طلبة نيوز- الدكتور محمود رمضان الجبور

إن صح ما نسب إلى معالي وزير التربية والتعليم في رده على استبدال اسم ( لميس ) ب( فاطمة ) في المقررات الدراسية فإن موقفي المؤيد لإجراءات الرجل بحاجة إلى إعادة نظر ، يقول معاليه إن ( لميس صحابية) شكرًا معاليك ، معلومة جديدة لكثيرين ممن يظنون أن اسم لميس حداثي ، تعرفوا عليه من المسلسلات التركية ،في حين اسم فاطمة تقليدي تراثي ، فقط لا تنس ،معاليك ،أن فاطمة اسم لبنت رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، فما لميس بأحق منها بالحضور في المقررات .
لا أعرف المنهجية التي يتبعها واضعوا النصوص في اختيار الأسماء ، عندما نكتب قصة أو سيناريو لعمل درامي تواجه المؤلف مشكلة اختيار الأسماء من جهتين ، الأولى ما يحمله الاسم من دلالات وإيحاءات مرتبطة بسياقات تاريخية وثقافية واجتماعية ، أما الثانية فحذر إسقاط الاسم على واقع خارج النص .
في هذا السياق لا أعرف الدافع الذي جعل لجان التأليف تغير اسم فاطمة في المقررات ، هل لذلك علاقة بمحاربة التشيع ؟ إن كان الأمر كذلك ، فتلك لعمري غفلة ليس مثلها غفلة ، نحن أهل السنة أحق من سوانا بفاطمة وأبيها عليه صلوات الله وسلامه ، غير أن واضع المقرر الدراسي محكوم بمحددات كثيرة تفرض اختيار الأسماء ، منها ما يتعلق بمدى شيوع الاسم وتواتره ، ومدى إفادته بعملية التعليم والتعلم ، على سبيل المثال لم يكن اختيار النحاة العرب القدماء لزيد وعمرو اعتباطا ، وكذا الحال في اختبار الأسماء في مقررات اللغات الأخرى .
صحيح أن اسم فاطمة قليل التواتر بين أسماء البنات ولكن لميس أقل تواترا منها بكثير ، ثم من يعرف معنى اسم ( لميس ) ؟ ومن يعرف علاقة لميس بالطير ؟ إذا كان واضع المقرر لا يعرف ما يحمله هذا الاسم من ظلال تراثية فتلك مصيبة ، وان كان يدري فالمصيبة أدهى وأمر . السؤال نفسه يطرح في حالة ( رباب) من منا لا يعرف رباب ودجاجاتها ؟ لو لم ترد رباب في المقررات الدراسية لما سمع أحد برباب ولا بدجاجاتها .
نشد على يد معالي وزير التربية ونطالب بتعديلات مدروسة وجدية وجادة وجوهرية .