TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
بيانات سياسية بيضاء وأزمة دبلوماسية حادة!!
06/06/2017 - 6:30pm

طلبة نيوز- عبدالله العزّام
أرتبط مفهوم الأمن السياسي والمجتمعي ولمدة طويلة بجملة من المحددات شكلت سبباً في تعريف مفهوم الأمن وظل لصيقاً بالفرد والسياسة والمجتمع في الإحساس في الخوف والسعي لتجنبه من جهة وبالمجتمع والمنطقة كجزء من علاقات اجتماعية من جهة أخرى، ولو أمعنا النظر لوجدنا أن مفهوم الأمن السياسي والمجتمعي في ظل الفترة الراهنة تلازم مع القوة في محاولة لضمان البقاء أو إحكام السيطرة أو تعزيز النفوذ.
ولقد شكلت الأزمات السياسية في المنطقة العربية نقطة اشتباك بين النظم السياسية على الصعيدين الإقليمي والدولي وامتزج التنافس الدبلوماسي فيما بينها من وجهه اقتصادية وإستراتيجية قذرة لا سيما وأن المنطقة العربية والخليجية على وجه الخصوص وموقعها الجيوسياسي تشكل العقدة الغربية على مر التاريخ خصوصاً وأنها تزخر بالعديد من الثروات الاقتصادية واحتياطي النفط فيها يقدر بأكثر من 66% من الثروة النفطية من مجمل الثورة النفطية في العالم، وبكل تأكيد فإن هذا يقودنا إلى أن مشكلتنا الأساسية ليست بسبب غياب الإمكانيات والأدوات وضعف القدرات الاقتصادية للدول وإنما يقودنا إلى غياب السياسات النهضوية والخطط التقدمية من قبل الحكومات العربية بحيث تتوائم مع متطلبات العصر الحديث، واحتياجات الإنسان العربي الذي هو الآخر يهرب إلى الوراء ويختبئ خوفاً من مواجهة المتغيرات بدلاً من تجاوز العقد والتراكمات السلبية التي تجاوزها غيرنا، مما يعني في الحقيقة أننا وقعنا نظم وحكومات وشعوب في مصيدة الخوف الجمعي!!.
آن الآون أن نقر أن الحكومات العربية تتهاون في التعاطي مع القضايا الداخلية، وتتخذ من الدبلوماسية اليومية الوسيلة الوحيدة في تسيير أمور شؤون الدول، مما أوجد حالة فراغ وانسداد بين تلك الحكومات فيما بينها من جهة ومجتمعاتها من جهة أخرى أدت بطبيعة الحال إلى خروجها في صراعاتها عن إطارها المحلي لتجلب إليها القوى الدولية بسياساتها وأطماعها وأيديولوجياتها وآلاتها العسكرية وصفقاتها!
على النظم السياسية وحكوماتها اليوم أن تؤمن بالمتغيرات لا سيما وان الوعي المدني قد تطور وأخذ يشكل حيزاً لا يمكن تجاهله، ولا يضمر في داخله الحيازة على المساحة السياسية والإجتماعية وإنما يطمح إلى تعزيز منظومة الأمن السياسي والإجتماعي، لا سيما وأن المنطقة تزخر اليوم بالإمبراليات المتعددة التي تسعى كل واحدة منها إلى أن تطغى وتشكل حيزاُ في الجغرافيا وتملأ جزءاً من الفراغ السياسي السائد في واقع الحقيقة.
ولعل الأزمة السورية التي اندلعت منذ عام 2011 وحجم الكارثة الإنسانية فيها وغياب المسؤولية الدولية في مجال حقوق الإنسان يسجل حالة الغياب الدولي والإقليمي وكذلك العربي العربي عن المشهد السوري الشرس ولا شيء سوى بيانات سياسية بيضاء تدين المجازر هناك وتنئى بنفسها عن القيام بأي دور في سبيل إيقاف نهر الدم هناك، ولعل الأزمة الدبلوماسية الخليجية القطرية القائمة الآن، أظهرت إلى أن المنطقة العربية والخليجية على وجه الخصوص مخترقة ومهلهلة التنظيم وتعاني في داخلها من تصدعات وطهران اللاعب الرئيس في تشويه المنطقة الخليجية وإثارة الفتنة فيها على نحو شق نهر دم جديد، والسؤال الذي يطرح نفسه الأن هل ستنجح طهران في قلب السياسة الخلجية الخليجية رأساً على عقب بما ينوائم مع تطلعاتها الجيواستراتيجية في المنطقة الشرق أوسطية أم أن العقل الخليجي وأصدقائه سيرأب الصدع الداخلي وسيفشل المخطط الوهابي في العمق الخليجي ويفوت فرصة إثارة صراع خليجي خليجي إسلامي إسلامي كما تريده المطابخ السياسية الإيرانية والدولية!!.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)