TLB News (طلبة نيوز للإعلام الحر)
الهواتف القتّالة
26/01/2017 - 6:15am

طلبة نيوز- د.صلاح جرار 

لست أقصد بهذا العنوان الهواتف المحمولة التي تنفجر في وجوه مستخدميها نتيجة لسوء مصنعيّتها أو سوء استخدامها، ولا أقصد الهواتف النقالة التي يسبب الإدمان عليها أحياناً الوقوع في مصائد المغفلين التي ينصبها المحتالون، وربما تؤدي إلى الموت، وإنّما أقصد عدم اختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لاستخدام الهواتف النقالة، فتتحول نتيجة ذلك إلى سبب لفقدان الحياة، وتستحق بسبب ذلك أن يطلق عليها اسم الهواتف القتّالة بدلاً من اسم الهواتف النقّالة.

ولم يتوقف سوء استخدام الهاتف النقّال على الردّ على المكالمات الهاتفية أو إجرائها في أثناء قيادة السيّارة، وهو أمر خطير، وإنّما أصبحنا نرى في شوارعنا من يكتب الرسائل ويرسلها ويتلقاها أو يستخدم الفيسبوك في أثناء قيادة السيّارة، وهو سلوك بالغ الخطورة لا يهدّد سلامة الشخص الذي يفعل ذلك فقط بل يهدد سلامة المارّة وسلامة السائقين الآخرين. 

وبرزت مؤخّراً ظاهرة تزداد انتشاراً يوماً بعد يوم، وهي عبارة عن سلوك يمارسه المشاة، فإنّهم يقطعون الشارع الذي يكون مزدحماً بالسيّارات، وهم يستخدمون هواتفهم النقالة دون أي مبالاة بالسيّارات الذاهبة أو القادمة فضلاً عن عدم مبالاتهم باصطدامهم بالمارّة في أثناء ذلك، وربّما أصبح مألوفاً أن نرى شخصاً يقطع الشارع وعيناه محدقتان في هاتفه وأصابعه تبعث الرسائل، غير أنّ المأساة الحقيقية التي قد تحدث هي أن يقطع شخص الشارع وهو مشغول بهاتفه النقال من أمام سيّارة يكون سائقها مشغولاً بهاتفه النقّال أيضاً.

إنّ حياة أبنائنا ليست رخيصة وكذلك حياة أبناء المجتمع كافّة سواءً أكانوا من السائقين أم المارّة أم الجالسين أم غيرهم، لذلك فإننا إذا اضطررنا لإجراء مكالمة أو الردّ على مكالمة أو كتابة رسالة أو قراءة أخرى ونحن نقود سياراتنا فإنّ الأفضل لنا أن نوقف السيّارة جانباً ثمّ نقوم بإجراء مكالماتنا أو ما يحلو لنا. وكذلك إذا احتاج أيٌّ من المشاة أن يجري مكالماته أو يتبادل الرسائل مع أصدقائه أن يتجنب الانشغال بالهاتف النقّال وهو يقطع الشارع.

ويبقى آخر المطالب في هذا المجال أن لا تتساهل قوانين السيّر وإجراءاته التنفيذية في إيقاع العقوبات الرادعة بحقّ من يضبط من السائقين وهو يستخدم هاتفه النقّال في أثناء قيادة سيّارته وأن تضاعف العقوبة على من يكتب الرسائل في أثناء القيادة، لأنه ليس من حقّه في أي حال أن يهدّد حياة الآخرين سواءً أكانوا ركاباً أم سائقين أم مشاة.

اضف تعليقك

Plain text

  • No HTML tags allowed.
  • Web page addresses and e-mail addresses turn into links automatically.
  • Lines and paragraphs break automatically.
Image CAPTCHA
أدخل الحروف التي تظهر بالصورة (بدون فراغات)