طلبة نيوز- د. اروى الحمايده

انا ذاك الصبي الذي جلس حالما في قلب مدرج جرش مأسورا بالانغام لفرقة الفحيص ومأخوذا بالصوت واللون اللذان اعادا الحياه الى صمت التاريخ بالمدينة الاثريه وقبل عشرين عاما.

واستيقظ الان من خيالات حملتني الاعب النجوم حينها على ادراج ذات المكان حانقا عاجزا....

اسمع وزراء ومدراء الثقافه يروجون للمهرجان, واصغي لارقامهم حول الكلف والتي تجاوزت المليون دينار. عن اجر مطرب ما عدت احبه بعد ان علمت انه يتقاضى خمسين الفا او يزيد لليلتين....فاحزن واعتب على الحلم.

فان كان مشروعي الصغير لصنع الكعك قد يكلف خمس وعشرون الفا واعمل به مع ثلاث اخرين همهم كشأني. فهذا يعني ان مهرجان المهرجان قد يستبدل بأربعين مشروعا على الاقل, ويفتح بيوتا, ويعيل مائة وستون يائس سنويا, حالهم كحالتي ويجلسون على الطرقات مثلي.

ثم يزيدون ويخبرون ان لا عوائد ماليه للمهرجان...فاحزن اكثر وليس لحزني حدود...

الم يعلموننا اننا كلنا الاردن؟

وانا اقول لهم: انا الاردن, انا ابنكم, فلا تتركوني حجرا في اثار جرش وغيرها.

نعم, لطالما احببت الفن والثقافه والشعر, لكن قوتي اهم. نعم, احب ان اذهب للمهرجان لكن ليس كالمتسكع الفارغ.

انا الاردن... يكفيني حدث ثقافي متواضع ينتقل للقرى والبوادي يخفف قسوة الحياه . انا الاردن ولا زلت احب المدرج  والاعمده ليس بجرش وحدها وانما بكل بقعة من وطني...

انا الاردن انا صانع البناء وباني الحجر...