TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تداعيات الأزمة الخليجية على الأردن
13/06/2017 - 4:00am

طلبة نيوز-

*فهد الخيطان

يُخشى أن صادرات الأردن الزراعية في طريقها لتلقي خسارة جديدة بعد الحصار الذي فرضته دول خليجية على قطر، وتم بموجبه إغلاق المعبر البري الوحيد الذي يربط بين قطر والسعودية.
حسب تقديرات جهات رسمية ستنخفض الصادرات الأردنية من الخضراوات والفواكه إلى قطر بنسبة 80 %. وبالأمس عادت البرادات المحملة بالخضار الأردنية أدراجها من السعودية بعد أن علقت لأيام على المعبر المغلق.
كانت أزمة مماثلة مع العراق قد ألقت بظلالها على هذا القطاع منذ فترة طويلة، مادفع إلى البحث عن طرق التفافية طويلة للوصول إلى العراق وبكلف إضافية، أدت في نهاية المطاف إلى انخفاض ملموس في الكميات المصدرة للعراق.
ولاتفيد المؤشرات المتوفرة حاليا بنهاية قريبة للأزمة الخليجية، على العكس من ذلك هناك انطباع لدى الجميع بأن الأزمة ستطول، بعد أن دخل الطرفان بأزمة عضّ أصابع ستخلّف خسائر اقتصادية وتبعات إنسانية كبيرة على كل الأطراف.
لقد راهنت الدول الخليجية الثلاث على العامل الاقتصادي لإجبار قطر على الرضوخ، لكن الأخيرة وجدت في الحليفين التركي والإيراني بديلا يمنحها هامش المناورة والإفلات من الضغوط والحصار.
رغم ذلك يبدو أن قطر ستواجه متاعب مالية واقتصادية، إذ يواجه الريال القطري ضغوطا متزايدة مع تسجيل نقص في المعروض من العملات الأجنبية في السوق، وتكبد خطوطها الجوية "قطر للطيران" خسائر كبيرة بسبب إغلاق المجال الجوي أمام رحلاتها.
إغلاق المعبر الحدودي سيضر كثيرا بحركة المسافرين برا، خاصة المغتربين العرب في دولة قطر الذين يتحضرون في مثل هذا الوقت لقضاء إجازتهم الصيفية في بلدانهم.
تقدر مصادر رسمية عدد الأردنيين في دولة قطر بنحو 48 ألف أردني، عادة ما يلجأ معظمهم إلى التوجه بسياراتهم الخاصة برا عبر الأراضي السعودية في رحلتهم لقضاء الإجازة بين الأهل في الأردن.
هذا الخيار بات معدوما في الوقت الحالي، ومن يفكر بالمجيء إلى عمان عليه أن يدفع مبلغا ليس هينا ثمنا لتذاكر الطيران، مع خيارات محدودة للتنقل داخل الأردن. ويشمل هذا بالطبع المواطنين القطريين الذين يرغبون بقضاء إجازتهم في الأردن.
بالنسبة لعائلة مكونة من أربعة أشخاص سيكون مثل هذا الخيار مكلفا، ومحفوفا بالمخاطر أيضا، إذ لايمكن التنبؤ بالتطورات في الأسابيع المقبلة، وما إذا كان الحصار الجوي على قطر سيتوسع، فيفقد الآلاف فرصة العودة إلى أعمالهم في قطر.
ومن غير المستبعد في حال استمرت الأزمة الخليجية أن تضطر القطاعات الاقتصادية في قطر إلى تسريح موظفيها من مختلف الجنسيات، وعندها سنواجه مشكلة جديدة تتمثل بعودة المغتربين وما يعنيه ذلك من زيادة في معدلات البطالة المرتفعة أصلا، وتراجع تحويلات المغتربين.
على المدى البعيد قد تؤدي الأزمة في البيت الخليجي إلى انهيار منظومة مجلس التعاون، وارتفاع مخاطر عدم الاستقرار في أكثر من دولة خليجية، مع احتدام حالة الاستقطاب التي اتخذت في الأسبوع الأخير طابعا عسكريا.
الأردن في وضع لايحسد عليه؛ عالق بين أزمات الأشقاء ومتاعب إقليمية لا ذنب له فيها.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)