TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
تأملات ومقترحات لإصلاح التعليم في الأردن
09/12/2017 - 5:30pm

إن مهمة الكاتب والباحث والمفكر والفيلسوف، أن يثير المشاكل ويقدم الأسئلة، ويصدم الساهين، ويفيق النائمين، ليكتشفوا حجم الخديعة التي يعيشونها، سواء كانت سياسية، أو اجتماعية او تربوية او غيرها. ليس مطلوباً من الباحثين ان يقدموا الحلول، فالحلول مهمة الجميع، وبمشاركة الجميع، ولهذا فإن كل باحث في الدنيا ينهي بحثه بمجموعة من الاسئلة الحافزة والمثيرة. فالحقيقة هي سلسلة متواصلة، تحتل الاسئلة فيها مكاناً يفوق الاجوبة.
ويتلقي كاتب هذا المقال اعتراضات أو تمنيات - حسب توجهات مرسليها- يطالبون فيها بالحلول، وملء الكأس الفارغ نصفه، بدلاً من التوقف عند النصف الآخر!
وألخص الاعتراضات والتمنيات بما يأتي:
1 - أن ما تكتبه عن المناهج ممول غربياً من اعداء الامة والدين، وكأن ديننا بحاجة الى اعداء خارجيين، وكأن مناهجنا تحوي تراثنا وخلاصة فكر علمائنا، وكبار أئمة الأمة. علماً بأنني لم اجد في المناهج كثيراً عن علماء مثل الرازي وابن سينا وابن رشد، وعن مفكر كابن عربي وابي العلاء المعري، وحتى عن شعراء مثل عرار - وبالمناسبة- عرار مفكر ومصلح وفيلسوف.
كما يتساءل معترضون: اذا كان "داعش" هو صنيعة المناهج، فمن صنع "دواعش" اوروبا؟
لست هنا بصدد مناقشة المعترضين، لكنني أضع آراءهم آمامكم، لأنتقل منها الى ما يمكن عمله من إصلاح تربوي. ويبقى سؤالي، أنه حين نهاجم الفكر الداعشي في مناهجنا -وهو كثير وغير معقول- لماذا يغضب كثير من المسلمين؟
2 - اما تمنيات الزملاء والأصدقاء -وربما المؤيدين- فتتركز على ضرورة تقديم الحلول. وحين قدمنا لهم منهجا لبنانياً ادركوا حجم تخلف مناهجنا، وطالبوا بوضع وجهة نظر اصلاحية!
وهنا اكرر، هل من مسؤوليات المفكر او الكاتب او الباحث وضع الحلول؟
سأحاول وضع تصور واطار للاصلاح التعليمي، لا بصفتي كاتباً، لكن لان لدي من الخبرة التربوية في وزارة التربية وخارجها، ما جعلني افهم كيف تفكر الوزارة، وما الذي لا يمكنها قبوله!! وما الخطوط الحمراء والسوداء التي تضعها امام من يفكر، حتى من بين منتسبيها، علماً بأن اللجنة الملكية لتطوير التعليم، المشكلة في تشرين الثاني "نوفمبر" 2007 قدمت تقريراً شاملاً لم ينظر اليه احد.
وقبل الدخول في خطتي للاصلاح، اقدم فكرة عما يجري في عالمنا، واختار مثالين مختلفين من الولايات المتحدة والصين، متجاوزاً العالم العربي، لأنني سبق أن قدمت منهجاً لبنانيا متميزاً في اجراءاته ومضمونه وتفاعلاته ونتائج طلابه!
* في الولايات المتحدة:
اعلن وزير التربية "آرن دنكان" في 2011 ان النظام التعليمي مطالب بتزويد الخريجين بالمهارات الضرورية للنجاح في العمل، وهي مهارات تعتمد على المنطق والمحاكمة العقلية والتفكير الناقد، لتكون الولايات المتحدة قادرة على البقاء في سوق المنافسة العالمي.
وكانت صرخة الوزير نتيجة لصرخات ارباب العمل في 2008، حول القطيعة بين ما يتطلع اليه ارباب العمل ومهارات العاملين المطلوبة، وهي مهارات التفكير الناقد، وحل المشكلات والمشاركة والابداع والتواصل الفعال- لاحظوا انها مهارات تتعلق ببناء الذات الفردية او الشخصية- لابناء هوية فرعية او عامة.
نعم! ما تقدمه مدارس الولايات المتحدة -ومدارسنا- هو تعلم يفتقر الى الالهام والابداع. تعلم منفعل لا فاعل. خطط وبرامج ومشاريع تركز علي الاعداد للامتحان! وأي امتحان! فلا مهارات اقتصاد معرفة، ولا حتى معرفة ذات معنى!
لقد اعد طلابنا للعمل في ميادين آخذة بالتلاشي والاختفاء من سوق العمل والاقتصاد، فماذا يفعل طالب اردني بما حفظه عن اقوال وحلول ابتكرها اجدادنا قبل الف سنة على الاقل؟ وعبر عصور من تقلب الاحوال ومعاداة تفعيل العقل والحروب الاهلية والمذهبية.
صدقت الولايات المتحدة بنتاجات طلابها في الامتحانات الدولية، وكذلك نحن! وبالمناسبة قال احدهم، واتمنى ان يكون غير دقيق: تعطينا الوزارة او جهات ذات صلة الاسئلة والاجابات عما سيأتي في الاختبارات الدولية لكي يقال: تحسن اداء طلابنا!
ومرة اخرى، فإن الولايات المتحدة ادركت -كأي انسان عاقل- ان الاصلاحات التربوية، وما لم تركز على هدف ثابت غير متحرك، فان اصلاحاتها - واصلاحاتنا ايضا- ستراوح مكانها، وتناقض بعضها. وعلى مسؤولي التربية ان يدركوا حجم المنافسة: فالخليج يتقدم بسرعة، وقد نستورد منهم البرامج والافكار في وقت قريب، ونحن ما نزال نتغنى بمن وضعوا حلولاً لمشكلاتنا قبل مئات السنين!
والعالم يشتد منافسة، وتونس تسبقنا، وطلاب الامارات وخاصة دبي يتفوقون علينا. هذا اضافة الى ان الفكر الداعشي يزداد صلابة في مناهجنا.
* الصين:
بدأت الصين مشروعها للاصلاح التربوي العام 2001 بتقديم نظرة شاملة لاهداف المناهج ومحتواها، واحداث نقلة في فلسفة التربية، ومحاربة النموذج الصيني التقليدي في التكرار والحفظ والكتب المقررة، والانتقال الى تنمية الفردية والتعبير الذاتي ومهارات التقصي والتفكير المبدع.
فالهدف كان نقل التعليم من المسايرة الى المغايرة، او من الهوية الى الذات، وتشجيع اللامركزية والاستقلال في القرار، والانتقال من "التوجه الامتحاني" الى التوجه النوعي. وبذلك كانت شنغهاي نموذجاً للاصلاح التربوي، حيث وصل طلابها لمراكز متقدمة في الامتحانات الدولية.
ونحن في الاردن -قياساً- نحاول الرجوع عن التوجه النوعي في التعليم الى التوجه الامتحاني. فالمنهج عبارة عن مواد دراسية زاخرة بمعلومات، يرضى عنها المؤلفون لا المجتمع ولا الطلاب. والامتحانات هدف وركيزة للتعليم يرضى عنها الوزير فقط.
وماذا عن الاصلاح التربوي في الأردن؟
1 - تم منذ السبعينيات عقد سلسلة من المؤتمرات التربوية التجميلية والاستعراضية، لم تقدم في اي منها ورقة عمل بحثية او علمية تساعد الوزارة في التقدم خطوة. كما تم تشكيل عدة لجان لتطوير التعليم، مارست عملها سلباً او ايجاباً -لا ندري- لأن من شكلها لم يطلب تقريرها. وقد اطلعت على تقرير اللجنة الملكية لتطوير التعليم، وفيه افكار متميزة، وجهد واضح، لكن مع الاسف مر عليها الزمن، فتقادمت، ومر عليها الإهمال، فلم يلتفت اليها احد من المسؤولين. ومن العجب انه تم تشكيل لجنة او هيئة جديدة لتنمية الموارد البشرية، لتضاف الى المركز الوطني لتنمية الموارد البشرية، فهل ستلقى هذه اللجنة ما لقيته لجنة مروان كمال؟
2 - ولم تنس عمليات إصلاح التعليم في الاردن إنشاء هيئات ومراكز لتدريب المعلمين، فأنشات مراكز لتدريب المعلمين، واقيمت جوائز لهم، ولو سألنا معلماً عما تلقاه لكانت المفاجأة!
انهم يدربون المعلمين في الاردن على: كيف نمكّن الطلاب من حفظ المعلومات. ويعتمدون على كتاب "علّم بثقة..49 اسلوباً تضع الطالب على طريق النجاح"، من تأليف "دوغ ليموف"، وهي استراتجييات تلقينية مثل: - يجب عمله. - الصوت القوي. - كرر العمل. - احرص على التفاصيل. - اشرح كل شيء. - لكل دقيقة قيمة. - كلمة بكلمة. - من البسيط الى المعقد. - أقصر الطرق.. الخ.
وهذه امثلة واضحة على انهم يعتمدون فلسفة "المعلم الملقن"، فهم بالتأكيد سمعوا بالتعليم الإبداعي، وتعليم التفكير، لكنهم لم يسمعوا بـ"معلم الدقائق الخمس"، الذي يقدمه للمجتمع العربي المفكر. د. بلال الجيوس.
افكار وخطوات إصلاحية
1 - تبدأ الخطوات الاصلاحية المقترحة بعمليات اصلاح سريعة وعاجلة، تفرض ازالة كل الثقافات التي خرجت عن سياقها، وعدم السماح ببقائها لحظة واحدة. وسبق ان اشرت اليها انا وغيري، حيث لا يتوجب على مناهج مدرسية التحدث عن الهويات الفرعية، ومهاجمة العلوم الحديثة، وربط العلوم بالدين، وتفعيل اهمية حقوق الانسان، والنظرة المختلفة للمرأة وغير ذلك. وهذه الخطوة تتطلب اعتراف وزارة التربية بهذه الاخطاء.
هي قضايا لم يكن معالي الوزير الحالي مسؤولاً عنها، ولكن مع صدور الكتب المدرسية الجديدة هذا العام، فقد بات يتحمل المسؤولية المباشرة عن عمل غير صحيح، اضافة للمسؤولية الاخلاقية عما فعلته اجهزة الوزارة.
2- التغيير في معدي الكتب الجديدة، التي لم يستطع اي مراقب او معلم، ان يجد مبرراً لها، او حكمة منها، ويشمل ذلك الاشخاص الذين لا يمتلكون افقاً تربوياً، ممن تم حشدهم في لجان التربية ومجالسها.
فالتربية والتعليم هي للوطن، ولا يجوز حشر الوطن كله داخل قوقعة فئة، وليتذكر الجميع ما حدث حين حاول الاخوان المسلمون في مصر، حشر كل مصر في عباءتهم!
هذان شرطان لخلق بيئة تعليمية تربوية وطنية ملائمة، والتي يمكن ان تسمح بالحديث عن برنامج اصلاح وطني للتعليم، وامتلاك الرغبة والارادة لاصلاحه. واذكر معالي الوزير للمرة الثالثة، بأن ابرز وزراء التربية جاءوا من خارجها، وهم:
مضر بدران وقد صار رئيساً، د. عبد السلام المجالي وقد صار رئيساً،
وعبد الرؤوف الروابدة وقد صار رئيساً. هؤلاء ادخلوا اصلاحات مفصلية.
برنامج اصلاح مقترح: خطوات إجرائية
1 - يتطلب الاصلاح التربوي، وجود رؤيا للوزارة ورؤيا للوزير، وانسجامهما معاً. فما الذي تريده الوزارة؟ وما الذي تؤمن به؟ وما نظرتها الى التعليم؟ الى المجتمع؟ الطالب؟ المعلم؟
فالاصلاح التربوي يتطلب فكراً وفلسفة، ومن هنا نبدأ. ولا بد من الاجابة عن الاسئلة المفتاحية مثل:
اولا: هل المادة الدراسية والمعلومات هدف نهائي، ام وسيلة لاهداف تربوية وشخصية؟ تقود الاجابة عن هذا السؤال الى:
- التلقين والشرح، ام التفكير والإبداع؟
- التوجه الامتحاني ام التوجه النوعي؟
- اجترار المعرفة ام إنتاج المعرفة؟
ثانيا: هل الطالب مسؤول عن تعلمه؟ وهل يرتبط تعلمه بما يبذله من جهد ام بما يملكه من امكانات؟
فالتربية الصينية -كونفوشيوس- تربط بين النجاح والجهد والدافعية. والتربية الاميركية ترجع النجاح الى الموهبة والقدرة! فما فلسفتنا نحن؟
تؤمن الفلسفة الكونفوشية بالجهد والمثابرة ودور المعلم الجيد، والبيئة الجيدة ومشاركة الاهل. اين نحن من هذا؟
2 - المناهج المدرسية:
هناك اجماع بين المربين على فكرتين هما: - المناهج كثيفة، وتتطلب وقتا طويلاً. - المناهج لا ترتبط بحاجات الطلاب ولذلك يتعاملون معها بصعوبة.
تحاول الصين مثلاً، التخفيف من كثافة المناهج، وتمكين المعلمين من اتخاذ قرارات جريئة بشأنها، وتشجيع المرونة في تنفيذها، والغاء فكرة ان دورها هو اعداد الطلاب للامتحانات. بينما بدأت الولايات المتحدة بالتركيز على المساءلة والتقويم.
واين نحن؟
هناك أسئلة كثيرة في بناء المناهج:
اولا: هل تترك لوزارة التربية؟ علماً بأن التربية أكثر أهمية من ان تترك للتربويين وحدهم! فكيف تترك لموظفين؟
- هل المناهج مسؤولة عن بناء الشخصية ام بناء الهوية؟ ولماذا لا تتوجه الى بناء الشخصية المفكرة الناقدة، القادرة على الاختيار بدلاً من إلزامهم بهوية فيها تفاصيل عديدة غير ملائمة اذا انتزعت من سياقها القديم.
ثانيا: هل النصوص فتاوى وآراء دينية، وتفسيرات دينية- كلها مقدسة؟ أم علينا ان نفصل بين تحليل النص وبين قدسيته وهل نقبل النص الآتي: كل العلوم عدا القرآن باطلة!! او الاستخارة منهج علمي!!
ان المناهج المدرسية مطالبة باختيار نصوص تراثية، وهي عديدة جداً، تركز على الحب والعاطفة والسلام وحقوق الانسان والكرامة والمواطنة. فلماذا الإصرار على غير ذلك؟
ولماذا تتحدث المناهج عن سبي النساء، والأموال، وتعذيب أبناء الصف الخامس إذا لم يدفعوا الزكاة!
ثالثا: هل المنهج يشمل الفلسفة والمنطق والجمال والحضارة والفكر والأديان؟
ان كل من تحدث عن التعليم -عدا وزارة التربية- اشار لضرورة تركيز المنهج المدرسي على هذه الأفكار، بغرض تفتيح عقل الطالب ليرى التنوع المحلي والعربي والإقليمي والعالمي. وقد طالبت بهذا اللجنة الملكية لإصلاح التعليم، ولم تلق اي استجابة!
رابعا: والسؤال التقليدي: هل نريد التوجه الامتحاني ام النوعي؟
إننا نتوجه امتحانياً. وإصلاحاتنا امتحانية بامتياز. زيادة عدد الامتحانات المدرسية والعامة، وزيادة الراسبين. ففي ظل غياب الفلسفة والرؤيا تتضارب الأمور.
3 - المعلم والتعليم:
وتثار اسئلة لم يجب عنها أحد:
اولا: هل التعليم وظيفة ام مهنة؟ ان كل السلوكات الرسمية وغير الرسمية تؤكد ان التعليم لم يرتق الى مستوى المهنة، ولذلك لا ناظم لممارسات المعلمين، ولا الوزارة ولا الأهل.
ثانيا: هل يتمتع المعلم بالتوازن الفكري والذكاء العاطفي؟ ان ظروف اختيار المعلمين، وظروف عملهم، لا تنتج معلماً متوازناً. فما الذي يمكن عمله؟
ثالثا: هل المعلم راض عن عمله؟ إن عدداً من الدراسات والملاحظات يعكس عدم أو قلة رضا المعلم. وان ما يكتبه المعلمون عن مشكلاتهم في وسائل الاعلام يعكس توتراً وتذمراً.
رابعا: وماذا عن برامج إعداد المعلمين وتدريبهم؟ سبق أن اشرت الى ان الجامعات بأوضاعها الحالية لا توفر من يستطيع إعداد معلمين، وان مراكز تدريب المعلمين الراقية والرسمية تقوم بأعمال سطحية ومظهرية.
المطلوب من الوزارة أو المجتمع:
- أن تحدد متطلبات مسبقة لمن يلتحق بالتعليم، مثل خلفيته التربوية الثقافية والعلمية والاجتماعية، وان تضع برنامجاً لتطوير ثقافات المعلمين وتوجهاتهم التربوية.
- ان ننظر في مواصفات المعلم الفعال من خلال: * إسهامه في تطوير ادوات التعليم. * قدرته على النمو من خلال مجتمع متعلم. * السلوكات والأخلاقيات المهنية. * التميز في التدريس.
وعلينا أن نربط بين جوائز التعليم وبين هذه المواصفات بعيداً عن المظهرية والتحيز، وتشكيل لجان لا علاقة لها بالموضوع أو لم يعرف اعضاؤها التميز يوماً.
- أن نربط بين برامج التدريب وبين حاجاته وهذا يتطلب سياسة تدريبية جديدة بعيداً عن الاسماء الكبيرة من اكاديميات وجامعات مظهرية.
- ان تمارس الوزارة سياسة ضمان تعلم الطلاب بدلاً من تعليم الطلاب، وهذا يتطلب مساءلة كل معلم وكل مدرسة عن كل طالب لم يحقق تقدماً في تعلمه، وأن تتحمل المدرسة والمعلم مسؤولية أي خلل في الإدارة الصفية، بدلاً من تحميله للطالب.
إن تحقيق الإصلاحات التربوية المطلوبة باختصار يمكن عرضها بالخطوات الإجرائية الآتية:
1 - تهيئة بيئة الإصلاح، من خلال إزاحة الأفكار والنصوص العابرة للأزمان، وغير الملائمة للزمان الحالي وللمتغيرات الثقافية المحلية والدولية، باعتبارها من حوافز التطرف الفكري.
- الايمان بأن التربية عملية وطنية تهم الجميع من تيارات فكرية واجتماعية وفنية وسياسية وغيرها.
- الايمان بأن التربية عملية بناء الشخصية والهوية الجامعة والتي تتسم باحترام الآخر والمواطنة.
- التمسك بإرادة الاصلاح، فلا أحد يقف ضد الاصلاح كمبدأ وقد نختلف في الفروع، لكن التربية هي للأفكار الجامعة.
2 - تشكيل لجان لفحص فرعيات أو مدخلات العملية التربوية من حيث: - نوعية المنهج وفلسفته. - النظرة الى الطالب. - تطوير مهنة التعليم. - تطوير فلسفة التعليم. - تطوير مكانة المعلم. - دور نقابة المعلمين.
3 - مناقشة أفكار اللجان في مؤتمر وطني.
4 - تشكيل هيئة وطنية "مجلس تربية وطني" للإشراف على عمليات التنفيذ.
قد تكون هذه الخطوات معروفة ومألوفة، وأن الكاتب لم يقدم جديداً، ولكنه يبني فلسفة الإصلاح على أنها عمل اجتماعي وطني لا عمل فردي، مع أن بالإمكان وضع محتوى تطويري لكل مدخلات التعليم.
ويمكن تلخيص محطات مهمة في الإصلاح:
اولاً: مهمة المناهج التعليمية وفلسفة التربية بناء المغايرة لا المسايرة. والمغايرة هي تفرد الشخصية وإطلاق طاقاتها. والمسايرة هي تقليص التفرد لجعل الطلاب كأسنان المشط.
ثانياً: مهمة المدرسة بمعلميها وطلابها إنتاج المعرفة. وتخريج عمال معرفة يتطورون فيما بعد ليصبحوا فنيي معرفة يعرفون كيف تحل الامور، او استراتيجيي معرفة يعرفون الإجابة عن سؤال لماذا؟
ثالثاً: المعلم المتعلم الذي ينجز معظم عمله خارج الصف. ويعمل في الصف خمس دقائق فقط في عمليات التنسيق وتوزيع الأدوار.
رابعاً: احترام الطالب واحترام وقت الطالب. فلا يجوز ان يعمل الطالب ساعات عمل اسبوعية تفوق الحد الأقصى المسموح به دولياً وهو 30-40 ساعة على أقصى حد، علماً بأن الطالب حالياً يعمل اكثر من ذلك. فالإصلاح المطلوب هو تقليص انشغال الطالب.
خامساً: تحويل الطالب الى منتج للمعرفة من خلال ممارسة: - البحث العلمي. - التجريب. - الملاحظة ومتابعة الاحداث والظواهر. - الاستقصاء. - التأمل والتفكير. وهي عوامل نادرة في مدارسنا.
سادساً: دراسة خطط الإصلاح التربوي في الصين واميركا للإفادة منها في وضع سياقات تربوية اردنية. ففي الصين، يركز على قيم الجد والاجتهاد والمثابرة والمسايرة وتحمل التعب، وبذل الجهد وهي قيم كونفوشية. وفي الولايات المتحدة يركز على قيم التفكير، المغايرة، والفضول، واللعب والمتعة.
سابعاً: دور المجتمع والأسرة ضرورة لدعم المدرسة، فالمدرسة مؤسسة اجتماعية، ومن حق الجميع الإسهام في تطويرها، فالمشاركة والدعم من اسس التطوير.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)