TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تركيا تعتقل 235 كرديا بعد تفجيري اسطنبول
13/12/2016 - 6:15am

طلبة نيوز-

 اعتقلت السلطات التركية أكثر من مائتي عضو في أكبر حزب مؤيد للأكراد في البلاد وضربت أهدافا كردية في شمال العراق الاثنين، بعد تفجيري اسطنبول اللذين أعلنت مجموعة كردية متشددة مسؤوليتها عنهما.
وارتفعت حصيلة ضحايا تفجيري اسطنبول اللذين وقعا مساء السبت الماضي الى 44 قتيلا على الاقل، حسب حصيلة نشرتها وزارة الصحة ونقلتها وسائل الاعلام التركية، من بينهم 36 شرطي.
وأعلن الجيش التركي انه ضرب "عناصر منظمة إرهابية انفصالية" في اشارة إلى حزب العمال الكردستاني في منطقة الزاب بشمال العراق ودمر مقرها وكذلك ملاجئ ومواقع مسلحة.
واعتقل 235 شخصا في عمليات في 11 مدينة تركية واتهموا بالعمل لحساب حزب العمال الكردستاني أو نشر دعاية إعلامية للحزب بعضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب وزارة الداخلية.
ولم تكشف الوزارة عن عدد مسؤولي حزب الشعوب الديمقراطي الذين اعتقلوا، وحزب المناطق الديمقراطي الشقيق له، في مداهمات فجر أمس.
وبحسب ما اوردت وكالة الاناضول، تم توقيف عشرين من قيادات الحزب في اسطنبول، بينهم رئيسة فرع الحزب في المدينة أيسال غوزال، بينما اعتقل 17 آخرون في العاصمة انقرة بينهم مدير فرع الحزب هناك ابراهيم بينجي.
وجرت اعتقالات اخرى في اضنة ومرسين (جنوب) ومانيسا غرب تركيا بالاضافة الى اعتقالات في مدينة شانلي اورفا في جنوب شرق تركيا.
وتثير الاعتقالات مخاوف من احتمال تشديد انقرة لحملتها واتخاذ اجراءات انتقامية ضد سياسيين مؤيدين للقضية الكردية الذين يتهمون بعلاقتهم بحزب العمال الكردستاني- وهو ما ينفيه حزب الشعوب الديمقراطي.
وعقب الانباء عن الاعتقالات الجديدة دعت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل تركيا إلى ضمان ان تعمل "ضمن حكم القانون" وان تحترم مبدأ التكافؤ في الرد، في تصريحات من المرجح ان تثير غضب السلطات التركية.
وكانت مجموعة صقور حرية كردستان المتشددة القريبة من حزب العمال الكردستاني اعلنت الاحد مسؤوليتها عن الهجوم المزدوج في اسطنبول السبت.
وقالت المجموعة في بيان إن عنصرين في صقور حرية كردستان "نفذا بدقة عالية الهجوم المزدوج المتزامن (...) امام ستاد فودافون ارينا وحديقة ماشكا". واضافت ان "رفيقينا استشهدا في الهجومين".
واعلنت هذه المجموعة في السابق مسؤوليتها عن ثلاث هجمات هذا العام في اسطنبول وانقرة ادت الى مقتل 73 شخصا على الاقل.
عقب تفجيري اسطنبول توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بانه "سيحارب الارهاب حتى النهاية".
وتشهد مناطق جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية معارك شبه يومية بين قوات الامن ومسلحين اكراد اوقعت اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984.
ونفذ حزب العمال الكردستاني وصقور حرية كردستان العديد من الهجمات ضد قوات الامن في جنوب شرق البلاد ولكن ايضا في انقرة واسطنبول.
وتجددت المواجهات العسكرية بين حزب العمال الكردستاني والجيش التركي، قبل سنة بعد انهيار وقف هش لاطلاق النار بينهما. وأدى النزاع منذ اندلاعه في 1984 ألى مقتل أكثر من 40 ألف شخص.
وتعتبر واشنطن وانقرة وبروكسل حزب العمال الكردستاني منظمة "ارهابية".
وأمس عرض التلفزيون صورا لاردوغان وهو يزور موقع التفجيرين مع عدد من الوزراء. وشارك في وقت لاحق في جنازات عدد من ضباط الشرطة القتلى، بحسب ما ذكر مصور وكالة فرانس برس.
وفي وقت سابق زار عدد من الدبلوماسيين استاد بشيكتاش الذي شهد التفجير ووضعوا اكاليل من الزهور في المكان الذي تراكمت فيه الزهور التي وضعها العديدون.
وكان معظم قتلى التفجيرين من رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون الملعب.
ومساء السبت انفجرت سيارة بالقرب من ملعب فريق كرة القدم بشيكتاش في اسطنبول وبعد دقيقة فجر رجل نفسه قرب مجموعة من الشرطيين في متنزه مجاور.
وبشيكتاش هو اكثر نوادي كرة القدم شعبية في اسطنبول ويعرف مشجعوه بارائهم المعادية للمؤسسة. وكانوا جزءا كبيرا في تظاهرات 2013 ضد اردوغان الذي كان رئيسا للوزراء في حينه.
وتكريما للضحايا اعلن رئيس بلدية بشيكتاش مراد خازندار انه سيعاد تسمية منطقة "تلة بليز" حيث وقعت التفجيرات ليطلق عليها اسم "تلة الشهداء".
تعيش تركيا التي اعلنت حالة الطوارئ منذ منتصف تموز(يوليو) اثر انقلاب فاشل، في حالة تأهب قصوى بسبب ارتفاع مخاطر حدوث هجمات، خصوصا منذ تجدد النزاع الكردي في صيف 2015.
وصرح وزير الداخلية التركي سليمان سويلو "سننتقم عاجلا ام اجلا".
الا ان تصريحاته اثارت انتقادات في تركيا، وراى رئيس تحرير صحيفة "حرييت" مراد يتكينان في افتتاحية الصحيفة ان الحكومة التركية تفتقد "لاستراتيجية عميقة...غير الرد بعنف".
وحذر يتكين ايضا من امكانية استغلال الحكومة لكل هجوم "للمزيد من تشديد الاجراءات، الذي سيتحول الى المزيد من فرض القيود على الحريات ولكن لا يتمكن من وقف الأعمال الإرهابية".
وصرح جان ماركو الاستاذ في جامعة غرونوبل ومدير الابحاث في المعهد الفرنسي لدراسات الاناضول لوكالة فرانس برس ان مساعي الحكومة لتهدئة الرأي العام بعد الهجوم الاخير "يمكن ان تدفعها الى مزيد من القمع ضد حزب الشعوب الديمقراطي".
والشهر الماضي اعتقل عشرة من نواب الحزب في البرلمان من بينهم زعيما الحزب صلاح الدين دمرتاش وفيغن يوكسيكداغ، وينتظران محاكمتهما.
وصرح ايهان بيلغن المتحدث باسم الحزب في تغريده ان دمرتاش عانى من وعكة قلبية اثناء سجنه السبت.
واضاف "رغم ان دمرتاش معروف باصابته بمشاكل قلبية سابقة، الا انه محروم من الرعاية الصحية الضرورية".
وزعم الحزب انه اثناء عمليات الشرطة كتبت الشرطة على جدران مقر الحزب في اسطنبول بالدهان "اتينا ولم نجدكم هنا" اضافة الى الهلال ونجمة باللون الاسود.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)