشهد الامريكي المتوتر اتهم الرئيس ترامب سلفه اوباما بالتجسس عليه في برج ترامب قبل ليلة الانتخابات حيث كتب ترامب على حسابه في تويتر ان اوباما قد أعطى أمرا بزرع اجهزة تجسس في برج ترامب في نيويورك عشية الانتخابات وهو اخطر اتهام في تاريخ الرئاسات الامريكية ولَم يرد حتى لحظة هذا التقرير اي رد من اوباما.

التوتر في واشنطن مستمر خصوصا عشية الاتهامات المتكررة والمستمرة لترامب ضد اجهزة الاستخبارات والديمقراطيين والدولة العميقة والإعلام بالتآمر ضده وضد اجندته حيث وصل به الامر لاتهام الاعلام في امريكا بانه عدو الشعب الامريكي واتهم اجهزة الاستخبارات بتسريب وثائق أمن قومي. فلننتظر ونراقب تطورات المشهد المتلاحقة في واشنطن حيث ان المشهد ينبئ بمزيد من التطورات السياسية.