TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
بين عالمين أين تقع جامعاتنا على خريطة الإبداع الفكري والتقدم التكنولوجي؟
26/03/2014 - 2:00pm

طلبة نيوز
كتب الدكتور نضال يونس
بين إشكالية الحصول على المقعد الجامعي، ومظاهر العنف الجامعي ماذا يحدث في جامعاتنا؟ وهل كان تأثير المجتمع أقوى من بيئة البحث والدراسة في الجامعة أم العكس؟ وهل الفراغ والركون يسيطران على البيئة الجامعية؟ أم الحركة المستمرة والتفاعل مع بقية الجامعات فى العالم لكي يصبح لدينا طلبة عالميون "Global Students" قادرون على التواصل مع طلبة الجامعات في العالم، وهل نحن مجرد ناقلون وناسخون للمعلومات العلمية النظرية التى تعجز جامعاتناعن تحويلها إلى تنمية عامة تنتج الكفاءات والمبدعين والمبتكرين والمفكرين؟أم أننا ما نزال نعيش رحلة البدايات دون بلورة لتوجه واضح؟
هذه الأسئلة وغيرها، لا يردّ عليها إلاّ دراسات مطوله وعميقة من عدة اختصاصين، لكن يمكن رؤية الصورة العامة من خلال ثقافتين وسلوكين سائدين في العمل الأكاديمي، أحدهما تقليدي لا تزال أبعاده تتمحور حول نقل المعلومة والمعرفة النظرية، والمبالغة في كم المعلومات التي تعطى للطلبة،التى يجري التأكيد على حفظها واسترجاعها، وربطها ببعض التجارب السطحية، وتقديم الامتحانات التعجيزية، مع المكابرة في متابعة الحضور والغياب وتوجيه العقوبات للطلبة الذين قد لا يجدون متسعا لهم في القاعات التدريسية التي تعج بالأعداد الكبيرة، واستخدام العملية التدريسية كوسيلة للوجاهةوالتميز والتحكم بالطلبه من خلال العلامات مع بعض التهديد والوعيد، بدلا من تحفيزهم والتواصل معهم واثارة الانفعالات الايجابة لديهم،حنى يصح الاستاذ الجامعي " النموذج" لطلبته ليخرج جيل يكون الحافز لديه هو الفعل المتطور!.
وهناك سلوك آخر، حيث الجامعات التي تسعى لان تكون ديناميكية وعملية لم تجعل الدراسة ومناهجها القيمة العليا، بل اخذت تركز على الجانب العملي والمهني في توسيع رؤية الطالب للمجتمع والعالم المتطور، وخاصة في مجال تدريب وإعداد الطلبة للعمل فى المجالات الطبية كالمستشفيات أوالشركات والمؤسسات ،كما يحدث في برامج التعليم الطبي التى تقدمةكليات العلوم الطبية فى غالبية الجامعات الرسمية، اوما تقوم به الجامعة الألمانية في ابتعاث الطلبة إلى ألمانيا أثناء الدراسة لزيادة التعلم العملي والتجارب المضافة، ولكن وعلى الرغم من هذا التفاوت بين رؤية الجامعات الأردنية واختلاف برامجها،لا يزال التعليم بدرجاته المختلفة لا يتناسب وتطلعاتنا لمجتمع تتكامل فيه القيم والفرص والتقدم العلمي والثقافي..
وتبقى الظواهر الأخطر هي التنافس على المواقع القيادية بطرق ووسائل غير مشروعة، حتى أصبح الوصول لمواقع القيادة والتحكم بالعملية الاكاديميية جزءاً من سلوك عام لدى البعض لا يجد الرادع المطلوب، وأصبح المشروع الوطني الكبير في صناعة العقول المفكرة والكفاءات القادرة التي ستبني المستقبل، لا يتحرك إلاّ عبر التوازنات والمعادلات والحسابات السياسية، ما أوجد غبناً عاماً بين أصحاب الكفاءة والخبرة ، وبين من يحصلون على الفرصة المجانية بالعديد من الوسائط، وهو ما أحدث شرخاً خطيراً في المجتمع الأكاديمي وقدرته على العطاء والإبداع والتواصل مع الطلبة وتحفيزهم وتوجيههم، واستبدالها بمظاهرالانطواء واللامبالاة والأنانية، وهو ما أدى بدورة إلى انحراف الطلبة،ولجؤ بعضهم إلى العنف والفوضى، مظاهر لا يمكن تجاهلها فهي قطعا التوأم للفساد الإداري والاكاديمي.
الجامعات العريقة والجامعات العالمية انطلقت بقوة للنهوض بالمنظومة التعليمية تطويراً وتحديثاً وانفتاحاً على معطيات عصرالمعرفة وتكنولوجيا المعلومات، ونحن ما نزال عاجزين عن ترجمة هذه المستوىات المتقدمه من الاستخدام الأمثل للحاسوب والانترنت في السياسات والآليات التعليمية المتبعة والمعتمدة في جامعاتنا، والارتقاء بوعينا إلى تحويل تلك المعلومات إلى مكاسب في استحداث مناهج جديدة في حياتنا، بدلا من مجرد التسلية والعبث والبحث عن ما هو خارج الغايات التي استُحدث فيها هذا الكم من المعلومات لاختصار الزمن واستثماره!
جامعاتنا تمر في مرحلة ما قبل القفز من الحالة التقليدية إلى مرحلة عصر المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصالات الحديثة، وفي كل الأحوال لا نزال نقف على قدم واحدة، طالما بعض الحواجز تقف لتشدنا للخلف لندور في حلقات الفراغ الطويل..

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)