TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
انتخاباتُ الجامعة الأردنيّة..صورة حضارية ديمقراطية د.محمّد القضاة
25/04/2018 - 1:15am

نجحت الجامعة الاردنية في تغيير الصورة النمطية للانتخابات الجامعية بانتهاج دوائر انتخابية على مستوى الجامعة والكلية، وبهذا أنهت العصبية والإقليمية والفئوية، وجاءت النتائج على عكس ما كان يتوقعه اصحاب الاجندة العرمرمية، هكذا كانت الاردنية تعيش يوما قل نظيرة، ولهذا الدرس الديمقراطي نرفع أيدينا أجلالا واحتراما للبعد الحضاري واليوم الديمقراطي الذي عاشته الأردنية الخميس الماضي، حيث كنت أقف مع أسرة الجامعة منذ بدء الانتخابات حتى اعلان النتائج وكنت اشعر بحماسة الطلبة والأجواء الدافئة التي سادت انتخابات مجلس طلبتها، وقد جرت في ظل أجواء عامة سادها الترقب والخوف، وفي ظل قانون انتخاب جامعي جديد يحكم العملية الديمقراطية برمتها، خاصة بوجود قائمة على مستوى الجامعة وقائمة على مستوى الكليات، ونحن هنا أمام تجربة ناضجة وجادة وديمقراطية بامتياز لم يشوبها شائبة، نالها أسئلة كثيرة قبيل الانتخابات، وها نحن امام صورة ناصعة تجيب عن الأسئلة باريحية النتائج والتعامل والمواقف الايجابية التي جرت فيها الانتخابات، صحيح أنّ الانتخابات جرت تحت شعارات طلابية بسيطة لا تمثل الصورة التي يحلم بها الجميع، شعارات لا تعبر عن حالة فكرية أو علمية، ولا تخرج عن الإطار العام الذي عهدناه في طلبة اليوم، غير أن هذا لم يلغ فكرة الانتخابات التي انجزها الطلبة بممارسات انتخابية حضارية تمثل انموذجا يحلم به كل غيور ومحب لقيمه النبيلة وجامعته ووطنه، كنت أراقب واشارك في تنفيذ قانون الانتخاب واجراءاته مع زملائي في الجامعة، وكان الجميع يحرصون على انجاح الانتخابات بشفافية واريحية ومسؤولية، كنا نراهم على الدقة والموضوعية والتعامل مع الجميع بنظرة واحدة بعيدا عن أفكار الطلبة ومنافساتهم الجميلة، كنا نقول لهم نحن نراهن عليكم في هذا اليوم الديمقراطي كي نخرج امام المجتمع الاردني بازهى حلة، كانوا يستجيبون بحب واحترام، وجدناهم ينطلقون من أنّ الجامعة هي وطنهم الجميل الذي يزرع فيهم بذور الخير والحب والمعرفة، ويغدق عليهم العلم والبحث والاستقصاء والانتماء والعطاء والافتخار، وديدنهم هذا الصرح العلمي الذي خرّج العلماء والرجال الأوفياء.

لقد شاركت وعاصرت هذه الانتخابات ومنذ عدة عقود وإلى اليوم حين كان طلبة الجامعة كلهم ينتخبون مجلسهم، وحين استعرت ظاهرة العنف انتقلت الجامعة إلى انتخاب نصف الأعضاء وتعيين النصف الأخر على أُسس مهنية شاركت في اختيارهم في دورات سابقة، وها هي قد جرت على قانون توافقي جديد شارك في انجازه الكادر الاكاديمي والطلبة، وكنت أدرك أن الحصول على مقعد في مجلس الطلبة هو هدف المرشحين؛ لكنه لا ينبغي أن يكون نهاية المطاف، وإنما لا بد أن ينخرط هؤلاء في إعادة الاعتبار للعمل الطلابي الذي ينعكس على المجتمع الجامعي كله؛ ولذلك مطلوب من الناجحين ان يكونوا نواة حقيقية للفكر الجامعي النظيف ولطموحات المجتمع الطالبي الجامعي، والأمل أن يكون هدفهم البحث عن المعرفة والعلن والتكنولوجيا وأثرها في حياتهم وعصرهم؛ عصر التقنية والبحث والمنافسة والعولمة، والحلم بالإبداع والتميز والتنافس، وان يحملوا رماحهم إلى العمل التطوعي البناء الذي يرفع من سوية جامعتهم ووطنهم.

لقد انتهينا من اجواء الانتخاب المريحة الى مجلس منتحب يضم أطيافا متنوعة، هو مجلس العمل الصحيح الذي يؤسس لبنية معرفية وعلمية منافسة؛ فهو ليس شيخةً أو لفئة أو لتيار دون أخر، إنه لطلبة الجامعة على اختلاف أفكارهم وألوانهم وأحلامهم، فهل يعي أحبتنا هذا الدور الذي يناط بهم بعد هذا الانجاز الديمقراطي؟ خاصة أن الجامعة الأردنية مذ أُنشئت وهي الحاضنة الحقيقية للعمل الطالبي، وكانت وستبقى المنارة الحقيقية للمجتمع الأردني الذي ينتظر اليوم نتائج انتخاباتها لما تعكسه من مزاج عام قد يكون مؤشرا لقانون الانتخاب الذي تعده الحكومة لعرضه على مجلس النواب. 

علينا ان نقرأ بعناية وعمق قانون انتخابات مجلس طلبة الجامعة الأردنية ونتائجه وكيفية ادارة انتخاباته كي ندرك أن الجامعات اذا امتلكت الإرادة والتصميم تصنع المعجزات، وهذا ما قامت به الجامعة بكل كوادرها لكي تصل هذه اللحظة المهمة، ومع ذلك ما نطمح إليه قانون عصري يفيد من تجربة الجامعة الاردنية، ولتبقى تجربة الجامعة الأردنية سجلا ناصعا في ذاكرة الأردنيين، وما نتمناه أن يدرك الطلبة أهمية هذه التجربة، وأن يعرفوا أن الجامعة يجب أن تبقى بيتهم الدافئ يدفعون به إلى العالمية والتميز والإبداع. وإذا كان من تحية نزجيها في هذا اليوم العزيز فهو لطلبة الجامعة الاردنية الذي كانوا بمستوى المسؤولية، ولاساتذة الجامعة الذين آثروا ان يعملوا بسمتهم الاكاديمي لأجل نجاح هذه الانتخابات ، وللموظفين الذين كانت لبصماتهم اثرها البين ولإدارة الجامعة ولجان الانتخابات ولإذاعة الجامعة التي نقلت الفرح والكلمة لحظة بلحظة ولكل من شارك في هذا اليوم الديمقراطي الجميل. 

mohamadq2002@yahoo.com

 

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)