فيصل العلاونة
كان لي لقاء مقتضب مع اكاديميين حول قضايا التعليم العالي والفوضى العارمة التي يشهدها القطاع من مديونية وعنف وعدم ثبات في التشريعات وفقدان المحاسبة لمن يقصر داخل الوزارة وخارجها والجامعات وما لها وما عليها.
لم استوعب لماذا هذا الخلل ونحن نملك افضل العقول، حيث كان رد الجميع ان تعيينات الواسطة التي حدثت في العامين الماضيين على مستوى رئاسات الجامعات ونوابهم والعمداء ورؤساء الاقسام قتلت الانتماء والطموح والرغبة في العمل!
خمسة ممن جالستهم استقال منهم ثلاثة فروا للخليج على حد تعبيرهم واحدهم قابع في البيت باجازة دون راتب اذ لا يحتما العمل مع ادارة الواسطة والاخيرالتجاء لجامعة خاصة ليقول هربت من الدلف لتحت المزراب!
حان الوقت للدولة ان تتدخل بعلاج جراحي بعد فشل مجالس الامناء -على حد تعبيير وزير التعليم العالي- في اداء واجبهم تجاه الجامعة فلم يحصل اي منهم دعماً مادياً لجامعته بل انبرى للحصول على كل المنافع والدفاع عن رؤساء الجامعات لضمان استمرار النفع، حتى انهم تناسوا كلمة "محاسبة" وتجاهلوا كلمة "شفافية" وباعوا الوطن والجامعات!
يبدو على ارض الواقع الامور ملتهبة: التدريس من الزمن الفائت والقاعات مليئة بدون اساتذه وهيئة الاعتماد تتهاون مع الجامعات الحكومية على حساب الخاصة. تنفيعات لاصحاب النفوذ حتى ان رئيس جامعة يتدخل في علامة ابنته ولا حسيب ولا رقيب ولجنة تقييم رساء الجامعات تقيم مباني الجامعة وليس الرئيس واللجنة تُخترق دون حسيب او رقيب كما عبر الخمس اكاديميين.
فهل معقول ان ينبري اثنان من الاعضاء للدفاع عن رئيس جامعة دون اي اعتبار للمهنية والشفافية وامام قامة اكاديمية وادارية كرئيس اللجنة المطالب بالكشف عما حاول العضوان عمله!
الغريب ان الوزير والحكومة يتعاملون مع نتائج التقييم بطريقة تشعر الاكاديميين ان الاكاديمين سُذج فالتقييم يجب ان يتمخض عن تغيير رؤوساء جامعات شاب تعيينهم فساد وشخصنة وشاب ادائهم فساد وشخصنة اسوأ. لم تعد القضية قضية اداء انها قضية نزاهة فالجامعات للوطن ولا نريد ان نسمع كلاماً معسولاً حول القرار السياسي فالملك امر بتغيير المقصر دون ابطأ الا اذا للحكومة رأي مخالف لارادة الملك!
معنويات اعضاء الهيئة التدريسية في الحضيض اذ لا رغبة في العمل ولا امل في التغيير ولا قناعة بالادارات حتى ان احدهم تم تعيينه نائبا للرئيس وهو غير مثبت لصله قرابه باحد مسؤولي التعليم العالي!
عندما سئل احد الفلاسفة عن عن علاج الفساد والترهل قال القرار الشديد دون ابطاء او تاخير، فجلالة الملك تحدث عن الترهل ودعى لمحاربته لا نريد عناوين اعلامية فالسرطان ينهش من الداخل! والسكون علامة ضعف فهل ننتظر اعتصاما اساتذيا اذا جاز التعبير بدل طلابياً فالعاملين في الجامعات ينتظرون الفرج.
اضف تعليقك