TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
بلفور : عمان وسراييفو تشهدان على القرن المؤامرة
03/11/2017 - 6:00am

ريما أحمد أبو ريشة

سيرة قائد معركة النكبة في جيشنا العربي ارفيفان الخريشا رحمه الله ترافقني . وكلما كنت أقرأ عنه ازددت شغفاً لمعرفة المزيد . وأما دماء أبناء عشائرنا التي سالت على أرض فلسطين الطاهرة فهي تعطر بيوتنا جميعا .

وطني الأردن يحتضن أكبر عدد ممن هجرتهم العصابات الصهيونية من فلسطيننا الحبيبة . وفيه عدد من المخيمات تعترف بها وكالة الغوث ولا تعترف بعدد آخر منها كما ولا تعترف بالتجمعات التي ذهبت هنا وهناك .

ووكالة الغوث ماضية في تقليص خدماتها في الوقت الذي ينفق فيه الأردن من خلال دائرة الشؤون الفلسطينية أكثر مما تنفقه الوكالة . وحجم المؤامرة كان أكبر منا .

لم يكن وعد بلفور بعيداً عن البلقان . فوجبة الإعدامات التي وقعت بحجة دعم البوسنيين للمرحوم الحاج أمين الحسيني جاءت لاغتصاب السنجق من البوسنة وانتقاماً لقدوم مجاهدين بلقانيين للدفاع عن فلسطين كما أورد الأستاذ الدكتور محمد موفق الأرناؤوط في كتابه فلسطين الألبانية .

ومع الإعدامات التي حدثت سنة 1945 وصل الصهيوني إسحاق ساموكوفليا إلى رئاسة رابطة الكتاب في البوسنة والهرسك . وهو الذي كان يرأس تحرير صحيفة " صوت اليهودي " السرية في سراييفو إبان عهد الملكية الثنائية النمساوية المجرية . وشهدت تلك الحقبة أكبر تعاون صهيوني صربي .

ولم تسمح السلطات الشيوعية بزعامة مؤسس يوغوسلافيا الإشتراكية البائدة جوزيب بروز تيتو بنشر ما يشير لتسامح المسلمين مع غيرهم بمن فيهم اليهود . 

ومن القصص الكثيرة التي تدل على صحة ما أقول , قصة المسلمة زينب هارداج التي اصطحبت جارتها اليهودية رفكا كافيللو وأطفالها سنة 1941 وهي تغطي السوار الأصفر المعلق على يدها ليدل على أنها يهودية . وأخذتهم إلى منزل ذويها ليلتحق الزوج يوسف بهم حتى انتهاء الحرب العالمية الثانية .

جاء اليهود إلى البوسنة والهرسك مهجرين من إسبانيا والبرتغال . وحتى في ظل مجيء الملكية النمساوية المجرية سنة 1878 ظلوا يعيشون بسلام هنا .

لكنهم قابلوا التسامح بالغدر . وها هم يؤيدون سياسات ميلوراد دوديك رئيس كيان صرب البوسنة المنفذة لرؤى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يريد إدخال البلاد في نفق مظلم . 

وبعد مغادرتهم لفلسطين . واظبوا على مراسلة تيتو شاكرين إياه على تعلمهم منه الإشتراكية والديموقراطية . وهناك انضموا للعصابات الصهيونية التي قتلت الفلسطينيين الأبرياء وهجرت غالبيتهم , لتحقيق وعد بلفور الذي منحهم فلسطين وطناً وهو لا يملك " لهم " وهم لا يستحقون . 

لا يستطيع أحد أن يغض النظر عن نداء البروفيسور أنور إماموفيتش الذي حذر من المساس بأي شيء يخص اليهود إبان حرب البوسنة والهرسك الأهلية ( 1992 – 1995 ) . كما ولا يستطيع العالم أن ينكر ما حل بالشعب العربي الفلسطيني منذ قدوم المستوطين المستمر منذ قرن من جرائم ومجازر ومذابح وتهجير وتدمير بيوت الله وتدنيسها .

وإذا كانت ساحة المسجد الحسيني قد شهدت على مشاعر الأردنيين تجاه فلسطين وشعبها , فإن سياسة الأردن الرسمية تجاه القضية الفلسطينية العادلة جلية وواضحة محلياً وإقليمياً وفي جميع المحافل الدولية .

صورة 1

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)