TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تراجع مستوى الطلبة..اختبار «التيمس» نموذجاً
01/12/2016 - 3:00am

طلبة نيوز- الراي - عماد عبدالرحمن

أظهرت نتائج اختبار التميز الدولية لطلبة الصف الرابع والثامن في مادتي العلوم والرياضيات، المعروف باختبار « التيمس « الدولي، تراجعاً بمستوى طلبتنا بعشرين نقطة بين عامي 2011 و2015، وهي مسابقة عالمية اختيارية غير مفروضة في نظامنا التعليمي، نختار المشاركة فيها طوعا للتأكد من تحقيق الاهداف التربوية والتعليمية والحصول على مؤشرات وبيانات هامة، وتقييم أداء ومستوى الطلبة في المسارين المذكورين للحصول على مؤشرات تمكن المعنيين من وضع وبناء خطط الاصلاح.

التراجع في مستوى الطلبة في اي مادة مقررة، ممكن ووارد، وكلنا يذكر نتائج الدراسة المسحية الوطنية التي توصلت الى وجود نحو 130 الف طالب وطالبة لا يجيدون مهارات القراءة والكتابة والحساب، وقد يكون جزءا من هؤلاء الطلبة شارك في إختبارات «التيمس» وأثر سلبا على النتيجة الكلية لطلبتنا.

إذا، نحن امام حقائق وواقع يستدعي من كافة المعنيين بالعملية التربوية التنبه الى مثل هذه النتائج ووضع الحلول المناسبة، وأعتقد ان « الوزارة « قد بدأت بإجراءات كثيرة بهذا الخصوص، لرفع مستوى الطلبة ، وتحسين أداء المعلمين، واستعادة المستوى الحقيقي لطلبة الاردن، الذين أثبتوا تميزهم وعلو كعبهم في المسابقات الدولية ، وكان آخرها مسابقة الرياضيات الذهنية التي حقق فيها طلبتنا المركز الاول على العالم، بعد احتكار هندي للمسابقة على مدى عدة سنوات.

قد يكون تراجعنا في مسابقة « التيمس» الدولية، ليس بسبب ضعف الطلبة، لكن الدول الاخرى تنبهت الى اهمية مثل هذه المسابقات ، فوضعت خططاً للنهوض بمستوى طلبتها، فعملت على تأهيل معلميها والارتقاء بتدريبهم قبل الدخول الى الخدمة، وطورت مناهجها التعليمية، ووفرت التعليم المبكر والنوعي لطلبتها، وتحسين البنى التحتية للمدارس، فتقدمت في مثل هذه المسابقات لتنافس على المراكز المتقدمة.

وحتى لا نضيع الوقت، ونخرج من دائرة نقد الذات بتراجع مستوى التعليم في الاردن والعالم العربي، وهذه نتيجة طبيعية نظرا للواقع المزري الذي تمر به الدول العربية منذ عدة سنوات، قد يكون من المفيد اقتراح حلول عملية تساعد في تحسين مستوى الطلبة خصوصا في الرياضيات واللغة والسلوك، فما المانع من إدراج مادة الرياضيات الذهنية بمدارس وزارة التربية، ولماذا لا تعمم تجربة اشراك مراكز اللغات في القطاع الخاص بالعملية التربوية، مع تحمل الاهالي جزءا من الكلف، وما المانع من تخصيص حصة سلوك اسبوعية للنقاش الحر يكلف بها اخصائيون اجتماعيون بالخدمة او خارجها، لتقويم سلوكيات الطلبة وتحسين مستوى تفكيرهم والنهوض به. اعترافنا بوجود المشكلة جزء اساسي من الحل، والحلول ليست صعبة، فالدول التي صُدمتْ سابقا بنتائجها، تمكنت من تحقيق تقدم الان، وأحدثت التغيير الايجابي المنشود، وحولت التحدي الى فرص، ونحن لدينا الامكانية للعودة الى مراكزنا المتقدمة التي نستحق، لكن ذلك يحتاج الى تطوير انظمتنا التعليمية بشكل شمولي، ومعالجة نقاط الضعف التي تظهر في مثل هذه الاختبارات، والنهوض بالمعلم ورفع سويته المهنية والعلمية، وهذا جهد مشترك يقع على عاتق جميع الاطراف.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)