TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
بين شهداء الامن العام وحادثة الدكتور الذيابات
11/10/2017 - 8:45pm

ربما كل الاردنيون شاهدوا حادثة الدكتور محمد الذيابات واخرين عبر الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم، وكان وقعه صادما ومؤثرا ، مما حدى بالتدخل السريع من قبل الحكومة ممثلة هنا في وزير الداخلية ، لا بل تعدى الامر الى تطرق جلالة الملك للحادثة اثناء زيارته الى جهاز الامن العام ؛ وان دل هذا على شيء فإنما يدل ذلك على حرص القيادة الهاشمية على سلامة المواطن وكرامته ورد الاعتبار له؛ ايمانا راسخا في عقيدة الهاشميين والاردنيين التي تقوم على كرامة الاردنيين جميعا وامنهم، ونهجا سديدا لمقولة الراحل العظيم الحسين بن طلال طيب الله ثراه " الانسان اغلى ما نملك" .
ولانني اعرف الدكتور الذيابات شافاه الله وعافاه منذ فترة طويلة وجاورته في سكن الجامعه واطلعت على صفاته الطيبة والكريمة، وهدوئه الأخاذ، وحواره الدافء، وسريرته النقية، وكرمه المشهود، فهذا كله يدفعني ان اكون غاضبا جدا مما حدث، حيث قمت بالتوجه مع زميل لي الى المستشفى ولكنهم اخبروني انه غادر وعرفت في نفس اليوم ان هناك اجتماع لعشائر الرمثا مما اضطرني الى تأجيل موعد زيارته لظروف الدكتور الصحية الطارئة والتي ادعو الله عز وجل ان يشفيه ويعافيه ويرده سالما الى اهله وعشيرته ومحبيه وبلده.
ولانني اؤمن بقوله تعالى " والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس" وان الانسان في طبعه الخطأ احيانا؛ وخير الخطائين التوابين ، ولانني ادرك تماما رجولة اهلنا في الرمثا العزيزة ، وطيب معشرهم، واصالة كرمهم الذي لا يسبق ، ولانني اؤمن ايضا بالدور الكبير لجهاز الامن العام ومنتسبيه والظروف القاسية التي قد يمر بها في ضوء الاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية، والظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها مواطننا الكريم والتي فتحت الابواب لخروج البعض عن دالة الصواب سواء كانوا من الشعب او من الاجهزه الامنية التي هي جزء لا يتجزأ من هذا الشعب مما ادى الى دخول هذه التصرفات الغريبة الى مجتمعنا الاردني الاصيل .
وهنا لا اجد المبررات لتلك التصرفات او العنجهيات ، ولكنني اضع النقاط على الحروف في وجوب تشخيص المشكلة وتحديدها و ايجاد الطرق والحلول لمعالجتها وهذا لا يأتي ابدا الا بتكاتف الجهود في العمل المخلص ، والتسامح الشامخ لوجه الله تعالى في ان نتعلم من اخطائنا وان نعطي الفرصة لمن اخطأ لاعادته الى جادة الصواب بعد ان نبين له مقدار تصرفه الخاطئ ، والتاكد من مدى قابليته للعودة الى الطريق السليم والصحيح ، نكون بذلك نبني مجتمعنا على احسن وجه؛ فلذلك جاء ايماني عظيما بحكمة وشهامة الدكتور محمد واهلنا في الرمثا جميعا على قدرتهم على التسامح والصفح اكراما لله ثم لجلالة الملك ثم للشعب الاردني العظيم

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)