TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تعليم طبقي
19/03/2014 - 3:00am

طلبة نيوز-جمان مجلي

- ديمقراطية التعليم
- تطوير المناهج الدراسية
- تطوير أداء المعلمين
- مستوى تعليمي جيد في مناطق المملكة كافة
- إدخال التكنولوجيا ومواكبة وتطبيق معطيات العلم الحديث
وغير هذه الشعارات الكثير التي تم إطلاقها ولا تزال تطلق، والتعليم في وضع يؤسف له، مع وجود بعض الاستثناءات في ربوع الوطن، ولكنها لا ترضي طموح أمة تتطلع إلى التطور الحقيقي.
أقول هذا الكلام وفي ذهني مشهد حقيقي عشت تفاصيله؛ حيث التقى طالب من الصف الخامس الابتدائي في مدرسة حكومية من خارج العاصمة، مع طالب من الصف الخامس الابتدائي من مدرسة خاصة في عمان، جاء اللقاء بحكم القرابة، وكان المشهد والحوار بينهما غريباً فالقواسم المشتركة تكاد تكون معدومة باستثناء طفولة بريئة ترغب في المشاركة وتتطلع إلى نقاط الالتقاء، فما كان بينهما سوى اللعب بالكرة وصدى ضحكات تملأ الأفق مرحاً.
فارق واضح بين مدرستين سيخلق في المستقبل فرصاً ضئيلة أمام واحد، وفرصاً واسعة أمام الآخر، لا ذنب لهما في هذا الفرق، ذنبهما أن أهل أحدهما لا يملكون ما يكفي من المال، والآخر استطاع أهله أن يوفروا له مدرسة تقدم لطلابها مستوى متميزاً من العلم مستعينة بأحدث الوسائل التربوية وبمعلمين على كفاءة عالية.
ما ذنب الأول حتى لا يحصل على ما يستحقه من علم وتربية، كيف نتحدث عن ديمقراطية التعليم ونحن نعاني من كل هذه الفروق.
منذ الثمانينات من القرن الماضي والخطط توضع والمؤتمرات تعقد والتوصيات تعد، والجميع يدرك نقاط الضعف في المناهج التي لا تخضع للتطوير الدائم، والمعلم الذي يحتاج إلى دعم مادي ومعنوي وتدريبي.
إن التعليم ستكون مخرجاته إذا طبقناها على رسم بياني متباينة بشكل كبير، مما يخلق مجتمعاً طبقياً من نوع جديد، طبقية التعليم تقود إلى طبقية المناصب وبالتالي الطبقية المالية، مما يخلق أيضاً أحقاداً وإحباطاً وآمالاً ضائعة.إننا في وطن بحاجة إلى أن يحصل كل أبنائه على تعليم نوعي وأن تكون قضية التعليم على سلم أولوياتنا. الدستور كفل حق التعليم للجميع، وبالتأكيد فإن المشرعين قصدوا تعليماً ذا مستوى متطور، ولا يريدونه نصاً دستورياً نتباهى به شكلاً، وإنما أرادوه نصاً مفعلاً بمعنى الكلمة.
المهم أن كل المهتمين بالتربية والتعليم ومن على المنابر كافة يشخصون الحالة ويتغنون بتجارب اليابان وتركيا وماليزيا والصين وغيرها.
أنجز الطلاب الجامعيون مئات الأبحاث حول تطوير التعليم ولكن دون تنفيذ، فنحن عندما نحقق خطوة إلى الأمام نبقى متأخرين خطوات عن المطلوب.هذه الأفكار أسوقها من فرط حرصي وحبي لهذا الأردن الغالي ولأهله الطيبين، أصبحنا نتقن الكلام والتنظير ولا نعرف آلية التنفيذ وتحويل النظريات والتوصيات إلى خطة عمل واضحة قابلة للتطبيق والمساءلة.
العلم الحقيقي هو الذي يحفز العمل على تطوير الزراعة، ليعيد البسمة إلى حقولنا، ويبرعم بوادر صناعة تطوق جيد الوطن بالإنتاج، وينير الفكر الذي يضيء كل جوانب الحياة وفي كل المجالات.
مع كل الاحترام لمبادرات تبذر بذوراً واعدة هنا وهناك، لكن القضية تحتاج إلى نهضة شاملة يشارك فيها الوطن بكل أطيافه، وتكون الثقة في القائمين عليها هي العنوان.
ولنعلن للعالم قصة وطن انحاز للعلم وللتربية الصحيحة، وأعلنها ثورة بيضاء كما أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
لن ننجح إلا إذا كان واضحاً لدينا أن المصلحة الخاصة هي أولاً وأخيراً مصلحة وطنية عامة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)