TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
بأغلبية ساحقة... الأمم المتحدة تبطل القرار الأمريكي بشأن القدس
22/12/2017 - 12:30pm

اعتمدت الجمعية العامة، أمس الخميس، قرارا بأغلبية مطلقة يقضي برفض تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تكوينها الديموغرافي في إشارة الى قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بإعلانه ان القدس عاصمة موحدة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها.
وأيد القرار 128 دولة وعارضته 9 دول فيما امتنعت عن التصويت عليه 35 دولة. وأكدت الجمعية في قرارها أن مسألة القدس هي إحدى قضايا الوضع النهائي، التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، معربة «عن الأسف البالغ إزاء القرارات الأخيرة المتعلقة بوضع القدس».
والدول التي صوتت ضد القرار: هندوراس، اسرائيل، جواتيمالا، اميركا، توجو، بالاو، ناورا، ميكرونيزيا، جزيرة مارشال. والدول التي امتنعت عن التصويت: ارجنتين، استراليا، بنين، بوتان، اننتجولا، البوسنا ، كندا، كرواتيا، التشيك، دومنيكان، اكوتوريال، فيجي، هايتي، هانغاريا، جمايكا، كريباتي، لاتيفيا، ليستو، مالاوي، مكسيك، بنما، بارجوي، الفلبين، بولندا، رومانيا، رواندا، سولمون، جنوب السودان، ترينداد، توفالو، اوغندا، فانتواو.
وفيما يلي نص الفقرات الإجرائية للقرار الذي اعتمدته الجمعية العامة في دورتها المستأنفة الخاصة الطارئة العاشرة بعنوان «الأعمال الاسرائيلية غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة وبقية الاراضي الفلسطينية» حول «وضع القدس»: إن الجمعية العامة، 1-تؤكد أن أي قرارات وإجراءات تهدف إلى تغيير طابع مدينة القدس الشريف أو مركزها أو تكوينها الديموغرافي ليس لها أي أثر قانوني، ولاغية وباطلة ويتعين إلغاؤها امتثالا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتهيب في هذا الصدد بجميع الدول ان تمتنع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، عملا بقرار مجلس الأمن رقم 478 لعام 1980.
2- تطالب جميع الدول الامتثال لقرارات مجلس الأمن المتعلقة بمدينة القدس الشريف، وبعدم الإعتراف بأي إجراءات أو تدابير مخالفة لتلك القرارات.
3- تكرر دعوتها إلى ازالة الإتجاهات السلبية القائمة على أرض الواقع التي تعرقل حل الدولتين والى تكثيف وتسريع الجهود الدولية والإقليمية والدعم الدولي والإقليمي الهادفين لاقامة سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط دون تأخير على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعة مدريد، بما في ذلك مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية، وخارطة الطريق التي وضعتها المجموعة الرباعية، وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في عام 1967.
4-تقرر رفع الجلسة الاستثنائية الطارئة العاشرة مؤقتا، والإذن لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في أحدث دورتها باستئناف انعقاد الدورة الاستثنائية بناء على طلب الدول الأعضاء.
وكانت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هايلي كررت أمس تهديداتها للدول التي ستصوت تأييدا للقرار. وقالت هايلي «ستتذكر الولايات المتحدة هذا اليوم (...) هذا التصويت سيحدد الفرق بين كيفية نظر الاميركيين الى الامم المتحدة وكيفية نظرتنا الى الدول التي لا تحترمنا في الامم المتحدة». واضافت «سنتذكره حين سيطلبون منا مجددا دفع اكبر مساهمة (مالية) في الامم المتحدة. وسنتذكره حين ستطلب منا دول عدة، كما تفعل غالبا، دفع المزيد واستخدام نفوذنا لصالحها».
وزعمت هايلي ان قرار نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس الذي اعلن في السادس من كانون الاول «لا يؤثر بتاتا في قضايا الوضع النهائي بما فيها حدود القدس». وتابعت ان «هذا القرار لا يستبعد حل الدولتين اذا توافق الطرفان عليه. هذا القرار لا يشكل اي اعتداء على جهود السلام. بل ان قرار الرئيس يعكس ارادة الشعب الاميركي وحقنا، كامة، في اختيار مكان سفارتنا».
بدوره، اكد السفير الاسرائيلي لدى المنظمة الدولية داني دانون من على منبر الجمعية العامة في نيويورك ان إسرائيل «لن يتم اخراجها ابدا من القدس».
وقبيل ذلك، ندد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي من على المنبر نفسه بتهديد هايلي بانها «ستسجل اسماء» الدول الاعضاء في الجمعية التي ستصوت تأييدا للقرار. وقال «التاريخ يسجل الاسماء ويتذكر الاسماء، اسماء من يدافعون عن الحق واسماء من يكذبون. اليوم، نطالب بالحقوق والسلام».
وتحدث في مستهل الجلسة مندوب اليمن في الأمم المتحدة بصفتها رئيسة المجموعة العربية في الجمعية، مشددًا على أن لا أمن ولا سلام دون حل منصف للشعب الفلسطيني. وقال: «نعرب عن أسفنا لقيام الولايات المتحدة باستخدام حق النقد الدولي الفيتو ضد مشروع القرار الذي قدمته مصر نيابة عن المجموعة العربية لحماية مدينة القدس، ورفض أي محاولة لتغيير وضعها القانوني، ونعرب عن استيائنا من نهج الولايات المتحدة في مواجهة 14 صوتا في مجلس الأمن، كانت تمثل بشكل قاطع الاجتماع الدولي في مدينة القدس الشريف امتثالا للقانون الدولي». وأردف المندوب اليمني أن قرار الإدارة الأميركية بشأن مدينة القدس يعد انتهاكا صريحا لحقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية، وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي، ولميثاق الأمم المتحدة الذي يقر بعدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة، مشددا على أن هذا القرار يهدد السلم والاستقرار بالمنطقة والعالم ويقوض فرص السلام ويسهم في تعزيز العنف والتطرف. وقال: القدس الشرقية مازالت محتلة وهي جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، مضيفا: وعليه فإننا ندعو كافة الدول بما فيها الولايات المتحدة لعدم الاعتراف بأية تدابير أو إجراءات تتعارض مع ذلك، وعدم انشاء بعثات دبلوماسية في المدينة المقدسة انسجاما مع قرارات الشرعية الدولية. وأدان كل السياسات والممارسات والخطط الهادفة لضم القدس الشرقية المحتلة وتغيير طابعها العربي وتركيبتها الديمغرافية، وتغيير طابع الأماكن الإسلامية والمسيحية بما في ذلك الحرم الشريف. وحيا صمود الشعب الفلسطيني المدافع عن أرضه ومقدساته وتراثه وقوفا في وجه الاحتلال الإسرائيلي.
من جانبه، قال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، إن للفلسطينيين الحق في العيش بحرية وأمان كما كل دول العالم، وهذا ما قلناه من على هذا المنبر مرارا وتكرارا، إلا أن كلماتنا لم تؤد إلى أي تغيير، بل استمر الاحتلال غير القانوني، ولم يتمكن الفلسطينيون من التمتع بحقوقهم الأساسية، وأجيالا من الفلسطينيين تتعرض لعنف ممنهج ولتمييز. وبين أن التصويت اليوم ليتذكر الفلسطينيون أنهم ليسوا بمفردهم يواجهون الاحتلال. وأضاف أن التصويت مهم ليبدو واضحا أن القضية الفلسطينية هي قضية عالمية، ونرفع أصواتنا من أجل القدس فهي مدينة الديانات السماوية والأديان المختلفة، يمكن أن تعيش بسلام وأمان في فلسطين، فللفلسطينيين حقهم في دولة على حدود العام 1967، وهذا هو الأمل الوحيد لسلام عادل ودائم في المنطقة، إلا أن القرار الأخير من دولة عضو في الأمم المتحدة ينتهك القانون الدولي، وهو اعتداء مشين على القيم العالمية. وقال إن الجمعية العامة تقع على عاتقها مسؤولية إحقاق الحق والعدالة، وقبل هذا الاجتماع هددت دولة عضو في الأمم المتحدة وهددتنا وطلبت منا أن نصوت بلا أو نواجه تداعيات أي قرار، وهذا سلوك غير مقبول، وهذا تنمر وهذه القاعة لن تقبل التنمر، فليس من الأخلاق اعتبار تصويت دولي عضو هو بيع للقرار.
من جانبه، قال مندوب فنزيلا في الأمم المتحدة، في كلمته نيابة عن دول منظمة عدم الانحياز، إن دول المنظمة تعبر عن قلقها مما ترتكبه إسرائيل، القوة المحتلة، في الأراضي الفلسطينية، ومحاولات تغيير شخصية مدينة القدس وتركيبتها السكانية، وتدين كل انتهاك يحصل في تلك المدينة ومن يرتكبه. وأضاف أن القرار الأخير بشأن مدينة القدس من الإدارة الأميركية قرار لاغ وباطل، ويشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، والتي تعتبر القدس جزءا لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية. وعبر عن القلق من تصريحات ترمب ونيته نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، وإدانة أي إجراءات إضافية من شأنها أن تمكن القبضة الإسرائيلية على مدينة القدس. وقال «اسمحوا لي أن أقرع الجرس وأقول إن مثل هذه الاستفزازات والانتهاكات يؤدي إلى انتشار التوتر، ويكون لها تداعيات خطيرة على الأرض، ونطالب حكومة الولايات المتحدة بوقف انتهاكاتها واستفزازاتها».
ميدانيا، أعلنت أذرع الأمن التابعة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي عن حالة تأهب وشددت من إجراءاتها الأمنية على مداخل البلدات والمخيمات ومحيط المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وذلك تأهبا لجمعة الغضب الثالثة لنصرة القدس ورفضا لقرار الرئيس الأميركي.
ونصبت قوات الاحتلال حواجزها على العديد من المفترقات الرئيسية في عدة مدن بالضفة، وذلك بعد يوم من المواجهات والمسيرات التي شهدتها الضفة.
إلى ذلك، دعت الفصائل أبناء الشعب الفلسطيني لتوسيع رقعة المواجهة مع الاحتلال والمستوطنين لتشمل كافة نقاط التماس والمواجهة وقطع الطرق الالتفافية، ولاعتبار اليوم الجمعة يوم غضب عارم، مؤكدة على ضرورة استمرار الفعاليات الجماهيرية الحاشدة والغاضبة في كافة المدن والقرى والمخيمات.
وتسود مدن الضفة حالة من التوتر منها الخليل ونابلس، بالإضافة لمدينة القدس المحتلة عقب حملة اعتقالات نفذها جنود الاحتلال بحق قيادات وناشطين مقدسيين على خلفية مشاركتهم في الاحتجاجات المنددة بقرار ترامب.
واندلعت أمس مواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متعددة برام الله والخليل ونابلس في الضفة الغربية المحتلة. وعلت أصوات التكبير والتهليل المساجد ومكبرات الصوت بنابلس والدعوات للدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى. وفي قطاع غزة، أصيب عدد من المواطنين خلال المواجهات المستمرة على نقاط التماس على الحدود شرقي القطاع، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.
وعلى المستوى الدولي، دعت فعاليات ومنظمات حقوقية عربية ودولية إلى تصعيد الغضب الشعبي في جمعة الغضب الثالثة من أجل القدس ورفضا لإعلان ترامب. وشهدت مدن غربية وقفات تضامنية مع القدس المحتلة ورفضا لقرار ترامب بإعلانها عاصمة للاحتلال الإسرائيلي، من بينها العاصمة البرتغالية لشبونة، ومدينة سلاينك اليونانية، والعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، فيما لا تزال المظاهرات الاحتجاجية مستمرة منذ 14 يوماً أمام السفارة الأمريكية في العاصمة الأردنية عمان نصرة للقدس.
إلى ذلك، كشف تقرير أعدته «Military Court Watch» التي ترصد اعتقال الأطفال الفلسطينيين في الضفة الغربية أن ثلثين من بين 70 قاصرا فلسطينيا اعتقلتهم قوات الاحتلال في العام 2017 قد تعرضوا للعنف الجسدي من قبل جنود الاحتلال أثناء اعتقالهم.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)